بيروت - ينتظر المواطنون اللبنانيون ليروا ما إذا كانت حكومة تصريف الأعمال والسلطات المحلية ستنفذ قرار إزالة صور الزعماء السياسيين والدينيين الإيرانيين المنتشرة على طول الطريق المؤدي إلى مطار بيروت.
ويشكل الطريق المؤدي إلى مطار رفيق الحريري الدولي مصدر غضب للكثيرين في لبنان بسبب اللوحات الإعلانية التي تنتشر على طوله والتي تحمل صور قياديين من أمثال القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
ويظهر أمين عام حزب الله حسن نصر الله أيضا في عدد من اللوحات الإعلانية على طول الطريق المكتظ، إلى جانب شخصيات دينية وسياسية وعسكرية رمزية من النظام الإيراني.
وفي مقابلة تلفزيونية جرت في وقت سابق من الشهر الجاري، طالب وزير السياحة وليد نصار حزب الله وحركة أمل "بتقليص عدد الصور والرموز المنتشرة على طول طريق المطار" مدة 3 أشهر على الأقل.
وحث حكومة تصريف الأعمال على نشر صور للمناطق السياحية في لبنان بدلا من تلك الصور، خاصة وأن مؤشرات القطاع الخاص تدل على صيف واعد للسياحة.
وأوضح أنه من المتوقع أن يصل يوميا إلى البلاد هذا الصيف ما بين 10 آلاف و12 ألف زائر، ليصل مجموع الوافدين إلى "مليون سائح".
وعقب تصريح نصار، التقت وزارة السياحة بالاتحادات السياحية والحاج معن الخليل رئيس بلدية الغبيري التي يقع طريق المطار ضمنها، والشركات التي تؤجر المساحات الإعلانية على طول هذا الطريق.
وجرى الاتفاق على تشكيل لجنة ووضع برنامج إعلاني للمساحة الإعلانية على طول طريق المطار وفي مناطق أخرى أيضا.
ويُعتبر طريق المطار "بوابة لبنان" وتتصدره منذ سنوات صور شخصيات إيرانية مثل سليماني والزعيم الإيراني علي خامنئي.
وأثار مضمون اللوحات الإعلانية المرفوعة على طول طريق المطار استياء المسافرين اللبنانيين والسياح من مختلف أنحاء العالم الذين رأوا فيها تغييرا في هوية لبنان وترسيخا للمشهد الإيراني.
’بوابة لبنان‘
وقال رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي، إن طريق مطار بيروت "هو المدخل الرئيس للسياحة في لبنان".
وأضاف "من المفترض أن يشعر السائحون بالراحة والأمان لمواصلة طريقهم نحو وسط بيروت، ومن هناك إلى المناطق السياحية التي يرغبون بزيارتها". وأضاف "لكن طريق المطار اليوم هو عكس ما نريده، أي مدخلا للوجه السياحي للبنان".
وأوضح للمشارق أنه خلال الاجتماع الأخير مع وزارة السياحة، تم تقديم طلب "بإزالة صور القادة الإيرانيين المرفوعة على طول الطريق".
وأوضح أن رئيس بلدية الغبيري "رد بالإيجاب ووعدنا بإزالة الصور قريبا ورفع صور المواقع السياحية وإعلانات المطاعم والفنادق مكانها".
وأشاد بهذه الخطوة ووصفها بأنها "خطوة إيجابية"، مشيرا إلى أن قرار إزالة صور سليماني وآخرين "اتخذ بالإجماع".
وقال نقيب أصحاب المجمعات السياحية البحرية والأمين العام لاتّحاد المؤسسات السياحية جان بيروتي، إن خطوة إزالة صور قادة إيران وحزب الله هي "قرار سياسي".
وأوضح للمشارق أن الأمر "نوقش بجدية في اجتماع وزارة السياحة".
ولفت إلى أن رد وزير السياحة يعتبر "خطوة إيجابية ومرحبا بها"، لكن "الأقوال يجب أن تدعمها الأفعال".
’لا علاقة لهم بلبنان‘
من جهته، قال طبيب أمراض القلب اللبناني المقيم في فرنسا والذي أسس مجموعة "مواطنون لبنانيون حول العالم" الدكتور آلان سركيس، "في كل مرة نزور فيها [لبنان]، نرى المشاهد نفسها تتكرر على طريق المطار".
وأضاف أن صور القادة الإيرانيين على طول الطريق التي ترحب بالزائرين إلى لبنان "أصبحت مقززة ومثيرة للاشمئزاز".
وتابع "من المؤسف أنه في كل مرة نزور فيها لبنان نتعرف على وجه آخر هو وجه العنف وصور الشهداء والمقاتلين الذين لا علاقة لهم بلبنان".
وأردف مثل آلاف اللبنانيين المغتربين، "أنا مع إزالة كل هذه الصور" ومعها الشعارات الإيرانية.
أما الكاتب السياسي أسعد بشارة، فقال "في أي دولة مستقلة ذات سيادة، يشكل طريق المطار المدخل الرئيس للبلاد وواجهة للزوار القادمين".
وأوضح أن "المشاهد على طول طريق المطارات في العالم تعكس بشكل عام ثقافة البلد وروحه، باستثناء طريق مطار بيروت الذي لا يشبه لبنان".
وقال بشارة إن عرض الصور في مكان بارز في بيروت بالشكل الحالي، "يعطي انطباعا معينا بأن لبنان واقع تحت الوصاية الإيرانية".