عدالة

نشر عناصر الميليشيات العراقية الموالية لإيران في اليمن يهدد عملية السلام

نبيل عبد الله التميمي

أنصار الحوثيين في اليمن يرفعون أسلحتهم وهم يرددون شعارات أثناء تظاهرة في صنعاء يوم 18 كانون الثاني/يناير 2021. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

أنصار الحوثيين في اليمن يرفعون أسلحتهم وهم يرددون شعارات أثناء تظاهرة في صنعاء يوم 18 كانون الثاني/يناير 2021. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن -- قال محللون إن التقارير حول خطط الحرس الثوري الإيراني لإرسال عدد كبير من المقاتلين من أذرعه العراقية إلى اليمن، أثارت مخاوف من أن يؤدي ذلك إن كان صحيحا إلى تحويل الحرب اليمنية إلى حرب إقليمية.

وأكدوا أن مثل هذا التحرك سيهدد أي مسارات لإحلال السلام في اليمن.

ففي تقرير بتاريخ 17 شباط/فبراير، كشفت صحيفة إنتليجنس أونلاين أن الحرس الثوري يستعد لإرسال قوة كبيرة من عناصر ‎ الميليشيات العراقية الموالية لإيران لدعم الحوثيين في اليمن.

وقالت الصحيفة إن القوة ستضم مقاتلين من كتائب عصائب أهل الحق وحركة النجباء، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي إثر خسائر ضخمة تكبدها الحوثيون في معارك شبوة ومأرب.

إيراني يحمل صورة لزعيم البلاد آية الله علي خامنئي أثناء مسيرة نظمت دعما للحوثيين في اليمن، وذلك عقب صلاة الجمعة في طهران، يوم 28 كانون الثاني/يناير. [وكالة الصحافة الفرنسية]

إيراني يحمل صورة لزعيم البلاد آية الله علي خامنئي أثناء مسيرة نظمت دعما للحوثيين في اليمن، وذلك عقب صلاة الجمعة في طهران، يوم 28 كانون الثاني/يناير. [وكالة الصحافة الفرنسية]

ونقل الصحافي أحمد زيدان عن تقرير الصحيفة في حسابه على تويتر يوم الجمعة 18 شباط/فبراير، أن الزيارات المتكررة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري ‎إسماعيل قاآني إلى‎ بغداد ركزت على عقد لقاءات مع الميليشيات.

وأضاف أن القيادي البارز في حزب الله اللبناني، محمد الكوثراني، شارك في هذه اللقاءات.

والكوثراني هو أبرز قائد عسكري لحزب الله اللبناني في العراق، ويعتبر أقوى عنصر لإيران في العراق ولبنان. ويبدو أنه اختفى بعد الإعلان عن مكافأة بقيمة 10 مليون دولار أميركي مقابل معلومات عنه.

ووصل قاآني إلى بغداد يوم الثلاثاء، 15 آذار/مارس في زيارة غير معلنة، بعد يومين من تبني الحرس الثوري الإيراني المسؤولية عن هجمات بالصواريخ البالستية على أربيل في المنطقة الكردية بالعراق، حسبما أوردت صحيفة الشرق الأوسط.

تهديد لعملية السلام

وقال مدير مركز أبعاد للدراسات والأبحاث، عبد السلام محمد، إنه إذا حصل بالفعل نشر قوات من الحرس الثوري ومن ميليشياته العراقية في اليمن فإن ذلك سيعقد الأمور على مستوى توسيع دائرة الحرب لتصبح إقليمية ويهدد مسارات السلام.

وأضاف في حديث للمشارق أن إرسال عناصر ميليشيات عراقية لدعم الحوثيين سيخلق تدخلا دوليا جديدا في الحرب اليمنية، مع احتمال أن يؤدي ذلك إلى تصاعد حدة القتال كثيرا.

وأكد محمد أن إرسال الحرس لمقاتلين من ميليشياته إلى اليمن "يعد تدخلا إيرانيا مباشرا، وهذا سيجعل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي تغير مواقفها من السلام في اليمن".

من جانبه، قال المحلل السياسي، وضاح اليمن عبد القادر، إن نية الحرس الثوري الإيراني نشر مقاتلين جدد في اليمن "أمر غير مستبعد".

وأضاف أنه سبق بالفعل الكشف عن وجود مقاتلين إيرانيين ولبنانيين من حزب الله في اليمن بين الحوثيين.

وأوضح أن هناك سببان رئيسان لنشر إيران لمقاتلين إلى اليمن.

الأول هو أن الحوثيين يعانون بشكل كبير من نقص في عدد المقاتلين والخبرات العسكرية، خصوصا بعد فقدان عدد كبير من قياداتهم.

والثاني هو إدراك الحوثيين أن المعركة باتت معركة كسر عظم وتقويض لامتدادهم، وذلك بعد تدخل قوات العمالقة الجنوبية التي تدربها الإمارات وتحرير مديريات شبوة التي كان الحوثيون يسيطرون عليها في السابق.

الحوثيون 'ورقة' إيرانية

وتابع عبد القادر أن الحوثيين تكبدوا خسائر فادحة في مديرية حريب ومناطق أخرى من محافظة مأرب، وأيضا في المعارك التي دخلت على خط محافظة البيضاء.

وأضاف أن هذه "الخسائر سببت إرباكا كبيرا في صفوف الجماعة"، مبينا أن ضغط المعارك في حرض وميدي وصعدة قد شتت قدرات الجماعة التي تدعمها إيران.

ورأى عبد القادر أن إعلان ألوية الوعد الحق العراقية وداعميها المسؤولية عن قصف أبو ظبي بالمسيرات مؤخرا، هو على ما يبدو "محاولة لتشتيت جهود التحالف العربي وفك الضغط عن ميليشيا الحوثي".

بدوره، قال المحلل السياسي فيصل أحمد إن خطة إيران لإرسال عناصر ميليشيات عراقية إلى اليمن، يؤكد أنها تعتبر الحوثيين ورقة يمكن أن تلعب بها في سعيها للمضي قدما بأجندتها الإقليمية.

وأضاف أن هذا الأمر يشير إلى أهمية معركة اليمن لدى إيران "وإلى حجم التوغل الإيراني في دول عديدة في المنطقة، منها اليمن والعراق ولبنان وسوريا، ما يجعل دول المنطقة في خطر".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500