بيروت -- قال مسؤولون إن مديرية التعاون العسكري-المدني اللبنانية لعبت دورا محوريا في مساعدة الشعب والمساهمة في حفظ الأمن، لا سيما في القرى النائية وعلى طول حدود البلاد مع سوريا.
ونفذت المديرية منذ أن أنشأتها قيادة الجيش عام 2015 برامج مختلفة لمساعدة الشعب اللبناني والمساهمة في استتباب الأمن.
وساهمت تلك البرامج في التخفيف من المعاناة الإنسانية، خصوصا في منطقتي بعلبك وعكار اللتين تشعران بتأثير وجود حزب الله والصراع السوري ، إضافة إلى مساعدة المؤسسات الحكومية على تعزيز فعاليتها.
تعول المديرية في تنفيذ عملها تعويلا كبيرا على مهارات العسكريات في توفير الاستقرار وحل النزاعات وفهم احتياجات المناطق الريفية، وتعمل على تفعيل دورهن من خلال التدريبات العسكرية.
ففي حزيران/ يونيو الفائت، حضرت عسكريات دورة تدريبية تمحورت حول دور المرأة في التعاون العسكري-المدني، وذلك بإشراف فريق تدريب إيطالي من البعثة العسكرية الإيطالية الثنائية بلبنان.
الدور الرئيس للنساء
وفي هذا السياق، أوضح مصدر بالمديرية طلب عدم الكشف عن هويته أنه من أجل بناء مجتمع متوازن يتوفر فيه الأمن والاستقرار والازدهار، لا بد للمرأة من أن تلعب دورا.
وقال المصدر للمشارق إن المرأة ركيزة أساسية في عمل المديرية وفي التواصل مع البيئة المدنية وتحديد الحاجات الحياتية والإنمائية للسكان.
ولفت إلى أن المديرية نفذت منذ 2018 دورات بمشاركة المرأة مع عدة شركاء دوليين.
وتتضمن الدورات بحسب المصدر دراسة القرارات الدولية كقرار مجلس الأمن رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، والتواصل العسكري-المدني.
وأكد المصدر أن الأزمة السورية "فرضت على لبنان تحديات أمنية واقتصادية وثقافية وديموغرافية".
وأوضح أن التعامل مع تلك التحديات يتطلب مقاربة شاملة، ما يعني إدماج الحكومة والمجتمعات المحلية والمجتمع الأهلي لتوحيد الجهود وتعزيز الأمن والاستقرار.
ولفت إلى أن المديرية ركزت على الأنشطة التي تخفف من وطأة الأزمة الاقتصادية الحالية وتسهل وصول المواطنين للخدمات الأساسية وتعزز الانتماء الوطني وتخفف من الاحتقان المجتمعي.
فحتى اليوم، نفذت 240 مشروعا إنمائيا وحياتيا في مجالات مثل الطاقة الشمسية والكهرباء والماء.
وذكر أنها عملت أيضا على ترميم مدارس وتجهيز مستوصفات في المناطق الحدودية، ومساعدة صغار المزارعين في تحسين إنتاجهم وتوزيع حصص غذائية وقرطاسية.
شريك رئيس لحفظ الأمن
وقال مصدر في الجيش اللبناني للمشارق، إن المديرية ساهمت في حفظ الأمن والاستقرار بالمجتمعات الحدودية التي تستضيف اللاجئين السوريين.
وأشار متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن الجيش اللبناني يواجه التحدي المستمر في التعامل مع التهريب البري من وإلى سوريا، كما يواجه "الأزمات الاقتصادية والاستحقاقات الدستورية".
وأضاف المصدر أنه لولا المساعدات الأميركية المستمرة للجيش اللبناني، بما في ذلك اتفاق التعاون العسكري بين الحكومتين اللبنانية والأميركية بتاريخ 20 أيار/مايو، لأصبحت مواجهة هذه التحديات مستحيلة.
ولحزب الله تاريخ طويل وموثق جيدا في إنتاج الأسلحة غير القانونية وتهريبها من معقله في لبنان.
وفي السنوات الأخيرة، نقل مركز عملياته في إنتاج المخدرات إلى داخل سوريا بعد التعرض لضغوط متزايدة في لبنان، لا سيما بسبب ارتباطه بإيران التي تواجه أزمة اقتصادية.
وقال الخبير العسكري ناجي ملاعب إن عمل المديرية والجيش مهم في الحفاظ على الاستقرار.
وأضاف أن الأمن ما يزال معرضا للتهديد جراء العدد الكبير من المعابر الحدودية غير الشرعية التي يُشغلها حزب الله والفرقة الرابعة السورية.
وأشار إلى أن دور المرأة مهم للغاية في عمل المديرية، مشددا على أن انساء أثبتن صلابتهن في قطاعي القضاء والأمن.