إدلب -- أسفرت غارة أميركية نفذت بطائرة مسيرة في أحد أطراف مدينة أدلب شمالي غربي سوريا يوم الاثنين، 27 حزيران/يونيو، عن مقتل زعيم يمني في جماعة حراس الدين التابعة لتنظيم القاعدة، حسبما ذكر الجيش الأميركي والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأدى الهجوم، الذي نفذ قبل وقت قصير من منتصف ليل الاثنين عند الطرف الشرقي لمدينة إدلب، إلى مقتل رجل وصف بأنه زعيم جماعة حراس الدين.
وجاء في بيان صدر عن القيادة المركزية الأميركية أن "أبو حمزة اليمني كان يتنقل بمفرده على دراجة نارية وقت الهجوم".
وبحسب المرصد، قتل اليمني بغارة نفذت بطائرة مسيرة على الطريق الذي يربط مدينة إدلب بقميناس.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن "المقاتلين التابعين للقاعدة يستخدمون سوريا كملاذ آمن للتنسيق مع أذرعهم الخارجية والتخطيط لعمليات خارج سوريا".
وأضافت أن "استهداف هذا الزعيم الكبير سيعطل قدرة القاعدة على تنفيذ هجمات ضد المدنيين الأميركيين وشركائنا والمدنيين الأبرياء حول العالم".
وذكر المرصد أن هذا الهجوم شكّل المحاولة الثانية لتصفية اليمني.
وكان يعرف عن حراس الدين نشاطها في سوريا والعراق، وكانت قد بدأت بتوسيع نطاق عملياتها خارج المنطقة، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين عسكريين تعقبوا تحركاته خلال فترة من الوقت.
وأشار المرصد إلى أن هجوما نفذه التحالف الدولي كان قد استهدف سابقا مركبة اليمني على طريق إدلب-بنش في 20 أيلول/سبتمبر، مما أسفر عن مقتل سائقه.
وفي هذا السياق، قال مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية في إدلب إن عناصر من تحرير الشام، وهي هيئة متطرفة منافسة تسيطر على المنطقة، تجمعوا في موقع الهجوم بعد لحظات من حصوله وأخذوا رفات اليمني المتفحمة.
ولفت المرصد إلى أنه تم أخذ الرفات إلى مستشفى في إدلب، حيث تم التأكيد على وفاة اليمني.
يُذكر أن قيادة تحرير الشام تضم العديد من العناصر السابقين بذراع القاعدة السابق في سوريا.
وتعد حراس الدين جماعة مسلحة صغيرة نسبيا ولكنها قوية ويتزعمها موالون للقاعدة. وقدرت الأمم المتحدة قوام عناصرها بـ 2000 إلى 2500 مقاتل.
هذا وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت حراس الدين على قائمة التنظيمات الإرهابية في العام 2019.
عمليات تستهدف الإرهابيين
وشكّل هجوم الاثنين العملية الأميركية الثانية التي تنفذ في حزيران/يونيو لاستهداف أحد كبار المتطرفين في سوريا.
وألقت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة القبض على هاني أحمد الكردي، وهو أحد كبار مصنعي القنابل في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، خلال غارة نفذت قبل الفجر في محافظة حلب بتاريخ 16 حزيران/يونيو.
ووصف التحالف الكردي بأنه "مصنع قنابل متمرس ومسهل عمليات أصبح من كبار قياديي الفرع السوري لداعش".
وذكر أن عناصر قوات سوريا الديموقراطية شاركت في "التحضير الدقيق والسري للعملية العسكرية".
وفي 3 شباط/فبراير، قام القيادي الأبرز بداعش أبو ابراهيم الهاشمي القرشي بتفجير نفسه،إلى جانب أفراد من عائلته، خلال عملية للقوات الأميركية الخاصة بالقرب من بلدة أطمة بإدلب.
ومع أن هيئة تحرير الشام تسيطر على محافظة إدلب إلى حد كبير عبر "حكومة الإنقاذ" المزعومة التابعة لها، إلا أنها ذكرت أنها لم تكن تعلم أن القرشي كان مختبأ في المنطقة.
وقال مراقب إن هذا الاعتراف عكس حالة الفوضى والفلتان السائدة في إدلب، ويكشف حوكمة تحرير الشام على أنها مهزلة.