أمن

صائدو داعش الروس يستقطبون الآن المرتزقة السوريين لإرسالهم إلى أوكرانيا

وليد أبو الخير

عنصر من صائدو داعش في سوريا [صائدو داعش]

عنصر من صائدو داعش في سوريا [صائدو داعش]

القاهرة - تعمل الشركة الأمنية الخاصة المدعومة من روسيا والتي تتحرك في سوريا تحت اسم صائدو داعش، على توسيع عمليات تجنيد المرتزقة في البلاد في ظل تكثيف روسيا هجومها على أوكرانيا.

وتأتي جهود التجنيد في وقت يسعى فيه الجيش الروسي لتحصين صفوفه في أوكرانيا عبر نقل مئات المرتزقة من سوريا للمشاركة في عملياته القتالية.

ويرتبط صائدو داعش ارتباطا وثيقا بمجموعة فاغنر وهي جيش من المرتزقة يموله حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفجيني بريغوزين، وتحمل الجهتان شارة شبه متطابقة.

وقال مسؤول أوروبي يوم الثلاثاء، 19 نيسان/أبريل، إن ما يصل إلى 20 ألف مقاتل من مجموعة فاغنر يقاتلون إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا.

أحد عناصر المرتزقة التابعين لميليشيا صائدو داعش في صورة التقطت يوم 4 نيسان/أبريل في مدينة دونيتسك الأوكرانية. [WarGonzo/تيلغرام]

أحد عناصر المرتزقة التابعين لميليشيا صائدو داعش في صورة التقطت يوم 4 نيسان/أبريل في مدينة دونيتسك الأوكرانية. [WarGonzo/تيلغرام]

صورة التقطت عام 2019 لجنود روس وعناصر من ميليشيا صائدو داعش في محافظة دير الزور شرقي سوريا. [Reverse Side of the Medal/تيلغرام]

صورة التقطت عام 2019 لجنود روس وعناصر من ميليشيا صائدو داعش في محافظة دير الزور شرقي سوريا. [Reverse Side of the Medal/تيلغرام]

ومن بينهم مرتزقة من سوريا وليبيا.

وقال مراقبون إنه من خلال إرسال مرتزقة سوريين إلى أوكرانيا، تسعى روسيا إلى حماية قواتها على الخطوط الأمامية من التعرض لإصابات وحماية خطوطها الخلفية وتأمين أي ممتلكات تستولي عليها وتنوي الاحتفاظ بها.

وأوضح المسؤول الأوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية شريطة عدم الكشف عن هويته، "في ما يتعلق بقدراتهم، إنها قدرات المشاة"، مضيفا "ليس لديهم أي مركبات ثقيلة وأسلحة. إنهم عناصر مشاة لا أكثر".

وقال ناشطون ومحللون للمشارق إن جلب مرتزقة من سوريا يعتبر صفقة جيدة لروسيا، ولكنها سيئة للسوريين.

وأضافوا أيضا أن هذا الأمر يجعل من لقب صيادو داعش مهزلة.

ملاحقة داعش في أوكرانيا؟

وفي الواقع، مضى وقت منذ أن كان تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) هدفا لجماعة صائدو داعش المزعومة، إذ ينصب تركيز الجماعة الحقيقي على تأمين مصالح روسيا الاقتصادية العديدة والمتنوعة.

وأضاف الناشطون والمراقبون أن أي انتشار في أوكرانيا سيجرد الجماعة أكثر فأكثر من طابع الشرعية هذا، كاشفا بشكل جلي طبيعتها الحقيقية كجيش مستأجر.

وقال الناشط الإعلامي فيصل الأحمد وأصله من حلب إنه منذ بداية الحرب الأوكرانية، قام عدد من المتعاقدين السوريين المتخصصين في التجنيد لصالح الميليشيات التابعة لروسيا بالترويج لجماعة صائدو داعش.

ولفت إلى أن جهود التجنيد تجري على قدم وساق في محافظات سوريا الساحلية ومحافظة دير الزور الشرقية وريف محافظتي حماة وحمص حيث تنتشر الميليشيات لحماية بعض المنشآت وآبار النفط.

وتابع الأحمد أن المجنِدين ركزوا جهودهم على الرجال الذين أنهوا خدمتهم العسكرية الإلزامية مؤخرا، لأن هذه الشريحة من السكان تعاني من البطالة وليس لديها بشكل عام أي مصدر دخل آخر.

