حقوق الإنسان

القتلة يواصلون مطاردة الصحافيين اليمنيين

نبيل عبد الله التميمي

قوات الأمن وفرق الإنقاذ اليمنية تتجمع حول أنقاض سيارة إثر انفجار وقع في عدن يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر، وأدى إلى مقتل 5 أشخاص بينهم 3 صحافيين. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

قوات الأمن وفرق الإنقاذ اليمنية تتجمع حول أنقاض سيارة إثر انفجار وقع في عدن يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر، وأدى إلى مقتل 5 أشخاص بينهم 3 صحافيين. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن - يستمر مسلسل استهداف الصحافيين في اليمن ليصل عدد الذين تم اغتيالهم في العاصمة المؤقتة عدن خلال الأشهر الـ 8 الأخيرة فقط إلى 5 صحافيين.

وحمّل ناشطون الحوثيين المدعومين من إيران مسؤولية بعض عمليات الاغتيال هذه، مشيرين إلى أن القتلة يحاولون عبر استهداف الإعلاميين التعتيم على المعلومات ومنع الصحافيين من كشف الحقيقة.

وكان الصحافي صابر الحيدري آخر الضحايا المستهدفين، فقتل في عدن بتاريخ 15 حزيران/يونيو عندما انفجرت عبوة ناسفة كانت قد زرعت تحت سيارته.

وكان الحيدري يعمل مراسلا لعدد من وسائل الإعلام الأجنبية، بينها تلفزيون صيني وآخر ياباني. وغادر صنعاء عام 2017 خوفا من قمع الحوثيين لكن يد الاغتيال طالته في عدن.

الصحافي صابر الحيدري الذي قُتل في عدن في 15 حزيران/يونيو بانفجار عبوة ناسفة مزروعة تحت سيارته، يظهر مع أطفاله في صورة نشرها على صفحته على فيسبوك عام 2019.

الصحافي صابر الحيدري الذي قُتل في عدن في 15 حزيران/يونيو بانفجار عبوة ناسفة مزروعة تحت سيارته، يظهر مع أطفاله في صورة نشرها على صفحته على فيسبوك عام 2019.

قتل الصحافي صابر الحيدري في عدن يوم 15 حزيران/يونيو عندما انفجرت عبوة ناسفة مزروعة تحت سيارته. ويظهر موقع الانفجار في هذه الصورة التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.

قتل الصحافي صابر الحيدري في عدن يوم 15 حزيران/يونيو عندما انفجرت عبوة ناسفة مزروعة تحت سيارته. ويظهر موقع الانفجار في هذه الصورة التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.

هذا وقتلت الصحافية الحامل رشا الحرازي حين انفجرت عبوة لاصقة زرعت تحت سيارة زوجها أثناء اصطحابه لها إلى مستشفى في عدن يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر.

وقتل أيضا الصحافيون أحمد أبو صالح وطارق مصطفى وأحمد باراس في 10 تشرين الأول/أكتوبر أثناء مرافقتهم لموكب محافظ عدن أحمد حامد ملمس ووزير الزراعة سالم السقطري.

وتعرض الموكب آنذاك لهجوم عند انفجار سيارة مفخخة كانت مركونة بجانب الطريق في مديرية التواهي بعدن.

أما في تعز، اغتيل المصور الصحافي فواز الوافي في ظروف غامضة في 24 آذار/مارس، ووجد مقتولا داخل سيارته وعلى جسده آثار طعن.

وكان الوافي يعمل في عدد من وسائل الإعلام المحلية وقد شارك في تصوير المواقع التي قصفها الحوثيون في تعز وأدت إلى مقتل مدنيين.

تصنيف منخفض في حرية الصحافة

ويحتل اليمن المرتبة 169 من أصل 180 بلدا على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة للعام 2022، وفق منظمة مراسلون بلا حدود الدولية.

وتعرّف منظمة مراسلون بلا حدود حرية الصحافة بأنها "قدرة الصحافيين الفعالة كأفراد ومجموعات، على اختيار وإنتاج ونشر الأخبار والمعلومات من أجل المصلحة العامة، بشكل مستقل عن التدخل السياسي والاقتصادي والقانوني والاجتماعي وبدون التعرض لتهديدات لسلامتهم الجسدية والعقلية".

