عدن – قال مسؤولون في اليمن إن الألغام البحرية المصنوعة في إيران والمزروعة في البحر الأحمر على أيدي وكلائها الحوثيين، تعد شكلا من أشكال "الموت العائم" الذي سيعرض الصيادين والملاحة البحرية للخطر على مدى السنوات المقبلة.
وفي تقرير صدر في 30 أيار/مايو حول الألغام البحرية التي زرعها الحوثيين بعنوان "الموت العائم"، كشفت العين الإخبارية أن لغما بحريا بدائيا زرعته الميليشيا مؤخرا انفصل عن الحبل الخاص به وقذفته الرياح إلى موقع آخر.
وظهر اللغم على أحد شواطئ محافظة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية.
وعلى الرغم من أن اللغم البحري هو الأول المكتشف منذ سريان هدنة برعاية الأمم المتحدة في 2 نيسان/أبريل الماضي وفقا للتقرير، إلا أنه سبق وطفت المئات من الألغام بفعل حركة الرياح في البحر الأحمر.
واكتشفت دورية تابعة لخفر السواحل اليمنية اللغم قبالة شواطئ مدينة الخوخة جنوبي الحديدة وأبلغت الفرق الهندسية للتدخل في تفكيكها، حسبما ذكر بيان للقوات المشتركة المدعومة من الإمارات.
وأوضحت أن فريقا هندسيا متخصصا من البرنامج السعودي لنزع الألغام (مسام)، تدخل على الفور وأبطل مفعول اللغم البحري بأمان في مكان بعيد عن أي تجمعات مدنية.
ثلاثة أنواع من الألغام
وأشار تقرير العين أنه في الأعوام الأخيرة، أظهرت عمليات تفكيك الألغام التي نفذها التحالف العربي والقوات المشتركة والجيش اليمني، استخدام الحوثيين ثلاثة أنواع من الألغام في البحر الأحمر.
وتستخدم الجماعة نوعين من الألغام البحرية الإيرانية من طراز صدف وقاع، إلى جانب ألغام بدائية تختلف أحجامها ويبلغ حجم بعضها حجم أسطوانة الغاز المنزلي.
وأشار التقرير إلى أن اللغم البدائي هو الأخطر.
وترسو هذه الألغام على عمق مترين وتثبت بقاعدة حديدية. وتنفلت مع الرياح بعد انقطاع حبال المرسى لتصبح قنابل عائمة في البحر.
ويمكن أن تظل خطرة على مدى سنوات عديدة.
وفي هذا الإطار، قال وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان باليمن، نبيل عبد الحفيظ، إن "الألغام البحرية التي يستخدمها الحوثيون جاءت بدعم وتدريب الحرس الثوري الإيراني".
وتابع أن الحرس الثوري زود الحوثيين أيضا بالألغام البحرية المصنعة في إيران.
وأشار إلى أن الألغام البحرية التي زرعها الحوثيون "قتلت أكثر من 100 صياد"، لافتا إلى أن هذا الرقم قد يتضاعف "إن وجدت عمليات توثيق دقيقة".
وأوضح أن الألغام البحرية تعد "كارثة إنسانية نظرا لطبيعتها واستمرار خطرها لسنوات في حال عدم اكتشافها".
خطر على الصيادين
بدوره، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق إن "الألغام البحرية التي زرعها الحوثيون في البحر الأحمر هي من نوعي صدف وقاع [الإيرانيين]".
وذكر أن إيران تستخدم هذه الألغام لمنع تصدير النفط من دول الخليج، واصفا الحوثيين بأنهم "أداة إيران في جنوب الجزيرة العربية والبحر الأحمر ومضيق باب المندب لتنفيذ أجندتها".
وأشار إلى إزالة التحالف العربي 247 لغما بحريا زرعها الحوثيون حتى أواخر العام الماضي، وقال إن جميعها "كانت تستهدف الملاحة الدولية والاقتصاد العالمي".
وكان تقرير لخبراء أمميين بشأن اليمن صدر في كانون الثاني/يناير الماضي، قد ذكر أن الحوثيين ما يزالون مستمرين في زراعة الألغام البحرية في البحر الأحمر قبالة جزر مختلفة شمالي الموانئ الثلاثة التي يحتلونها، أي الحديدة والصليف ورأس عيسى.
ومن جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت أن الألغام البحرية تضييق سبل العيش على الصيادين.
وتابع أنها تعرض حياة الصيادين للخطر أثناء عملهم في مياه البحر الأحمر، ويلاحقهم هذا الخطر حتى في البر بسبب قذف الرياح لتلك الألغام على الشواطئ.
وأكد أن "الألغام البحرية تشكل خطرا متجددا يهدد الصيادين وأرزاقهم، إضافة لتهديد الملاحة الدولية والاقتصاد العالمي". وتابع أن "الحوثيين يزرعونها بتخطيط إيراني خدمة لأجندة طهران في المنطقة".