إقتصاد

أزمة خبز وشيكة في لبنان مع انقطاع واردات القمح الأوكرانية جراء الحرب

نهاد طوباليان

رجل يحمل أكياسا من الخبز في أحد الأفران بلبنان الذي يشهد نقصا في القمح نتيجة غزو روسيا لأوكرانيا. [نهاد طوباليان/المشارق]

رجل يحمل أكياسا من الخبز في أحد الأفران بلبنان الذي يشهد نقصا في القمح نتيجة غزو روسيا لأوكرانيا. [نهاد طوباليان/المشارق]

بيروت -- قال زبائن في أحد أفران جبل لبنان للمشارق إنهم مدركون تماما لتداعيات الاعتداء الروسي على أوكرانيا، كونه سيؤثر على استيراد القمح وسيؤدي إلى زيادة أسعار الخبز وسيحد من توفره.

وقد غزت روسيا جارتها أوكرانيا في 24 شباط/فبراير.

وقالت ميرنا الملاح وهي من زبائن فرن بانينو بمزرعة يشوع، "وكأنه لا ينقصنا مصائب لنجد أنفسنا نحمل همّ إمكانية انقطاع القمح والطحين والخبز".

وأضافت "على قدر ما أن الحرب على أوكرانيا صعبة وموجعة لشعبها، بقدر ما هي موجعة لنا كلبنانيين، لأنه تبين لنا أننا نسد جوعنا بزمن أزماتنا المالية والاقتصادية بالقمح الأوكراني".

الرفوف شبه فارغة من الخبز في سوبرماركت شمال بيروت. [نهاد طوباليان/المشارق]

الرفوف شبه فارغة من الخبز في سوبرماركت شمال بيروت. [نهاد طوباليان/المشارق]

إهراءات القمح في مرفأ بيروت تظهر إلى اليسار، وقد دمرت في انفجار 4 آب/أغسطس 2020. [نهاد طوباليان/المشارق]

إهراءات القمح في مرفأ بيروت تظهر إلى اليسار، وقد دمرت في انفجار 4 آب/أغسطس 2020. [نهاد طوباليان/المشارق]

وتابعت "إننا فعلا مهددون بما تبقى لنا من لقمة عيش".

يوم حصول الغزو الروسي، أصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بيانا دانت فيه هجوم روسيا، وانضمت بذلك إلى مجموعة من الحكومات التي تعهدت بمعاقبة موسكو سياسيا واقتصاديا على خلفية حربها.

ولكن نواب حزب الله رفضوا البيان، متبعين نهجا مواليا لروسيا يعتمده النظام الإيراني.

وبعد فترة قصيرة من غزو روسيا لأوكرانيا، أبدى وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام خشيته من تداعيات الحرب الأوكرانية، لافتا إلى أن لبنان يستورد نحو 60 بالمائة من احتياجاته من القمح والحبوب والزيت النباتي من أوكرانيا.

وقال إنه للتعويض عن أي نقص محتمل، "يسعى [لبنان] لعقد اتفاقات استيراد القمح من دول مختلفة"، ويتواصل مع الولايات المتحدة وكندا وفرنسا والهند بهذا الخصوص.

وأضاف أنه لتلبية احتياجات الشعب، يحتاج لبنان إلى "ما بين 40 ألف و50 ألف طن من القمح شهريا".

وعبّر سلام عن مخاوفه من ارتفاع سعر طن القمح بنسبة تتراوح بين 30 و40 بالمائة، مع ارتفاع الكلفة للطن الواحد من 360 إلى 400 دولار حاليا، إلى نحو 500 دولار.

احتياطي القمح

وأكد مدير عام الحبوب والشمندر السكري بوزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية جرجس برباري أن احتياطي القمح في لبنان "يكفي لشهر ونصف".

وأوضح للمشارق "ننتظر وصول شحنتين من أوكرانيا وتأخر وصولهما بسبب الحرب".

وأضاف "لا خوف من نقص بالمخزون، إنما من ارتفاع الأسعار العالمية وتأثيرها على لبنان"، لافتا إلى أن لبنان يعاني أصلا من أزمة اقتصادية.

وتابع أن لبنان كان يستورد "ثلثي حاجته من القمح من أوكرانيا وثلثها من روسيا ورومانيا وكازخستان".

وكان القمح يخزن في إهراءات بمرفأ بيروت لفترة تصل إلى 5 أشهر، "ولكن منذ انفجار المرفأ [في آب/أغسطس 2020] يستورد لبنان كل 15 يوما بواخر متوسطة الحجم لعدم وجود مستودعات كبيرة للتخزين"، على حد قوله.

الأمن الغذائي

وبدوره، قال الخبير الاقتصادي أنطوان فرح إن لبنان يستورد أكثر من 400 ألف طن من القمح من أوكرانيا كل عام، وهو ما يتطلب إيجاد بديل بكلفة معقولة.

وأضاف أنه في حال لم يحصل ذلك، قد يضطر لبنان لدفع مبالغ إضافية ستزيد من الضغط المالي عليه، لافتا إلى أن القمح مدعوم من المصرف المركزي.

وتابع "لا إمكانية للبنان لتخزين احتياطي القمح جراء تصدع إهراءات القمح بالمرفأ، ما يعني بقاء لبنان عرضة لارتفاع الأسعار المحتملة".

وأشار إلى أن الأمن الغذائي تأثر أيضا بالتضخم العالمي لأسعار السلع الغذائية التي ارتفعت أسعارها بسبب جائحة كورونا، وجراء التضخم المرجح أن يزداد نتيجة الحرب في أوكرانيا.

وذكر فرح أنه في هذه الأثناء، "سيؤدي [ارتفاع اسعار النفط] إلى ارتفاع كلفة كل أنواع الشحن وإلى ارتفاع إضافي بأسعار السلع والمواد الغذائية" في لبنان، وغالبيتها مستوردة.

وقال إنه باختصار، تعد "تداعيات الحرب الأوكرانية كارثية على اللبنانيين".

خفض ساعات عمل الأفران

ومن جهته، قال مدير أفران بانينو ماريو طوبيا للمشارق إن التهافت على شراء الخبز "ناتج عن خوف الناس من انقطاعه وخوفهم مبرر لأن الطحين للخبز [العربي] غير متوفر بكميات كبيرة".

وتابع "لليوم لم تتضح الصورة لجهة إمكانية استيراد القمح من بلد آخر"، مضيفا أن مشكلة نقص القمح والطحين كانت قائمة قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا.

ولفت طوبيا إلى أنه بسبب نقص الطحين، أجبر الفرن على خفض ساعات العمل من 24 ساعة لـ 12 ساعة يوميا.

وأوضح "كنا نستهلك يوميا ٤ أطنان من الطحين ونوزع إنتاجنا على كل محال المتن الشمالي من انطلياس وصولا إلى بعبدات".

وختم قائلا "قد نضطر للتوقف عن تسليم منتجاتنا بالأيام المقبلة للمحال كما للزبائن بحال لم نتسلم الطحين".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500