قال محللون إن الحرس الثوري الإيراني يسيطر بشكل كامل على ميليشيا كتائب حزب الله العراقية رغم تبعيتها العراقية، مثلما يتضح من أعمال هذه الميليشيا في سوريا حيث يتم التلاعب بها كقطعة شطرنج.
وقال الخبير في شؤون الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني، شيار تركو، إنه بات معلوما أن الحرس الثوري الإيراني يسيطر على ميليشيا كتائب حزب الله مثلما يسيطر على بقية أذرع إيران في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن هذه الميليشيات هي مجرد بيادق تحركها طهران مباشرة، بغض النظر عن مصدرتمويلها أو الدول التي ينتشرون فيها.
وأوضح أنه في حالة كتائب حزب الله العراقي، من المفروض أنها "فصيل عسكري عراقي صرف تم إنشاؤه لمواجهة الإرهاب بتمويل من الخزانة العراقية".
وتابع "مع ذلك، فإن هذه الميليشيا نفذت العديد من العمليات العسكرية بشكل لا يخدم إلا المصالح الإيرانية فقط"، وعلى نحو أضر بالعراق.
وذكر أن "إيران تستغل مرة أخرى أموال وخيرات شعوب المنطقة لتمويل مخططاتها والأذرع التابعة لها دون أي حساب لحاجة هذه الشعوب للأموال لإعادة بناء ما تهدم".
هذا وتعاني الكثير من المناطق العراقية من الإهمال بسبب الحروب المستمرة.
وأشار تركو إلى أنه على الرغم من عدم موافقة القيادة السياسية العراقية على عمليات كتائب حزب الله، إلا أن هذا الفصيل يواصل عملياته في سوريا وأنشطته المريبة في العراق.
يذكر أن معظم تركيز الميليشيات التي تدعمها إيران، بما فيها كتائب حزب الله، كان منصبا على تعزيز ودعم تواجدها في مناطق ذات أهمية استراتيجية، لا سيما حول مدينة القائم الحدودية في محافظة الأنبار التي تمثل معبرا رئيسا مع سوريا.
وتعد المنطقة الحدودية جزءا رئيسا في الطريق التي تستخدمها تلك الفصائل لنقل المقاتلين والأسلحة وحتى السلع الاستهلاكية بين العراق وسوريا.
منتشرة بذرائع كاذبة
بدوره، قال الناشط من دير الزور جميل العبد، إنه "أصبح لدى كتائب حزب الله العراقية العديد من المراكز في سوريا وتنتشر في نقاط عدة بدءا من الحدود العراقية وصولا إلى دير الزور".
وأضاف أن الميليشيا كانت ظاهريا موجودة هناك لحماية الحدود العراقية من الهجمات الإرهابية والقيام بعمليات استباقية في الداخل السوري، "لكن منذ فترة، بدأ هذا التنظيم بتنفيذ هجمات عسكرية ضد قوات التحالف الدولي".
وذكر أن وجودها في سوريا قوض أكثر الوضع الأمني الهش، كما أن اشتباكاتها مع عدة فصائل منتشرة في المنطقة "تسببت في المزيد من تدهور الأوضاع".
وأكد العبد أن التنسيق بين حزب الله اللبناني وكتائب حزب الله العراقية يظهر واضحا للعيان من خلال انتشارهما المشترك واقتسام مناطق النفوذ بينهما.
وأعطى مثالا على ذلك رصد ترأس مسؤولين من حزب الله اللبناني دوريات للكتائب العراقية.
بدوره، قال الباحث المتخصص بالشأن الإيراني في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية فتحي السيد، إن الميليشيات العراقية تتبع مباشرة أوامر ضباط الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف أن الجميع يدرك هذه الصلة الهرمية، ما يعني أنه وقوف إيران وراء أعمال الميليشيات في كل من العراق وسوريا أمر لا يخفى على أحد.
ووفقا للسيد، فإن انفضاح أمر كهذا أضر بإيران وأضعف موقفها وهي في تخوض مباحثات في فيينا تهدف إلى العودة للاتفاق النووي لعام 2015 الذي يعرف باسم خطة العمل المشتركة الشاملة، واحتمال رفع العقوبات عنها.
لكن ميليشيا كتائب حزب الله ليست مشكلة إيران الوحيدة، إذ أن غزو روسيا لأوكرانيا سيكون له دون أدنى شك تأثير في سوريا حيث تقاتل كل من روسيا وإيران دعما لنظام الرئيس بشار الأسد.
وأشار السيد إلى أن هذا التعقيد لن يساعد إيران، لأن "الغضب العالمي من روسيا أحبط اللعبة الإيرانية بشكل تام بل وأضعف موقفها".