عدن -- أكد مسؤولون وخبراء أن الحوثيين المدعومين من إيران يستغلون الهدنة في اليمن لتكثيف جهود التجنيد والحشد، معانين مؤخرا عن تخرج أكثر من 5500 مقاتل.
ووفق وسائل إعلام تابعة للحوثيين، يستعد 3000 مقاتل من الذين تخرجوا في حفل يوم 27 حزيران/يونيو في المنطقة العسكرية الوسطى التابعة للحوثيين للانضمام لكل الوحدات النشطة في المنطقة.
وفي حفل آخر نظمته قيادة كتائب الدعم والإسناد في أمانة العاصمة صنعاء يوم 3 تموز/يوليو، تخرج 2500 مقاتل آخر من التدريب العسكري.
وكان الحوثيون قد نظموا خلال الثلاثة الأشهر الماضية عروضا عسكرية متفرقة لعناصر الميليشيا في محافظتي صنعاء وحجة.
وقال فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل اليمنية للمشارق، إن "تجنيد وتخرج دفعات جديدة من جيش الحوثي ليس أمرا جديدا".
وأضاف أن "الحوثيين يستغلون الهدنة من أجل الحشد وإعادة نقل معداتهم وتوجيه طاقاتهم للحرب".
استغلال الهدنة
وتابع المجيدي أنه على الرغم من أن الهدنة الإنسانية التي أعلنت في مطلع نيسان/أبريل وتم تمديدها مدة شهرين في حزيران/يونيو ما تزال سارية، فإن الحوثيين كثفوا من عمليات حشد المقاتلين وتدريبهم.
وأوضح أن هؤلاء المقاتلين هم رجال وفتيان استقطبتهم الجماعة عبر المعسكرات الصيفية ودورات أخرى منوعة مستغلة توقف القتال.
وأشار المجيدي إلى أن "السلام ليس واردا في أولويات الحوثيين وليست هذه المفاهيم في قواميسهم لأنهم يعملون بمقولة الإيراني إن الدم يجلب النصر".
وأكد أن "الحوثيين لا يأبهون للمعاناة التي خلفتها الحرب وجعلت غالبية السكان في مآسي ويعيشون كارثة إنسانية".
من جانبه، قال وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، نبيل عبد الحفيظ، إن الهدنة مثلت للحوثيين "مجالا لإعادة تموضع وحشد وتعبئة كل من يمكن حشده، بمن في ذلك الأطفال".
وأضاف أن الأطفال كانوا "الوقود الرئيس للحوثيين خلال الفترات الماضية".
ووفق عبد الحفيظ، أعلنت قيادات الحوثيين أنها "لا تعتبر من منهم فوق سن العاشرة بأنهم أطفال، بل هم رجال قادرون على حمل السلاح والتوجه إلى الجبهات".
وأكد أن هذا هو الموقف السائد رغم أن الحوثيين وقعوا برتوكولا مع الأمم المتحدة لإبعاد الأطفال المجندين من المعسكرات وإعادتهم لأهاليهم، مشيرا إلى مقتل 4000 طفل في الجبهات خلال السنتين الماضيتين.
مواصلة تجنيد الأطفال
ويوم 1 تموز/يوليو، احتفل الحوثيون بإكمال تأهيل أكثر من 80 ألف طفل كانوا قد جندوهم في المراكز الصيفية في صنعاء وحدها.
ونقل الحوثيون أيضا نحو 300 طفل وشاب من مراكزهم الصيفية في محافظة عمران إلى معقلهم الرئيس في صعدة لتلقّي دورة قتالية، طبقا لتقرير لوكالة 2 ديسمبر الإخبارية صدر بتاريخ 1 تموز/يوليو.
وصرح أحد آباء الأطفال من مديرية خمر في محافظة عمران للوكالة أنه فوجئ بصورة ابنه، الذي لم يتجاوز 14 عاما، على وسائل التواصل الاجتماعي وهو مع شباب وأطفال يتدربون على استخدام السلاح في جبال مران في صعدة.
وأضاف أنه هرع إلى المركز الصيفي حيث أبلغوه أن ابنه في صعدة في شمال غرب اليمن منذ خمسة أيام.
وتابع أن أحد المشرفين الحوثيين على المركز أخبره بأنه تم نقل من أسماهم "المجاهدين" لتلقي دورة قتالية، وبعد انتهاء الدورة بإمكانه استعادة ابنه في حال وافق الابن على ذلك.
بدورها، قالت الناشطة الحقوقية ليلى خليل للمشارق "للأسف إعلان الحوثي تجنيد 3000 عنصر جديد هو نتيجة لمخرجات المراكز الصيفية التي حدث فيها التهيئة وغسل أدمغتهم".
وأضافت خليل التي تترأس منظمة العمل لحقوق الإنسان واللاجئين في حديث للمشارق، أن الحوثيين أجبروا الأهالي على الدفع بأبنائهم للمراكز الصيفية حيث يتم تجنيدهم عقليا وبعدها تجنيدهم جسديا ومن ثم الدفع بهم إلى الجبهات.
وأكدت أن الحوثيين وداعمتهم إيران لا يأبهون بوضع الأطفال، "بل يهتمون فقط بتجنيدهم ومن ثم إعادتهم لأهاليهم جثثا هامدة".
واستدركت أن عملية التعبئة الفكرية والحشد للأطفال التي يقوم بها الحوثيون هي تفخيخ "للحاضر والمستقبل".