طاقة

القوات الإيرانية تعبر الحدود الأفغانية بشكل غير قانوني وتشتبك مع عمال السدود

علي

أعلنت السلطات المحلية الأفغانية أن جنودا إيرانيين هاجموا مزارعين أفغان كانوا يعملون على قناة ري بالقرب من سد كمال خان في 8 آذار/مارس، بسبب نزاع طويل الأمد حول حقوق المياه. [عبد الله عزيزي]

كابول - تدخلت القوات الحدودية الإيرانية مجددا بعمل مزارعين أفغان على قناة ري بالقرب من سد كمال خان، الذي يعتبر أحد مشاريع البنية التحتية الرئيسة.

وذكرت السلطات المحلية أن التوغل الأخير حصل في 8 آذار/مارس في منطقة كانغ بإقليم نيمروز.

وأشارت إلى أن القوات الإيرانية التي عبرت الحدود بشكل غير قانوني إلى أفغانستان، فرت من المكان بعد اشتباكات مع القوات المحلية ومقتل جنديين إيرانيين.

وقال المتحدث باسم حكومة إقليم نيمروز حبيب الله إلهام، إن المزارعين كانوا يعملون على قناة بمنطقة سيخسار بمديرية كانغ لتوجيه المياه من سد كمال خان إلى حقولهم عندما هاجمتهم قوات الحدود الإيرانية.

صورة لقناة سيخسار في منطقة كانغ بإقليم نيمروز، التقطت يوم 10 آذار/مارس. [عبد الله عزيزي]

صورة لقناة سيخسار في منطقة كانغ بإقليم نيمروز، التقطت يوم 10 آذار/مارس. [عبد الله عزيزي]

صورة لسد كمال خان في منطقة شهار برجاك بإقليم نيمروز، التقطت يوم 23 كانون الثاني/يناير. [عمران/سلام تايمز]

صورة لسد كمال خان في منطقة شهار برجاك بإقليم نيمروز، التقطت يوم 23 كانون الثاني/يناير. [عمران/سلام تايمز]

وأوضح أن "المزارعين كانوا يعملون داخل الأراضي الأفغانية على بعد نحو كيلومتر واحد عن النقطة الحدودية، لكن الجنود الإيرانيين أطلقوا النار عليهم".

وأضاف "لم يُصب أي من المزارعين أو السكان المحليين بأذى".

وقال شهود عيان محليون إن آلية عسكرية إيرانية مهجورة بقيت في موقع الاشتباك ضمن الأراضي الأفغانية.

وكانت القوات الإيرانية قد هاجمت قبل نحو عام الأفغان العاملين على قناة جودار عبد الرحمن التابعة لسد كمال خان بأسلحة ثقيلة وخفيفة، ولكن نجحت القوات الأفغانية في صد الهجوم.

التعرض لسبل عيش المزارعين

وأدت الهجمات العشوائية على العمال والمزارعين الأفغان على طول قناة سد كمال خان والتي شنها الجيش الإيراني خلال السنوات الأخيرة، إلى عرقلة نمو الإنتاج الزراعي في المناطق الحدودية.

وأشار مزارعون في منطقة كانغ إلى أنهم عاجزون عن العمل في حقولهم وريها في الوقت المناسب بسبب تهديدات القوات الإيرانية. وقالوا إن هذه التهديدات أضرت بإنتاجية قطاع الزراعة في المنطقة.

وفي هذا الإطار، أكد المزارع عبد الحميد في منطقة كانغ، أن القوات الإيرانية تعبر الحدود وتهدد المزارعين الأفغان بوقف أعمالهم الزراعية.

وأضاف "لدي قطعة أرض زراعية بالقرب من قناة سيخسار وأزرعها كل عام، لكن القوات الإيرانية تهاجمنا تحت ذريعة أنه لا يحق لنا استخدام مياه القناة".

