العراق يبني حاجزا على الحدود السورية لمنع تسلسل عناصر داعش

بغداد - قال مصدر عسكري عراقي يوم الأحد، 27 آذار/مارس، إن العراق يبني حاجزا خرسانيا على طول جزء من حدوده مع سوريا لإيقاف تسلل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وصرح ضابط بارز لوكالة الصحافة الفرنسية شريطة عدم الكشف عن هويته أنه في "المرحلة الأولى" من عملية البناء، تم إنشاء حاجز يبلغ طوله نحو "10 كيلومترات وارتفاعه 3 أمتار ونصف المتر في محافظة نينوى" بمنطقة سنجار في شمالي غربي العراق.

يُذكر أن سنجار هي موطن المكون الإيزيدي العراقي. وحين اجتاح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المنطقة عام 2014، اختطف مقاتلوه الكثير من النساء والفتيات الإيزيديات ثم قاموا بنقلهن عبر الحدود إلى سوريا.

ذكر المصدر أن العراق الذي يتشارك حدودا مع سوريا يزيد طولها عن 600 كيلومتر، يسعى لإيقاف عمليات التسلل التي تقوم بها عناصر تنظيم داعش إلى أراضيه، ولم يحدد الطول النهائي الذي سيكون عليه الحاجز.

وكان العراق قد ذكر في عام 2018 إنه بدأ ببناء حاجز بالأسلاك الشائكة على طول الحدود السورية، مجهزا إياه بأبراج حراسة وكاميرات حرارية ومجسات عن بعد لرصد أية حركة في المنطقة.

وأثبتت هذه التدابير الأمنية المشددة التي تضمنت أيضا خندقا عميقا وساترا ترابيا، فعاليتها كرادع فعال لعمليات التسلل من سوريا، حسبما ذكر المسؤولون في ذلك الوقت.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الإنشاءات الأخيرة نفذت في منطقة مقابلة لبلدة الشدادي بجنوب محافظة الحسكة.

وتعد الشدادي معقلا سابقا لداعش وقد اضطر الكثير من الأهالي إلى الفرار منها حين اجتاحها التنظيم أثناء محاولته إقامة "خلافة" تضم مساحات شاسعة من الأراضي العراقية والسورية.

ومنذ هزيمة داعش في العام 2017، حاول التنظيم الاحتفاظ بوجود له في المنطقة.

وقد اعتقلت مكافحة الإرهاب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية "أميرا" لداعش يدعى محمد راشد دياب، وذلك أثناء عملية دهم لمنزل في بلدة الشدادي نفذت بدعم من قوات التحالف الدولي.

وفي شهر كانون الثاني/يناير، هاجم عناصر من تنظيم داعش سجنا يديره الأكراد في الحسكة لإطلاق سراح رفاقهم المتشددين، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات استمرت عدة أيام وأسفرت عن مقتل المئات.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية أنها استعادت السيطرة الكاملة على السجن يوم 26 كانون الثاني/يناير، بعدما تدخلت قوات أميركية وقوات أجنبية أخرى لدعم وحدات النخبة الكردية.

ويعتقد أن بعض السجناء قد فروا، وربما عبروا إلى تركيا المجاورة أو الأراضي التي يسيطر عليها الأتراك في شمال سوريا، بحسب المرصد.

من جانبه، أكد الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية تحسين الخفاجي لوكالة الأنباء العراقية يوم الأحد أن قيادة العمليات المشتركة تستمر في تبادل المعلومات مع دول الجوار لمواجهة التهديدات الإرهابية.

وأضاف أن تأمين الحدود العراقية-السورية قد تضمن استخدام معدات خاصة وأبراج مراقبة ذكية وتعزيز القطاعات الأمنية بالمزيد من الأفراد وأيضا خطوط دفاع أقوى.

وتابع أن تنظيم داعش "لا يزال نشطا على الجانب السوري ويحاول من وقت لآخر التسلل عبر الحدود العراقية-السورية"، إلا أنه أشار إلى أن التدابير الأمنية التي نفذها العراق على الحدود قد نجحت في تقليل معدل الهجمات اليومية بأكثر من النصف.