وأثارت جريمة اغتيال الحيدري موجة إدانة واسعة محلية ودولية، ومطالبات بحماية حقوق الصحافيين وحرية التعبير.

وطالب مرصد الحريات الإعلامية من مقره في اليمن، بسرعة التحقيق في الجريمة والكشف عن مرتكبي كل الجرائم السابقة التي استهدفت الصحافيين.

وأشار إلى أن "التراخي في التحقيق والكشف عن مرتكبي الجرائم السابقة ضد الصحافيين ساهم في تزايد مثل هذه الجرائم".

من جانبها، نعت نقابة الصحافيين اليمنيين الحيدري وطالبت في بيان بجلب الجناة "الذين خططوا ونفذوا هذه الجريمة الشنيعة بحق صحافي لا يملك غير الكلمة" إلى العدالة.

وبدورها، دانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من المنظمات المحلية والدولية الجريمة بشدة.

’شهود الحقيقة‘

وفي تغريدة على تويتر، اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني الحوثيين المدعومين من إيران بالوقوف وراء اغتيال الحيدري.

وقال إن "هذه الجريمة الإرهابية… تؤكد أن الصحافيين ومراسلي وسائل الاعلام العربية والأجنبية باتوا هدفا لميليشيا الحوثي".

وأضاف أن "استهدافهم الممنهج هذا يهدف لبث الرعب في نفوسهم ومنعهم من أداء رسالتهم من المناطق المحررة".

وذكر وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي أن "استهداف الصحافيين يتم لأنهم شهود الحقيقة"، متهما الحوثيين باغتيال الحيدري.

وأكد المجيدي أن "جماعة الحوثي تراهم أخطر من المقاتلين كما صرح بذلك [زعيم الحوثيين] عبد الملك الحوثي نفسه"، لافتا إلى أن "التخلص منهم أسهل بحيث لا يمتلكون أي وسائل حماية".

من جانبه، قال الناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان إن استهداف الصحافيين هو جريمة تنفذها الجماعات والأطراف التي تمارس الانتهاكات ضد حقوق الإنسان بهدف إخفاء الشهود على جرائمها.

وأضاف أن "هذه الجماعات تسعى لإسكات الصحافيين، وإذا استمروا في أعمالهم فإن حياتهم تكون عرضة للخطر. لذلك نجد أن بعض الصحافيين غادر اليمن والبعض الآخر حكم عليه بالإعدام".

وكانت محكمة يديرها الحوثيون في صنعاء قد حكمت في نيسان/أبريل 2020 على 4 صحافيين بالإعدام بتهمة الخيانة والتجسس، رغم أن الحكومة الشرعية في اليمن أوضحت أن المحكمة التي أصدرت الأحكام ليس لها سلطة قانونية.

وأكد برمان أن "بقية الصحافيين الذين ما يزالون في اليمن، إما تخلوا عن مهنتهم أو قرروا الصمت خوفا على حياتهم".

اعتداءات على حرية التعبير

بدورها، قالت الناطقة الرسمية باسم اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان إشراق المقطري، إن اغتيال الحيدري والحرازي يشير إلى "منهجية متبعة بشكل واضح ضد حرية التعبير وخصوصا الصحافيين".

وأشارت إلى أن عمليتي الاغتيال تمتا بالطريقة نفسها.

وأردفت المقطري أن "استمرار استهداف الصحافيين جاء من أجل الحؤول دون الكشف عن الحقيقة وأسماء المجرمين لإفلاتهم من العقاب".

وذكرت أن هذا الأمر "يفتح شهية غير المؤمنين بحرية التعبير ومن تضايقهم الصورة والكلمة الصادقة".

من جهة أخرى، شددت على أهمية دور نقابة الصحافيين اليمنيين والصحافيين أنفسهم بعدم الرضوخ للضغوط.

وقالت "أطالب المؤسسات الإعلامية بإلقاء الضوء على هذه الجرائم وممارسة الضغوط على الجهات الأمنية والحكومية من أجل توفير الحماية" للصحافيين ومن يعملون لصالح وسائل الإعلام.

وختمت المقطري مؤكدة أن استهداف الصحافيين "سيؤدي إلى قتل الحقيقة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500