وتابع حميد أن إيران لطالما أظهرت مطامع جشعة تجاه سد كمال خان ومنعت دوما المزارعين الأفغان من زرع أراضيهم في محاولة لعرقلة نمو قطاع الزراعة.

وذكر أن "موسم ري أراضينا قد بدأ، ولكن بسبب معارضة الجنود الإيرانيين... ستذهب كل الجهود التي بذلناها [في الزراعة] خلال العام الماضي سدى".

ومن جانبه، قال غلام فاروق وهو أيضا مزارع من منطقة كانغ، إن توغل الجيش الإيراني في الأراضي الأفغانية يجب أن يتوقف، وينبغي عدم السماح له بمنع المزارعين الأفغان من زراعة محاصيلهم.

ولفت إلى أنه "في كل عام، عندما نريد زراعة أراضينا الزراعية حول قناة سيخسار، تخلق قوات الحدود الإيرانية عقبات ولا تسمح لنا باستخدام المياه من القناة".

وأكد فاروق على ضرورة أن تتفاوض حكومتا إيران وأفغانستان حول القضايا المتعلقة بحقوق المياه، مضيفا أنه لا ينبغي على الإيرانيين معاقبة المزارعين الأفغان.

وأردف أن "المزارعين الأفغان الفقراء الذين يكافحون كثيرا لكسب لقمة العيش لأطفالهم، لا يستطيعون حل مشاكل المياه بين البلدين الجارين".

’جار سيء‘

ومع امتلاء سد كمال خان مؤخرا وتمكن أفغانستان من التحكم بشكل أفضل في تدفق المياه من نهر هلمند ومنع تدفق المياه المجانية إلى إيران، صعدت الحكومة الإيرانية من سوء معاملتها للاجئين الأفغان لديها.

وفي أواخر كانون الثاني/يناير، هاجم مئات المتظاهرين الإيرانيين السائقين الأفغان ودمروا العديد من سياراتهم التي تحمل بضائع تجارية انتقاما لوقف تدفق المياه من سد كمال خان.

وفي هذا السياق، قال الناشط في المجتمع المدني عبد الحميد وطندست وهو من زارانج عاصمة نيمروز، إن إيران كانت دوما ودون أدنى شك جارا سيئا للشعب الأفغاني.

وأشار إلى أن "النظام الإيراني لا يريد الازدهار والتنمية لأفغانستان، وبالتالي تراه يستخدم كل الوسائل... لتدمير بلدنا".

وقال "لطالما كانت إيران معادية ورافضة لبناء سد خان كمال لأنه يلعب دورا أساسيا في تعزيز المنتجات الزراعية ويوفر فرص عمل للمزارعين".

وشدد وطندست على أن مطالب طهران التي تتجاوز حقوقها المائية غير عادلة، وأن مساعيها لتدمير أفغانستان عمل غير إنساني.

وذكر أحد سكان زارانج، عبد الظاهر عمري، أن إيران وباعتبارها جارة لأفغانستان، لم تقدم منذ عقود على فعل أي شيء إيجابي تجاه البلاد ولم تجلب للشعب الأفغاني سوى الدمار والبؤس.

وأشار إلى أن الحكومة الإيرانية قامت ببناء عدة محطات لتوليد الطاقة الكهرومائية على جانبها من الحدود، الأمر الذي أعاق تدفق المياه إلى جيرانها، لكنها في الوقت نفسه عارضت بناء سد كمال خان وهو حق للأفغان.

وأكد أن "النظام الإيراني يواصل تخريب جهودنا في بناء السد"، مضيفا أن "إيران خططت لمحاولات عدة لتدميره هو ومحطات أخرى للطاقة الكهرومائية في المنطقة الغربية".

وأضاف "اعتقد أن إيران لن توقف ابدا عداءها لأفغانستان".

وختم عمري قائلا إن "عدوان الجيش الإيراني في منطقة كانغ يجب أن يتوقف في أسرع وقت ممكن حتى يتمكن المزارعون من القيام بأعمالهم الزراعية دون أي مشاكل".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500