القاهرة -- يقوم حزب الله اللبناني بتحويل مساعدات كانت قد خصصتها المنظمات الدولية لعامة الشعب، إلى قاعدته الشعبية في محاولة لتهدئتها في ظل استيائها المتزايد من الحزب.
وقال مراقبون إنه في حين أن كثيرين يلومون الحزب المدعوم من إيران إلى حد كبير على ما آلت إليه الأمور في لبنان، بدأت القاعدة الشعبية للحزب أيضا تعبر عن استيائها من السياسات المدمرة.
وفي هذا السياق، قال معارض لسياسة حزب الله يستخدم لقب "المنشق عن حزب الله" على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه للتخفيف من موجة الاستياء هذه والحفاظ على رضا قاعدته، يقوم الحزب بالاستيلاء على المساعدات التي ترسلها المنظمات المحلية والدولية.
وأوضح للمشارق أن "تنظيم حزب الله استطاع التوغل داخل منظومة المجتمع المدني في لبنان والمنظمات الأهلية اللاربحية التي تتولى توزيع المساعدات العينية".
وتابع "تستلم هذه المنظمات المساعدات الغذائية من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والمخصصة للمواطنين اللبنانيين لمساعدتهم على تخطي الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها".
وأضاف أن الحزب قام بنصب الخيم في الضاحية الجنوبية لبيروت التي هي معقل للحزب، من أجل توزيع المساعدات التي يسطو عليها بطرق مختلفة.
وأظهرت صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي امرأة معها كراتين مساعدات تلقتها من عناصر بحزب الله في حي الجاموس بساحة عاشوراء.
وكانت الكراتين جزءا من شحنات المساعدات الإنسانية التي قدمتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وبرنامج الأغذية العالمي.
تشابه مع النظام السوري
وبدوره، قال الصحافي اللبناني حسين قاسم إن حزب الله "يقوم بتحدي الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عبر توزيع المساعدات التي يقوم بالسطو عليها من المنظمات الدولية".
واعتبر أنه كان بإمكان الحزب إعادة تعبئة المساعدات الخاصة بالمنظمات المحلية والدولية بكراتين عليها شعاره أو أي شعار للجمعيات الخيرية التابعة له لإخفاء مصدرها.
ولكن عوضا عن ذلك، أصر على الحفاظ على شعار الجهات المانحة الدولية على كراتين المساعدات، لأنه يدرك حرص تلك الجهات على مصلحة الشعب اللبناني كما يعلم أنها ستستمر بتقديم المساعدات له عبر قنوات غير حكومية لتجنب الفساد.
وطالب قاسم بإجراء تحقيق في كيفية وصول المساعدات إلى الحزب وتوزيعه إياها.
وأضاف أن نتيجة عملية التوزيع هذه أتت معاكسة، إذ أنها تسلط الضوء على الطرق الملتوية التي يعمل بها الحزب وكيفية استغلاله لمساعدات كانت مخصصة للشعب ككل.
وأشار قاسم إلى أن هذا الاستغلال الذي يمارسه حزب الله شبيه جدا بسلوك النظام السوري الذي يسرق أموال المساعدات المقدمة من الهيئات والحكومات الدولية لمساعدة الشعب السوري.
وقال مراقبون إن سرقة المساعدات في سوريا بدأت على الأرجح في العام 2014 عندما بدأت تظهر مؤشرات أزمة محتملة وقرر المجتمع الدولي مساعدة الشعب السوري بصورة مباشرة، في ظل العقوبات المفروضة على الحكومة.
ومن جانبه، قال الناشط محمد البيك إن النظام السوري مارس ضغطا هائلا على موظفي المنظمات الدولية الذين أوكلت إليهم مهمة الإشراف على عملية توزيع المساعدات.
وأضاف أنه في مواجهة هذا الضغط الذي عرّض موظفيها للخطر، أجبرت المنظمات الإغاثية الدولية على الاستعانة بسكان محليين لاستكمال عملية توزيع المساعدات.
ولكنه أشار إلى أنه في العديد الحالات، يكون هؤلاء الأفراد موالين للنظام السوري ومتورطين "بطريقة أو بأخرى" في سرقة المساعدات الغذائية. ولفت إلى أن المساعدات تخزن في مستودعات تابعة للنظام قبل توزيعها.
بذور وأسمدة مسروقة
وفي الإطار نفسه، قال الناشط والطالب الجامعي علي حسين وهو من مدينة صور للمشارق، إن قيام حزب الله بتوزيع مساعدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية باسمه ليس واقعة فريدة من نوعها.
وأضاف أن السرقة تشمل أيضا بذور وأسمدة كانت مخصصة للمزارعين، ويتم توزيعها باسم حزب الله أو باسم الجمعيات الخيرية التابعة له ونوابه.
وذكر حسين أن هذه محاولة لتهدئة مؤيدي الحزب وقاعدته الشعبية وسط تزايد الاستياء الشعبي جراء الأزمة الاقتصادية في لبنان.
يُذكر أن الكثير من المغتربين اللبنانيين حول العالم يرسلون المساعدات المالية أو العينية لأهالي بلداتهم.
ولكن حسين أشار إلى أن حزب الله فرض نظاما قبل أشهر في مناطق سيطرته، طلب فيه من الجهات المانحة إرسال المساعدات إلى الحزب أولا ليعيد توزيعها حسب رغبته، وهذا ما تسبب باستياء في صفوف المانحين.
وقال حسين إن "حزب الله يمارس الضغوطات على هؤلاء المانحين... خاصة وأن قسما كبيرا منهم لا يؤيد الحزب أو يعد مستقلا ولا يمارس أي أعمال حزبية".
وأوضح أن المانحين الشيعة غير المنتمين للحزب يتعرضون بشكل خاص لضغوط كبيرة.
يُذكر أن الكثير من المغتربين اللبنانيين حول العالم يرسلون المساعدات المالية أو العينية لأهالي بلداتهم
الرد1 تعليق