بيروت -- أكد سياسيون ومراقبون أن فساد حزب الله داخل لبنان وفي تعاملاته مع الخارج، هو المسؤول عن انهيار لبنان الاقتصادي.
ورأوا أن تبعية الحزب لداعمته الرئيسة إيران تسببت بفرض عقوبات أميركية على قادته، وأن الشعب اللبناني يدفع ثمنها.
ووفق تقرير للأمم المتحدة صدر في أيلول/سبتمبر 2021، فإن ما يقرب من 75 في المائة من الشعب اللبناني غارقون في الفقر، و82 في المائة يعيشون في "فقر متعدد الأبعاد" يأخذ في الاعتبار الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والخدمات.
وفي هذا الإطار، قال الكاتب والناشط السياسي بشارة خيرالله إنه "تحتّم على الشعب اللبناني برمته دفع ثمن" كسر حزب الله للقانون على المستوى الوطني والدولي.
وأضاف أن اعتراف أمين عام الحزب حسن نصر الله بأن طعام الحزب وماله وسلاحه يأتي من إيران وأن ولائه للنظام الإيراني، قد "وضع لبنان في دائرة العقوبات الأميركية".
وذكر أن هذا الموقف وضع لبنان أيضا في حالة عداء مع الدول الخليجية وباقي دول العالم العربي.
ولفت إلى أنه "بحجة 'المقاومة' وتأمين طريقه من لبنان إلى إيران مرورا بسوريا فالعراق، عمد حزب الله إلى تشريع المعابر غير الشرعية سامحا للتهريب بالازدهار".
وتابع أن أفعال الحزب "غطت أيضا معابر غير شرعية والتهريب لفرقاء آخرين، ما ساهم بشكل كبير بانهيار الاقتصاد اللبناني".
وفي نيسان/أبريل الماضي، اعترف الشيخ صادق النابلسي، وهو رجل دين مقرب من حزب الله، بأن التهريب جزء لا يتجزأ من عمل الحزب.
مصالح إيران تأتي أولا
وأكد خير الله أن سلاح حزب الله "رمز هذا الفساد في لبنان".
"والجديد بالنسبة للحزب هو تهديد المرشحين الشيعة المعارضين له بمناطق نفوذه، ومنعهم من تنظيم حملاتهم الانتخابية".
وأوضح خير الله أن المرشحين المنافسين تعرضوا للضرب والرشق بقنابل المولوتوف واتهموا بالكفر وبأنهم من أتباع السفارات، كما حرقت سياراتهم.
واستدرك أن ممارسات حزب الله العنيفة "يمكن أن تدفع المرشحين السياسيين لعدم الترشح، وتبث الخوف لدى الناخبين الشيعة المعارضين له".
بدوره، قال مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات، حسان قطب، إن آخر فضائح فساد حزب الله هي الشهادات المزورة التي أصدرتها الجامعة الإسلامية التي يشرف عليها المجلس الشيعي الأعلى.
وأضاف أن الحزب "يخضع بالكامل لتوجيهات الحرس الثوري الإيراني".
وأكد أن الحزب ينفذ تعليمات إيران وأنه يضع مصالح النظام الإيراني قبل مصلحة الدولة والشعب اللبناني، حتى وسط التراجع الكبير في تمويله من إيران جزئيا بسبب العقوبات الأميركية على طهران.
وأوضح أن حزب الله يعوّض النقص في التمويل الإيراني عبر إمساكه بالمعابر الحدودية والمطار وصناعة المخدرات وتصديرها.
حزب الله لا يهتم بلبنان
من جانبه، رأى الأستاذ الجامعي والكاتب السياسي هاني صافي أن حزب الله "مرتبط عضويا بإيران، وهو جزء من مشروعها الكبير ومن منظومتها".
وأضاف أنه "ذراع إيران العسكري والسياسي في لبنان والمنطقة، ويمارس إرهابه وفساده في كل الدول ضمن الاستراتيجية الإيرانية الكبرى بمواجهة النفوذ الأميركي-الأوروبي والسني بالمنطقة".
وأكد أن "حزب الله سبب الانهيار الاقتصادي وفقر الشعب، ويأخذ لبنان للمواجهة مع الدول العربية والخليجية".
وأوضح أن عددا كبيرا من اللبنانيين يرتزقون من دول الخليج، وفي الداخل اللبناني، فإن موقف الحزب أشاع أجواء سياسية وأمنية تطرد الاستثمارات العربية والدولية.
وتابع أن "حزب الله وضع لبنان في صلب المواجهة بدءا من طريق المطار المزروعة بصور قادة إيران وحزبه".
ولفت صافي إلى أن حزب الله " لم ولن يبادر لرفع العقوبات الدولية عنه"، بل أنه يذهب بالمواجهة مع القوى العالمية للنهاية.
وأشار إلى أنه "طالما أن إيران تواجه النظام العالمي، لن يُهم حزب الله استقرار لبنان وازدهاره".
ورأى أن فساد حزب الله الأكبر هو "في تغطية فساد حلفائه ليمارس عمليات التهريب على أنواعها، بما فيها تهريب حبوب الكبتاغون المخدرة" عبر معابر لبنان برا وبحر وجوا.
وقال إن حزب الله لا يخالف القانون فقط بل أيضا يحرم الخزينة اللبنانية من الرسوم الجمركية التي تحتاجها الدولة.
واستدرك أنه يستخدم مكاسبه الحرام في تمويل بيئته المقربة، فيما تترنح البيئات الأخرى في لبنان على شفا الإفلاس.