أمن

إيران تنشر تجارة الأسلحة في القرن الإفريقي عبر الحوثيين في اليمن

نبيل عبد الله التميمي

بائع يمني يجلس في متجره يوم تموز/يوليو 2001 في سوق جحانة على بعد 35 كلم شمال صنعاء، وهي سوق تشتهر ببيع الأسلحة الخفيفة والثقيلة. [خالد فزاع/وكالة الصحافة الفرنسية]

بائع يمني يجلس في متجره يوم تموز/يوليو 2001 في سوق جحانة على بعد 35 كلم شمال صنعاء، وهي سوق تشتهر ببيع الأسلحة الخفيفة والثقيلة. [خالد فزاع/وكالة الصحافة الفرنسية]

قال مسؤولون إن الحوثيين يواصلون استخدام الأسلحة التي يهربها الحرس الثوري الإيراني إلى اليمن لتهديد الملاحة الدولية وتعريض أمن اليمن والمنطقة واستقرارهما للخطر.

وأكدوا أن الأسلحة الإيرانية تغرق أسواق صنعاء، ويبدو أن تجارة الأسلحة التي تغذيها إيران قد توسعت مع تهريب الحوثيين الأسلحة إلى الصومال عبر البحر الأحمر.

وكانت القوات الأمنية في بندر بيلا الصومالية قد صادرت يوم 28 حزيران/يونيو زورقين محملين بالأسلحة المهربة من مناطق سيطرة الحوثي، وهما في طريقهما إلى جماعة الشباب الصومالية الإرهابية.

وأوردت قناة العربية أن السلطات الصومالية قالت إن أفراد طاقم القاربين الذين يبلغ عددهم 19 وبينهم مواطنون يمنيون وصوماليون، يعملون لصالح شبكة تهريب مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

صورة لقوارب صيد قبالة شاطئ على ساحل اليمن على البحر الأحمر في مديرية الخوخة في الحديدة، التقطت يوم 21 شباط/فبراير. [خالد زيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة لقوارب صيد قبالة شاطئ على ساحل اليمن على البحر الأحمر في مديرية الخوخة في الحديدة، التقطت يوم 21 شباط/فبراير. [خالد زيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

مقاتلون حوثيون مسلحون يشاركون في تجمع في مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر يوم 18 حزيران/يونيو 2018، بهدف تجنيد المزيد من المقاتلين وإرسالهم إلى ساحة المعارك. [عبدو حيدر/وكالة الصحافة الفرنسية]

مقاتلون حوثيون مسلحون يشاركون في تجمع في مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر يوم 18 حزيران/يونيو 2018، بهدف تجنيد المزيد من المقاتلين وإرسالهم إلى ساحة المعارك. [عبدو حيدر/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأضافت القناة أن القاربين يعودان لمهرب صومالي معروف تدعمه إيران.

وعادة ما يقوم الحوثيون بتهريب الأسلحة إلى القرن الإفريقي عبر مسارين: الأول هو تهريب الأسلحة الإيرانية من الصومال إلى اليمن بواسطة قوارب صيد، والثاني هو إرسال الأسلحة من اليمن إلى الصومال لدعم حركة الشباب.

وبحسب تقارير إعلامية، عادة ما يُنقل هذا السلاح الذي يتم شراؤه من السوق اليمنية إلى منطقة هوبيو في الصومال.

الأسلحة الإيرانية في صنعاء

ووفق وسائل إعلامية مختلفة، ظهرت في سوق بيع السلاح في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين مناظير حرارية وأسلحة خفيفة إيرانية الصنع، بينها بنادق هجومية وآلية خفيفة وبنادق قنص.

وتم أيضا تداول صور على توتير لأسلحة إيرانية الصنع معروضة للبيع من قبل تجار الأسلحة اليمنيين، بما في ذلك البندقية الهجومية من طراز KLT.

وقالت المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية من مقرها بجنيف في تقرير صدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، إن العديد من الأسلحة التي قدمتها إيران للحوثيين في اليمن يجري تهريبها عبر خليج عدن إلى الصومال.

بدوره، قال المحلل السياسي فيصل أحمد إن "بيع أسلحة إيرانية في صنعاء يكشف كثافة عملية تهريب الحرس الثوري الأسلحة للحوثيين عبر كل الطرق البرية الممكنة".

وأوضح أن الأسلحة الإيرانية تدخل اليمن عن طريق حضرموت والمهرة برا وبحرا، وذلك على متن قوارب صيد عبر الجزر اليمنية في البحر الأحمر، وأيضا عن طريق ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي.

