أمن

انفجار صيدا يثير معمعة سياسية قبيل الانتخابات في لبنان

نهاد طوباليان

أشخاص يعربون عن صدمتهم وهم يقفون إلى جانب مركبة متضررة بالقرب من موقع حصول انفجار في مبنى كان يعود لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية التابعة لحركة أمل، وذلك في بلدة بنعفول القريبة من صيدا في 12 نيسان/أبريل. [محمود الزيات/وكالة الصحافة الفرنسية]

أشخاص يعربون عن صدمتهم وهم يقفون إلى جانب مركبة متضررة بالقرب من موقع حصول انفجار في مبنى كان يعود لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية التابعة لحركة أمل، وذلك في بلدة بنعفول القريبة من صيدا في 12 نيسان/أبريل. [محمود الزيات/وكالة الصحافة الفرنسية]

بيروت - أثار انفجار وقع مؤخرا في بلدة بنعفول بقضاء صيدا موجة تكهنات في لبنان، إذ أعرب سياسيون وصحافيون عن مخاوف من احتمال أن يستخدم العنف كحجة لتأجيل الانتخابات المقبلة.

وتزايدت هذه المخاوف إثر تحذير أصدره أمين عام حزب الله حسن نصر الله قبل ساعات فقط من الانفجار الذي هز البلدة الجنوبية في 12 نيسان/أبريل، وهو ما أدى إلى تكهنات تشير إلى احتمال وجود ارتباط بين التحذير والحادثة.

ووقع الانفجار عند الفجر وأدى إلى مقتل نجل رئيس بلدية بنعفول وإصابة ما لا يقل عن 5 آخرين، حالة بعضهم خطرة. وتسبب الانفجار بتدمير مبنى لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية وبإلحاق أضرار بمبنى البلدية.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن الانفجار "وقع بمخزن قديم للأسلحة" يعود لحركة أمل ويقع بالقرب من مبنى البلدية.

لقطة من فيديو تم تداولها عبر الإنترنت، تظهر الأضرار التي تسبب بها انفجار وقع في 12 نيسان/أبريل ببلدة بنعفول في قضاء صيدا اللبناني.

لقطة من فيديو تم تداولها عبر الإنترنت، تظهر الأضرار التي تسبب بها انفجار وقع في 12 نيسان/أبريل ببلدة بنعفول في قضاء صيدا اللبناني.

وزعمت حركة أمل أن الانفجار "نتج عن ماس كهربائي أدى إلى اندلاع حريق وانفجار أسطوانات أوكسجين كانت مخزنة في المبنى".

وأورد موقع CH23.com الإخباري من مقره في بيروت، أن تقريرا عن الحادثة أعده خبير عسكري فني ذكر أن الانفجار ناجم عن متفجرات أدت إلى انهيار المبنى بالكامل.

وأكد التقرير العثور على كمية من الذخائر بين الأنقاض.

وذكر مراقبون أنه بحسب ما يبدو، يشير الانفجار الذي يندرج في إطار سلسلة من الحوادث المشابهة التي سجلت خلال السنوات الماضية، إلى أن الثنائي أمل-حزب الله استمر بتخزين الأسلحة في الأحياء السكنية، مستخدما المدنيين كدروع بشرية.

تحذير نصر الله

وفي هذا السياق، قال المرشح للانتخابات النيابية عن دائرة جبيل- كسروان، فارس سعيد، إن نصر الله وجه قبل 3 من الانفجار تحذيرا "لمن يريد افتعال أحداث لتطيير الانتخابات أو تأجيلها".

ولكن محللين قالوا إن هذه الخطوة تبدو وكأنها حيلة سياسية.

وأوضح سعيد للمشارق "عمليا، هناك فريق واحد قادر على تأجيل الانتخابات أو إجرائها بموعدها والتلاعب بالأمن والاستقرار بالبلد، هو حزب الله".

وتابع "لا قدرة لأي فريق آخر على تطيير الانتخابات"، وما من جهة أخرى قد تستفيد بقدر ما قد يستفيد حزب الله من تأجيل الانتخابات.

وأضاف أنه في خطابه، "أشار [نصر الله] إلى أنه لا يريد الانتخابات، ليس لأسباب داخلية كعدم توفر الكهرباء [...] بل لأسباب خارجية ومرتبطة مباشرة بمفاوضات فيينا".

يُذكر أن الجهة الداعمة لحزب الله أي إيران، تشارك في محادثات متواصلة في فيينا مع الدول الكبرى بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 وهو ما قد يؤدي إلى رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية.

وقال محللون إن خاتمة ناجحة للمفاوضات قد تؤدي إلى تغيير المشهد السياسي لصالح حزب الله.

الثنائي حزب الله-أمل

وبما خص انفجار بنعفول، قال سعيد إنه "لم يصدر للآن أي تحقيق رسمي من الدولة وأجهزتها الأمنية عما حصل".

وأضاف "كل ما رأيناه هو انتشار لعناصر حزب الله بمحيط" المبنى حيث وقع الانفجار، مشيرا إلى أنه لم يتضح "ما إذا كان الانفجار حادث أو مفتعل وما هي المواد التي انفجرت".

وقال إن حزب الله "حقق هو كما فعل بانفجار مرفأ بيروت"، مشيرا بذلك إلى الانفجار الضخم الذي وقع عام 2020 وأسفر عن مقتل 206 شخصا وإصابة أكثر من 6000 آخرين وتدمير مناطقة واسعة من العاصمة اللبنانية.

وبدوره، أكد مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسان قطب للمشارق، أن أسباب انفجار بنعفول ما تزال مجهولة لتضارب الروايات وغياب التقرير الرسمي.

وقال إنه بحسب سكان محليين، "منعت ميليشيا أمل الجيش من التحقيق وتحديد نوعية المواد التي انفجرت والسبب المباشر للانفجار".

وأضاف أن "الميليشيات ناشطة وفاعلة، وتحظى بتغطية سياسية لأن رئيس حركة أمل هو رئيس مجلس النواب نبيه بري".

ولفت قطب إلى أنه لا يعرف إذا كان سبب الانفجار "إهمال وسوء تخزين مواد خطيرة، أم مفتعل لإرباك الساحة الداخلية".

وأشار في ما يتعلق بالاحتمال الثاني، إلى أنه "يأتي في سياق التصعيد الكلامي حول إمكانية تأجيل الانتخابات".

وأكد أن تحالف أمل-حزب الله "بظاهره سياسي لكنه بعمقه ميليشياوي، لأنهما الطرفان الوحيدان اللذان يملكان ميليشيات مسلحة معها بطاقات تجول أمنية".

وأوضح أنهما "يتشاركان غرفة عمليات أمنية لتنسيق المواقف والمهمات، وإن اختلفا ببعض التوجهات الداخلية والخارجية، إلا أنهما يبرران تحالفهما بعنوان المقاومة".

غياب أي تحقيق جدي

من جهته، قال الكاتب السياسي جورج عاقوري إن "كل الفرضيات قائمة حول أسباب الانفجار جراء عرقلة دور الأجهزة الأمنية وحضور مسلحي حركة أمل وحزب الله في مسرح الجريمة".

وأضاف أن هذه كانت الحال في حوادث مشابهة حصلت سابقا، مع "عدم صدور بيان رسمي وصدور بيان لحركة أمل يشرح ما حصل من وجهة نظرها".

وتابع أن ذلك يعزز الشكوك حول أسباب الانفجار ويفرض التساؤل عن دور الدولة بالتحقيق بهذه الانفجارات وما إذا كانت تلك المناطق "محظورة" عليها.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500