عدالة

تقارير: السفارة الإيرانية ببغداد أرسلت الملايين إلى الحرس الثوري الإيراني

فارس العمران

السفير الإيراني السابق لدى العراق إيرج مسجدي في صورة التقطت عام 2021، وهو متهم بتقل كميات كبيرة من المال إلى الحرس الثوري الإيراني. [تويتر]

السفير الإيراني السابق لدى العراق إيرج مسجدي في صورة التقطت عام 2021، وهو متهم بتقل كميات كبيرة من المال إلى الحرس الثوري الإيراني. [تويتر]

ذكرت تقارير إعلامية متعددة أن ملايين الدولارات نُقلت من سفارة إيران في بغداد إلى حسابات تعود إلى الحرس الثوري الإيراني، وذلك في تعاملات مالية تنتهك الأعراف الدبلوماسية.

وأفادت صحيفة عكاظ السعودية اليومية في تقرير صدر يوم 27 أيار/مايو، أن نحو 60 مليار دينار عراقي (40 مليون دولار) أرسلت إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري والمسؤول عن أنشطة الحرس الثوري خارج الحدود الإقليمية.

ونُقلت الأموال عبر حسابات في مصارف عراقية تديرها السفارة الإيرانية ببغداد وشركتان إيرانيتان تعملان في مجال الطاقة وهما توانير (وهي شركة لتوليد الطاقة وتوزيعها ونقلها في إيران) ومفنا (وهي شركة لإدارة عمليات معامل توليد الطاقة الإيرانية).

ونقلت عكاظ أن السفير الإيراني إلى العراق إيرج مسجدي الذي استبدل في نيسان/أبريل، سحب خلال العامين الماضيين أموالا طائلة من حسابات تعود للشركتين الإيرانيتين.

صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها السفير الإيراني السابق لدى العراق إيرج مسجدي يشارك في حفل أقيم في 11 شباط/فبراير ببغداد.

صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها السفير الإيراني السابق لدى العراق إيرج مسجدي يشارك في حفل أقيم في 11 شباط/فبراير ببغداد.

وجاء في التقرير أنه وضع تلك الأموال لاحقا في حساب السفارة الإيرانية في المصرف التجاري العراقي.

وبحسب عكاظ، نفذت التحويلات بذريعة تمويل النشاطات الاعتيادية للسفارة، لكنها أرسلت في الواقع لدعم فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

وكانت قناة الحدث السعودية قد نقلت في 17 شباط/فبراير الماضي عن مصادر لم يكشف عن هويتها، أن فيلق القدس حصل من سفارة إيران في بغداد على 10 مليارات دولار.

وهذه الأموال هي جزء من سداد العراق لديون متراكمة عليه لصالح إيران مقابل شراء الكهرباء والغاز من شركات الطاقة الإيرانية.

وتعتمد بغداد إلى حد كبير على الغاز الإيراني لتشغيل معامل الطاقة لديها، علما أن إيران مسؤولة بحد أدنى عن 30 في المائة من طاقة العراق.

انتهاك للأعراف الدبلوماسية

وقال مراقبون إنه عوضا عن توجيه سداد الدين العراقي لمساعدة الإيرانيين على تجاوز أزماتهم الاقتصادية الهائلة، يستخدم النظام الإيراني تلك الأموال خدمة لأجندته التوسعية في المنطقة.

ويتهمون طهران بخداع الجهاز المصرفي العراقي بهدف الالتفاف على الجهود الدولية في تعقب مصالح الحرس الثوري وأصوله المسجلة عبر استخدام شركات وهمية.

ويتهمون طهران أيضا بالتهرب من مسؤولية ضلوعها المباشر بتمويل الجماعات المسلحة الإقليمية.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين قحطان الخفاجي للمشارق، إن السفارة الإيرانية في بغداد غالبا ما تتجاهل العرف الدبلوماسي.

وذكر أن "فريق عمل السفارة يعقد اللقاءات والاجتماعات مع قوى عراقية وقادة فصائل مسلحة وأطراف مجتمعية ويتدخل في قضايا سيادية".

ولفت إلى أن السفارة الإيرانية في بغداد تتحايل بحسب المعلومات على النظام المصرفي العراقي لدعم فيلق القدس وميليشياته ليواصلوا أنشطتهم المزعزعة للأمن في العراق والمنطقة.

وأكد الخفاجي أن "للبعثات الدبلوماسية الإيرانية دور تخريبي لأنها لا تُعتبر سوى واجهات داعمة للحرس الثوري"، متهما إيران بأنها "تتغذى بصورة رئيسة على ثراء الساسة الفاسدين وزعماء السلاح".

وقال إن هؤلاء الساسة الفاسدين "يسرقون المال العراقي العام ويديرون اليوم بنوكا وشركات ومراكز تجارية ومشاريع وهمية لغسيل الأموال المتحصلة من التجارة المحرمة والأنشطة غير القانونية".

تحقيق متواصل

وأشار المراقبون إلى أن السلطات العراقية والدولية تحقق منذ أشهر عديدة في اتهامات وجهت للسفارة الإيرانية في بغداد.

وتحدثت معلومات عن كشف السلطات هويات أعضاء فريق العمل في السفارة الذين ساعدوا مسجدي على تحويل الأموال لفيلق القدس التابع للحرس الثوري، مستفيدين من غطائهم الدبلوماسي.

وقد تشمل لائحة المتورطين مسؤولين إيرانيين كبار منهم وزير الخارجية الإيرانية السابق جواد ظريف ومحافظ البنك المركزي الإيراني السابق عبد الناصر همتي، إضافة إلى مسؤولين في شركات الطاقة.

وقالت مصادر إنه يتم حاليا إعداد ملف كامل من قبل تلك الجهات المحققة على أن يتم إرساله إلى القضاء العراقي لاتخاذ إجراءات إضافية لحماية الأمن الوطني العراقي وسمعة وأمن نظام العراق المصرفي.

وأوضح الخفاجي أن "أمام الجهات الرسمية المختصة اختبار كبير في ظل ما تمارسه القوى الحليفة لإيران من ضغوط ونفوذ واسع لعرقلة التحقيقات في العديد من قضايا الفساد، فكيف الحال بقضية تمس مسؤولين إيرانيين".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500