اللاجئين

العراق يكثف عملية إرجاع المواطنين من مخيم الهول السوري إلى وطنهم

فارس العمران

صورة تظهر مخيم الجدعة عند أطراف مدينة القيارة جنوبي الموصل في 11 شباط/فبراير 2021. وأرجعت عشرات العائلات العراقية إلى ديارها من سوريا خلال الأشهر الماضية وهي تقيم في الجدعة لحين تمكنها من العودة إلى ديارها. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة تظهر مخيم الجدعة عند أطراف مدينة القيارة جنوبي الموصل في 11 شباط/فبراير 2021. وأرجعت عشرات العائلات العراقية إلى ديارها من سوريا خلال الأشهر الماضية وهي تقيم في الجدعة لحين تمكنها من العودة إلى ديارها. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

كثفت بغداد جهودها لإرجاع المواطنين العراقيين الذين لهم سجل نظيف من مخيم الهول الذي يديره الأكراد في محافظة الحسكة السورية إلى ديارهم، مع التأكد من حصولهم على دورات تثقيفية لمكافحة التطرف فور عودتهم.

وعملت قوات سوريا الديموقراطية (قسد) حتى اليوم على تسهيل عودة مئات العائلات العراقية. وتم إرجاع آخر مجموعة مؤلفة من 24 عائلة في 21 آذار/مارس.

وقال مسؤولون إن أكثر من 450 عائلة أعيدت إلى العراق منذ منتصف العام الماضي. وفور وصولها، نقلت تلك العائلات إلى ملاجئ خاصة باللاجئين كخطوة أولى لإجراء تدقيق أمني.

يُذكر أن مخيم الهول الصحراوي المترامي الأطراف، الذي يقع على بعد 13 كيلومترا فقط من الحدود مع العراق، يضم نحو 60 ألف لاجئ، نصفهم تقريبا من الأطفال.

أسرة عراقية نازحة تتوجه إلى منزلها من أحد المخيمات شمالي العراق في 21 حزيران/يونيو. [وزارة الهجرة العراقية]

أسرة عراقية نازحة تتوجه إلى منزلها من أحد المخيمات شمالي العراق في 21 حزيران/يونيو. [وزارة الهجرة العراقية]

مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي وممثلة الأمم المتحدة الخاصة في العراق جنين هينيس بلاسخارت يبحثان وضع مخيم الهول بتاريخ 17 آذار/مارس. [من الأرشيف]

مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي وممثلة الأمم المتحدة الخاصة في العراق جنين هينيس بلاسخارت يبحثان وضع مخيم الهول بتاريخ 17 آذار/مارس. [من الأرشيف]

ونحو 30 ألف من سكان المخيم هم عراقيو الجنسية، وغالبيتهم من النساء والأطفال. وكان كثيرون قد فروا إلى سوريا عام 2014 بعد أن اجتاح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الموصل.

كذلك، يضم مخيم الهول نحو 11 ألف فرد من عائلات مقاتلي داعش الذين تم نقلهم إليه بعد هزيمة التنظيم العسكرية عام 2017 في العراق وسوريا وحل "الخلافة" المزعومة.

وفي هذا السياق، قال كريم النوري وكيل وزارة الهجرة بالعراق إن قرار إرجاع المواطنين إلى ديارهم يستند إلى مخاوف مرتبطة بالنفوذ الذي يمارسه تنظيم داعش على الشباب العراقي في المخيمات واحتمال أن يتم تجنيد المواطنين العراقيين من قبل المتطرفين.

ولفت للمشارق إلى خطورة ترك عدد كبير من الشباب كفريسة محتملة بيد تنظيم داعش وفكره المدمر.

وتابع أن نحو 1780 عراقيا قد أعيدوا إلى ديارهم خلال الأشهر القليلة الماضية، وغالبيتهم من الشباب الذين لم يتجاوزوا عمر الـ 18 سنة ومن النساء، وأنه تم إسكانهم بصورة مؤقتة في مخيم الجدعة.

تزايد أعمال العنف

وفي ظل ما تحدثت عنه تقارير بشأن أعمال العنف داخل مخيم الهول، أدت عمليات إجلاء العائلات العراقية نوعا ما إلى تخفيف الأعباء على إدارة المخيم الكردية التي تواجه صعوبات في توفير الرعاية والحماية من الخلايا التابعة لداعش.

وتلقت الأمم المتحدة في كانون الثاني/يناير تقارير عن تزايد أعمال العنف في المخيم.

وقالت في بيان عام 2021 إنه تم تسجيل 90 حادثة عنف داخل الهول. وقتل خلال هذه الحوادث سكان سوريون وعراقيون في المخيم، إضافة إلى ما لا يقل عن عاملين اثنين في مجال الإغاثة، في حين أصيب كثيرون آخرون.

وفي تقرير صدر في 23 آذار/مارس، قالت منظمة انقذوا الأطفال إن 74 طفلا توفوا في مخيم الهول خلال الأشهر الـ 12 الماضية، علما أن 8 منهم قتلوا في حوادث عنيفة.

وفي لقاء مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي يوم 17 آذار/مارس، أشادت ممثلة الأمم المتحدة الخاصة بالعراق جنين هينيس بلاسخارت بجهود العراق في إرجاع مواطنيه من سوريا.

وحثت المجتمع الدولي على أن يكون حاضرا أكثر في قضية مخيم الهول.

عملية مشددة

وبدوره، قال سعيد الجياشي مستشار الشؤون الاستراتيجية في مستشارية الأمن القومي العراقية إن إعادة العراقيين من مخيم الهول هي "عملية منظمة".

وأضاف للمشارق أنه خلال العملية، هناك عمل وطني منسق بين كافة الوكالات الحكومية والعسكرية المعنية.

وأشار إلى أن عملية إرجاع المواطنين "مشددة للغاية"، قائلا إن الحكومة تتحقق من أن العائدين لا يمثلون أي خطر على الأمن والسلامة في العراق.

وقال إن العملية تشمل تدقيقا للتحقق من أن العائدين هم من الجنسية العراقية وأنه ليس في سجلاتهم مذكرات قبض كما أنهم لا ينتمون لداعش أو لأية جماعة متطرفة أخرى.

وأوضح أنه بعد التحقق من الخلفية وإجراء التدقيق الأمني، ترسل وزارتا الهجرة والنقل حافلات نقل لإعادة اللاجئين إلى العراق عبر معبر ربيعة الحدودي مع سوريا.

ولفت إلى أنه في حين أن العودة اختيارية للعراقيين، إلا أن الحكومة تؤمن للعائدين السكن والخدمات الضرورية فور وصولهم إلى البلاد.

وأضاف أن العراق يتعاون مع عدة منظمات دولية لتوفير الدعم النفسي والمعنوي للعائدين من مخيم الهول من أجل مساعدتهم على إعادة الاندماج في مجتمعاتهم السابقة.

هذا وأعلنت مستشارية الأمن القومي في العراق يوم 25 آذار/مارس أن 127 عائلة عائدة من مخيم الهول أعيدت إلى مناطقها الأصلية في شمال وغرب البلاد.

يُذكر أنه يحق للعراقيين الراجعين العودة إلى الحياة الطبيعية بعد استكمالهم دورات تثقيفية تركز على نبذ التطرف في مخيم الجدعة العراقي.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500