في أعقاب تصاعد الهجمات الإرهابية في منطقة شمال سيناء المصرية، شدد صحافيون على الدور الرئيسي الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في القضاء على الفكر المتطرف وخاصة بين الشباب.
ويُعتبر هذا الدور مكملا للحملات الأمنية التي تشنها القوات المسلحة بالتعاون مع العشائر المحلية ضد ولاية سيناء، الذراع المصري لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مصر.
وذكرت وزارة الداخلية المصرية في بيان صدر يوم 19 أيار/مايو، أن قوات الأمن المتمركزة عند نقطة تفتيش للشرطة في منطقة التلول بشمال سيناء تصدت لمسلح كان يرتدي حزاما ناسفا وقتلته في تبادل لإطلاق النار، حسبما أفاد موقع المونيتور.
وعثر بحوزته على رشاش يحتوي على 112 طلقة وقنبلتين يدويتين.
وفي 11 أيار/مايو، هاجمت مجموعة من المسلحين نقطة تفتيش عسكرية في سيناء وقتلت 5 جنود.
وفي 8 أيار/مايو، تبنى تنظيم داعش هجوما وقع الليلة السابقة في سيناء وأدى إلى مقتل 11 جنديا مصريا.
كذلك، أصيب 5 جنود آخرين في تبادل لإطلاق النار أثناء محاولتهم إحباط هجوم كان يستهدف حاجزا عند محطة ضخ للمياه على الضفة الشرقية لقناة السويس.
وردا على تصاعد الهجمات في سيناء، كثفت قوات الأمن المصرية حملاتها ضد المسلحين.
وفي هذا الإطار، قتلت القوات المسلحة في 11 أيار/مايو 10 من عناصر داعش في مداهمات منفصلة في سيناء، بحسب المونيتور.
وبعد ذلك بيومين، أعلنت عن مقتل 13 مسلحا خلال عملية لمكافحة الإرهاب في وسط وشمال سيناء. وصادر الجيش 15 قطعة سلاح آلية وذخيرة.
دور الإعلام
وبعد هجوم 7 أيار/مايو، أصدرت نقابة الصحافيين المصريين بيانا شددت فيه على أهمية دور الإعلام في مكافحة الإرهاب.
ودعا نقيب الصحافيين المصريين ضياء رشوان كل الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام إلى مواجهة الإيديولوجيات التكفيرية والمتطرفة التي تؤدي إلى الإرهاب والعنف.
وفي حديث للمشارق، قال عضو نقابة الصحافيين والمتخصص في شؤون الإرهاب السيد عبد الفتاح، إن موقف نقابة الصحافيين تجاه الإرهاب هو موقف نابع من الرسالة الأساسية للصحافة.
وأكد أن هذا الموقف يستجيب إلى الدعوة لمواجهة الفكر المتطرف "الذي للأسف ما يزال موجودا في بعض المناطق المصرية" ويكبد مصر والجيش المصري الخسائر.
وأضاف أن السنوات الماضية شهدت تراجعا للآلة الإعلامية التابعة للجماعات الإرهابية بعد الخسائر الكثيرة التي تكبدتها هذه الأخيرة على أيدي الجيش المصري.
ولفت إلى أن هذه الآلة الإعلامية حتى عندما تنشر، تظهر الصور ومقاطع الفيديو بجودة رديئة.
وتابع أنه لذلك، فإن الفرصة مؤاتية لاستخدام الإعلام التقليدي والرقمي لمنع انتشار الأفكار الإرهابية والمتطرفة وتسليط الضوء على الجرائم المرتكبة في مصر وخصوصا في منطقة شمال سيناء.
وشدد على ضرورة التركيز على مواقع التواصل الاجتماعي لأنها أصبحت مصدر الأخبار والمعلومات الأول للكثير من المواطنين، ولا سيما بين الشباب.
وأضاف أن الاهتمام يجب أن ينصب أيضا على تنظيم ندوات تفضح هذا الفكر المتطرف.
تواصل جهود مكافحة الإرهاب
ومن جانبها، قالت رشا محمد وهي صحافية وعضو بنقابة الصحافيين وتعمل في قناة فضائية عراقية في القاهرة، إن "المعركة مع الإرهاب لم تنته بعد، وخير دليل على ذلك هو وجود بعض المجموعات التي لا تزال تعمل في مصر والعراق وسوريا".
وذكرت أن من واجب كل صحافي وغرفة تحرير التركيز على تغطية هذه العمليات بطرق تصل إلى جميع المواطنين.
وأوضحت أن فلول الإرهابيين ما يزالوا يشكلون خطرا يجب القضاء عليه، مشيرة إلى أن الوضع الراهن يتطلب تعاونا بين الإعلاميين العرب "لتشكيل جبهة لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه نهائيا".
وبدوره، رأى الخبير الأمني والمحلل العسكري المصري اللواء المتقاعد عبد الكريم أحمد، أن مكافحة الإرهاب دون التركيز على الأدوات الإعلامية والصحافية تبقى ناقصة.
وأوضح أن المتطرفين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لـ "معتقداتهم الدينية الخاطئة" لجذب الأشخاص ذوي التفكير المماثل وتجنيد العناصر في جميع أنحاء العالم.
وأردف أن استخدام الأدوات نفسها سيكون أفضل طريقة تستطيع عبرها وسائل الإعلام مواجهة الفكر الإرهابي والتكفيري.
ولفت إلى أن الإعلام العربي بشكل عام والإعلام المصري بشكل خاص، استطاعا مؤخرا "تحقيق نتائج هامة في المعركة ضد الارهاب ووقف نشر الافكار المتطرفة"، مشددا على ضرورة المحافظة على هذا الزخم.
وأشار أحمد إلى أن منطقة شمال سيناء تشن المعركة الأخيرة في الحرب ضد الإرهاب، مضيفا أن المتطرفين الذين ينفذون الهجمات حاليا هم عبارة عن "مجموعات متفرقة كانت لا تزال مختبئة في منطقة ذات تضاريس قاسية وصعبة".
ورجح أن يكون ظهور الإرهابيين بالشكل الذي ظهروا فيه مؤخرا، دليلا على أنهم يعانون من صعوبة في التنقل والحصول على التموين والدعم اللوجستي بعد تشديد القوات المسلحة المصرية رقابتها في المناطق الحدودية.