وأشار أحمد إلى أن وسائل الإعلام الحوثية عرضت أيام عيد الأضحى صواريخ إيرانية قالت إنها هُربت كقطع مفككة وجرى إعادة تركيبها على أيدي خبراء من الحرس الثوري الإيرانيين ومن حزب الله.

وأكد أحمد أن "حجم تسليح الحرس الثوري للحوثيين بهذه الغزارة يكشف مدى تغلغل إيران في اليمن".

وتابع أن "إيران تسعى لتنفيذ أجندتها من خلال دعم ميليشيات طائفية مسلحة لخوض حروب بالوكالة لتهديد أمن الملاحة الدولية واستقرارها، في انتهاك واضح القوانين الدولية".

وأشار أحمد إلى أنه في ضوء الوضع الاقتصادي السيئ في اليمن، فإن "بعض عناصر الحوثيين قد يلجأون لبيع أسلحتهم لتغطية نفقات أسرهم المعيشية".

من جانبه، قال المحلل السياسي عادل الشجاع إن "تهريب الحرس الثوري الإيراني للأسلحة يأتي في إطار هدف إيران المتمثل في "تصدير الثورة".

وأكد أن "السلاح جزء مهم من هذا الهدف".

تهريب السلاح في اتجاهين

أما مدير مركز أبعاد للأبحاث والدراسات، عبد السلام محمد، فقال للمشارق إن "الأنشطة غير القانونية المتمثلة في تجارة السلاح والمخدرات" هي مصدر دخل رئيس للحوثيين.

وأضاف أن اليمن يقع قبالة القرن الإفريقي "حيث تقع دول هشة مثل الصومال، تشكل بيئة مناسبة لتهريب السلاح والمخدرات من أجل حصول إيران على أموال وعملات صعبة".

وتابع أن عدم الاستقرار في القرن الإفريقي سهل مهمة الحوثيين في إيجاد سوق هناك، وهذه سهلتها "وجود عمليات في البحر وعلى الشاطئ بين الجانبين".

وأكد أن "إيران تنظر لليمن والصومال على أنهما مناطق استراتيجية" نظرا لموقعهما على خليج عدن وقربهما من مضيق باب المندب، وهو المنفذ إلى طريق شحن دولي حيوي تسعى إيران للسيطرة عليه.

وأوضح محمد أن "إيران تسيطر على مضيق هرمز، وإذا تمكنت من السيطرة على مضيق باب المندب، فإن ذلك سيمكّنها من إغلاقهما إذا حصل تصعيد مع المجتمع الدولي".

وذكر أن إيران تستفيد ماليا من التهريب وأن لها صلات مؤكدة مع شبكات تهريب الأسلحة والمخدرات في المنطقة.

وتابع أن "إيران تستفيد أيضا من خلال إثارة الفوضى في القرن الإفريقي، ما يسهل عليها التغلغل بمشروعها وتهديد المجتمع الدولي".

أطماع توسعية

من جانبه، قال وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، نبيل عبد الحفيظ، إن "الحوثيين هم خنجر إيران في خاصرة اليمن ودول المنطقة".

وأضاف أن الحوثيين وأذرع إيران الأخرى في المنطقة، بما فيهم أذرعها في لبنان وسوريا والعراق، "يعكسون قوة إيران العسكرية رغم أنها تحت حصار دولي".

وأشار عبد الحفيظ إلى أن إيران "استطاعت التمدد من خلال ميليشياتها: تمكنت من التمدد إلى سوريا عبر حزب الله في لبنان، وكذلك فعلت من العراق".

وتابع "والآن تتمدد من خلال الميليشيات الحوثية في اليمن نحو القرن الإفريقي وإلى الدول التي تعيش حالة عدم استقرار".

وذكر أن عدم الاستقرار السائد في الصومال يشكل مناخا ملائما لإيران لتكوين ميليشيات تابعة لها، مشيرا إلى أنها قد تحاول مد نفوذها لدول أخرى في القرن الإفريقي.

وأردف أن إيران تواصل العمل بقوة لتحقيق مصالحها في المنطقة.

واستدرك أنه في محاولتها لتحقيق أجندتها التوسعية، انتهكت إيران القوانين الدولية ودعمت حروب بالوكالة وهددت الملاحة الدولية، داعيا المجتمع الدولي لمواجهتها "بكل الوسائل الممكنة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500