وأضاف أن العقود التي يتم توقيعها مع المجندين الجدد "لا تنص صراحة على نقلهم إلى أوكرانيا للقتال"، على الرغم من أن الأعداد الكبيرة من المجندين الجدد تشير بوضوح إلى أن وجهتهم ستكون أوكرانيا.

وأشار إلى أن الاتصالات انقطعت بين العشرات من مجندي مجموعة صائدو داعش الجدد وعائلاتهم.

وقود للحرب لصالح روسيا

وفي هذا السياق، قال الخبير الأمني والمحلل العسكري المصري عبد الكريم أحمد إن "لجوء القوات الروسية إلى استخدام مرتزقة من سوريا وبعض الدول الأخرى أمر متوقع".

وأشار إلى أن ذلك يعود إلى حجم الصراع الدائر في أوكرانيا ومدته المتوقعة، فضلا عن حاجة روسيا إلى تأمين المناطق التي تتقدم فيها قواتها.

ولفت إلى أنه "يتم دفع [بعض المجندين] إلى الخطوط الأمامية لامتصاص الصدمة الأولى"، فيتحملون أسوأ المخاطر بحيث تكون الخسائر البشرية من بين صفوف المرتزقة وليس الجيش الروسي النظامي.

وأضاف أن آخرين يعملون كحراس أمن في الخطوط الخلفية.

وأوضح أن المرتزقة في مهمة الحراسة الخلفية مكلفون بحماية الخطوط الخلفية للجيش الروسي المتقدم وكذلك بعض المباني الحكومية "وهي المهام التي يؤدونها أساسا في سوريا".

وقال أحمد إن هناك فرقا بين المرتزقة الروس والمرتزقة السوريين ضمن جماعة صائدو داعش.

وأردف أن "الروس هم من المحاربين القدامى وعمل معظمهم في الماضي في القوات الحكومية الخاصة"، مضيفا أنهم "متهمون بتنفيذ عمليات عسكرية بطرق اجرامية".

في المقابل، أشار إلى أن غالبية المرتزقة السوريين وخاصة الشباب منهم، لا يملكون أي خبرة تذكر في القتال.

محتالون يسعون لتحقيق الربح

من جانبه، قال الناشط الإعلامي من دير الزور جميل العبد إن جهود التجنيد الروسية الأحدث في سوريا أنتجت أيضا أنواعا عدة من عمليات الاحتيال، مع سعي العديد من الانتهازيين عديمي الضمير إلى الاستفادة من الحرب الأخيرة.

وأوضح أن المجرمين الذين يتظاهرون بأنهم مجندو مرتزقة يطالبون في عمليات الاحتيال هذه برسوم مسبقة من الشباب اليائس للعمل ليأخذوا بعدها الأموال لأنفسهم، فيخسر الضحايا مالهم ولا يأتيهم أي خبر من القوات الروسية التي لا علاقة لها بهؤلاء المحتالين.

وأشار العبد إلى أن هؤلاء المحتالين يستغلون البطالة المتفشية في سوريا من خلال خداع الشباب وحثهم للاعتقاد بأنهم مجندون يمثلون القوات الروسية.

ولفت إلى أن البعض نجح في خداعه مستغلا توق الشباب السوري إلى العثور على عمل، لا سيما وأن الجهود التي يبذلها صائدو داعش معروفة من الجميع.

وأضاف أن الرسوم المسبقة التي يطلبها المحتالون تصل إلى 2000 دولار، ويتقاضون مالا أكثر إذا أراد مقدم الطلب وثيقة تثبت أنهم أكملوا الخدمة العسكرية أو تصريحا أمنيا صادرا عن الأجهزة الأمنية السورية.

وذكر أن إتمام الخدمة العسكرية هو أحد شروط الروس لقبول المجندين، "إذ لا يقبلون من هم في الخدمة الفعلية أو الفارين منها أو من لديهم ملف أمني لمعارضتهم النظام".

وأشار إلى أن معظم المحتالين هم من ضباط النظام السوري أو هم مسؤولون في أجهزة الأمن أو أفراد مرتبطون مباشرة بها ويتمتعون بحماية كاملة.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500