بيجين -- باتت روسيا أكبر مصدر للنفط للصين مع تدخل بيجين والشركات الصينية لسد الفجوة التي خلفتها العقوبات الغربية القاسية.
فوفقا لبيانات أصدرتها الإدارة العامة للجمارك الصينية يوم 20 حزيران/يونيو، استوردت الصين 8.4 مليون طن من النفط من روسيا في أيار/مايو، بزيادة سنوية قدرها 55 في المائة، مقارنة بـ 7.8 مليون طن من السعودية.
وازداد حجم الصادرات النفطية الروسية إلى الصين بنسبة 28 في المائة مقارنة بالشهر السابق، حيث بلغ مستوى قياسيا ووفر للكرملين إيرادات بقيمة 5.7 مليار دولار أميركي.
وبصورة إجمالية، اشترت الصين منتجات طاقة روسية بقيمة تصل إلى 7.47 مليار دولار أميركي في شهر أيار/مايو، أي بحوالي مليار دولار أكثر من شهر نيسان/أبريل، وفقا لبلومبورغ نيوز.
وشكل مصدر الدخل هذا دفعا حيويا للكرملين في وقت يواصل فيه غزوه الوحشي لأوكرانيا ، مع تشبيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه ببطرس الأكبر الذي وسع الإمبراطورية الروسية في القرن الثامن عشر.
ويوم 15 حزيران/يونيو، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ لبوتين دعم الصين لبلاده في جهود الحفاظ على "سيادتها وأمنها".
ورفضت الصين إدانة الهجوم العسكري الضخم الذي شنته موسكو على أوكرانيا، وكانت توفر غطاء دبلوماسيا لروسيا عبر انتقادها للعقوبات الغربية وبيع الأسلحة لكييف.
ونقل تلفزيون الصين المركزي الحكومي عن الرئيس شي قوله أثناء مكالمة هاتفية مع بوتين، إن الصين "مستعدة لمواصلة تقديم الدعم لروسيا في القضايا التي تتعلق بمصالحها الجوهرية ومخاوفها الرئيسة مثل السيادة والأمن".
وهذه المكالمة الهاتفية هي الثانية بين الزعيمين منذ أن شن بوتين غزوه ضد أوكرانيا يوم 24 شباط/فبراير، متسببا في مقتل الآلاف ونزوح الملايين.
إلى هذا، أشاد الرئيس شي بـ "الزخم الجيد والتطور" في العلاقات الثنائية منذ بداية العام "في وجه الاضطرابات والتغيرات العالمية"، وفق تلفزيون الصين المركزي الحكومي.
وأفيد أن الرئيس شي أكد استعداد بيجين "لتكثيف التنسيق الاستراتيجي بين البلدين".
وقال الكرملين إن الزعيمين كانا قد اتفقا على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وذكر الكرملين إثر المكالمة الهاتفية، أن "الجانبين اتفقا على توسيع التعاون بينهما في مجالات الطاقة والنقل والقطاعات المالية والصناعية وغيرها، مع الأخذ في الاعتبار وضع الاقتصاد العالمي الذي أصبح أكثر تعقيدا جراء سياسة العقوبات غير القانونية التي يتبعها الغرب".
'الجانب الخطأ من التاريخ'
وجاء رد الولايات المتحدة السريع على انحياز بيجين المعلن إلى جانب موسكو لاذعا.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية في بيان إن "الصين تزعم أنها محايدة، لكن سلوكها يوضح أنها ما تزال تستثمر في روابط وثيقة مع روسيا".
وتابع البيان أن "الصين قد حددت خيارها بالفعل".
وأضاف أنه بعد ما يقرب من خمسة أشهر من حرب روسيا ضد أوكرانيا، "ما تزال الصين تقف بجوار روسيا، وما تزال تروج للدعاية الروسية في جميع أنحاء العالم، وما تزال تحمي روسيا في المنظمات الدولية ... وما تزال تنكر فظائع روسيا في أوكرانيا والإيحاء بدلا من ذلك بأنها مختلقة".
وأكد البيان أن "الدول التي تنحاز إلى فلاديمير بوتين ستجد نفسها حتما إلى الجانب الخطأ من التاريخ".
وختم مشددا على أن "الوقت الذي نمر به لا يحتمل المراوغة أو الاختباء أو الانتظار لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك. إن ما يحدث واضح بالفعل".
وكان الغرب قد فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا ردا على غزوها لأوكرانيا، وتتهم موسكو أوروبا والولايات المتحدة بالتسبب في تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وتبحث موسكو عن أسواق جديدة وموردين جدد لاستبدال الشركات الأجنبية الكبيرة التي تركت روسيا عقب الغزو.
وحذر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من أن أي دعم من بيجين لحرب روسيا أو أي مساعدة لموسكو في تفادي العقوبات الغربية سيلحق الضرر بالعلاقات معها.
صداقة 'بلا حدود'
يذكر أن بيجين وموسكو اللتين كانتا عدوتين لدودتين إبان الحرب الباردة، كثفتا التعاون بينهما في السنوات الأخيرة لخلق قوة موازنة لما تصفانه بأنه هيمنة أميركية على العالم.
وتقارب البلدان في المجالات السياسية والتجارية والعسكرية في إطار ما يسميانه صداقة "بلا حدود".
وهذا الشهر، كشف البلدان عن أول جسر بري يربط بينهما وتحديدا بين مدينة بلاغوفشنسك في روسيا ومدينة هايهي في الصين.
وتزامنت المكالمة الهاتفية بين زعيمي البلدين يوم 15 حزيران/يونيو مع عيد ميلاد الرئيس شي التاسع والستين، وشكل أول اتصال بينهما منذ اليوم التالي لغزو روسيا لأوكرانيا.
يذكر أن بيجين هي أكبر شريك تجاري لموسكو، حيث بلغ حجم التجارة بينهما العام الماضي 147 مليار دولار أميركي وفق بيانات الجمارك الصينية.