سياسة

إيران تعين سفيرا جديدا لدى العراق على علاقة وثيقة بالحرس الثوري

فارس العمران

صورة غير مؤرخة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر السفير الإيراني الجديد للعراق، محمد كاظم آل صادق، وهو يقف للتصوير أمام صورة لقائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني ومعاونه العراقي أبو مهدي المهندس. [الأرشيف]

صورة غير مؤرخة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر السفير الإيراني الجديد للعراق، محمد كاظم آل صادق، وهو يقف للتصوير أمام صورة لقائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني ومعاونه العراقي أبو مهدي المهندس. [الأرشيف]

في مواصلة لتقليدها باختيار سفرائها، عينت إيران سفيرها الجديد لدى العراق، محمد كاظم آل صادق، وهو مسؤول رفيع سابق في إدارة الاستخبارات بالحرس الثوري الإيراني.

وسيخلف السفير الحالي، إيرج مسجدي، الذي يمارس مهامه منذ خمس سنوات.

وتولى آل صادق، الذي أعلن عن تعيينه يوم 11 نيسان/أبريل، مسؤولية أقسام عدة في السفارة الإيرانية بالعراق لعدة سنوات، من بينها مسؤول القسم السياسي في السفارة. كما شغل منصب مستشار للسفير مسجدي.

والسفير الجديد لا يختلف عن سابقيه من حيث الانتماء للحرس الثوري الإيراني.

صورة غير مؤرخة للسفير الإيراني الجديد لدى العراق، محمد كاظم آل صادق، وهو أمام ضريح الإمام الحسين في كربلاء. [Mashregh.ir]

صورة غير مؤرخة للسفير الإيراني الجديد لدى العراق، محمد كاظم آل صادق، وهو أمام ضريح الإمام الحسين في كربلاء. [Mashregh.ir]

وقال المحلل السياسي العراقي علي البيدر للمشارق، إن إيران ترى في آل صادق الشخصية المناسبة لـ "إدارة نفوذها بالعراق"، إذ أنه من مواليد مدينة النجف ويجيد العربية ويتحدث اللهجة العراقية بطلاقة.

وأضاف أن الأسباب الأخرى هي خبرته بقضايا العراق و"قربه من المشهد السياسي العراقي".

وذكر أن تعيينه يمثل محاولة إيرانية "لمغازلة المنظومة السياسية العراقية" واستعادة ثقة بغداد في مزاعم طهران حول احترامها لسيادة العراق ومبادئ حسن الجوار.

سخط في العراق

وتابع البيدر أن النظام الإيراني "كالحرباء"، يغير جلده كلما اقتضت الحاجة لذلك بما يدعم مشاريعه وطموحاته.

وأوضح أن إيران دفعت بشخصية على علاقة مباشرة وقوية بالحرس الثوري في ضوء هجمات إيران الأخيرة على أربيل.

وكانت حدة التوتر قد تصاعدت بين بغداد وطهران في أعقاب تبني إيران المسؤولية عن موجة من الهجمات الصاروخية على مدينة أربيل في المنطقة الكردية بالعراق يوم 13 آذار/مارس.

وأكد الحرس الثوري الإيراني أنه أطلق الصورايخ التي تسببت في خسائر مادية وأضرار بالمنشآت المدنية والمنازل.

ودانت وزارة الخارجية العراقية الهجوم ووصفته بأنه "انتهاك صارخ" للسيادة العراقية، واستدعت آنذاك السفير الإيراني مسجدي.

والهجوم هو واحد من اعتداءات كثيرة مماثلة نفذت في العراق من قبل ميليشيات مرتبطة بإيران، لكنه غير اعتيادي إذ تبنت إيران مسؤوليته بصورة مباشرة.

ووفق البيدر، تسعى إيران لاستعادة نفوذها وسيطرتها على الميليشيات المرتبطة بها وضبط سلوكها بما يخدم مصالحها الاستراتيجية وحماية نظامها.

وأشار البيدر إلى أن إيران تهدف إلى تحقيق ذلك عبر العلاقات المتينة التي يتمتع بها السفير الإيراني الجديد مع قادة الأحزاب الشيعية.

لكن اختيار طهران هذا السفير قد يكون له "ارتدادات سلبية بين العراقيين الممتعضين جدا من سلوك إيران وتدخلاتها وأنشطتها المهددة لنواحي الحياة كافة".

وأكد أن "السخط الشعبي العراقي اليوم على النظام الإيراني أشد مما كان عليه أيام الحرب العراقية الإيرانية".

صلات وثيقة بالحرس الثوري

هذا واختارت إيران سفيرها الجديد وسط الضغوط المتزايدة على مقتدى الصدر الذي يحاول تشكيل حكومة دون قوى الإطار التنسيقي الشيعي المنافس له والمقرب من إيران.

ويتمتع السفير الجديد بعلاقات ودية مع زعماء ذلك الإطار.

بدوره، قال المحلل السياسي العراقي عبد القادر النايل إن السفير الجديد ما هو إلا وجه جديد وإنه سينفذ السياسات نفسها.

وأضاف أن السفير آل صادق، مثله في ذلك مثل ثلاثة سفراء سابقين، على صلة وثيقة بفيلق القدس في الحرس الثوري، وأن تعيينه يكشف أن الحرس الثوري هو الجهة التي تستمر في اتخاذ قرارات حيال علاقة إيران بالعراق ودورها فيه.

وأكد أن إيران زجت بذلك السفير "لإحكام سطوتها على الميليشيات والأحزاب الحليفة لها وتوجيه الأوضاع السياسية بالعراق لصالح أجنداتها".

وأوضح أن التعيين جاء بعد الإخفاقات التي منيت بها إيران في هذا الإطار على يد السفير الحالي مسجدي وقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني".

وتابع أن السفير الجديد لديه خبرة كافية اكتسبها من سنوات العمل بالعراق وأثناء مرافقته لقاسم سليماني في زياراته للعراق ولقاءاته مع قادة الميليشيات.

وشدد النايل على أن استمرار إيران بتعيين سفراء مرتبطين بالحرس الثوري "يستفز العراقيين ويثير قلقهم".

وأوضح أن العراقيين يخشون من أن تؤدي تلك التعيينات لإدخال بلادهم في نفق أشد ظلمة وتعقيد المشاكل والأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية الناجمة عن نفوذ إيران ووكلائها.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500