واشنطن -- وصف الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الثلاثاء 1 آذار/مارس، نظيره الروسي بـ "ديكتاتور" يواجه عزلة اقتصادية ودبلوماسية حادة جراء غزوه لدولة أوكرانيا المجاورة، وحذر أن العالم هو في "معركة" بين الديمقراطية والاستبداد.
ولدى إلقاء خطابه الأول عن حالة الاتحاد في جلسة مشتركة للكونغرس مشيدا بـ "جدار القوة" الأوكراني الذي بقي صامدا في وجه الغزاة الروس، وجه بايدن لبوتين انتقادات لاذعة.
وقال بايدن إن "الديكتاتور الروسي الذي يغزو دولة أجنبية سيدفع الثمن في جميع أنحاء العالم".
وأضاف "في المعركة بين الديمقراطية والاستبداد، تبرز الأنظمة الديمقراطية في هذه المرحلة التاريخية ويختار العالم فعليا جانب السلم والأمن".
يُذكر أن المجتمع الدولي أطلق، بقيادة خطوات جديدة صارمة عن واشنطن، معركة اقتصادية حادة مع روسيا، وفرض سلسلة عقوبات تهدد بتقويض الاقتصاد الروسي.
ومستهدفا بكلامه القلة الروسية و"الزعماء الفاسدين" الذين بحسب بايدن سرقوا مليارات الدولارات في ظل حكم نظام بوتين، حذر الرئيس الأميركي من أن الغرب "سيصادر يخوتهم وشققهم الفخمة وطائراتهم الخاصة".
وأكد بايدن أمام الحضور الذي صفق له "سنستهدف مكاسبكم غير المشروعة".
وأعلن حظرا لكل الطائرات الروسية في المجال الجوي الأميركي، مضيفا بذلك الولايات المتحدة إلى قائمة تشمل كندا ومجموعة من الدول الأوروبية التي أقفلت مجالها الجوي أمام الطيران الروسي، بما في ذلك طائرات الركاب والشحن، ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال إن بوتين أساء بشدة تقدير الرد القوي الذي كان سيلقاه غزوه هذا من دول الغرب، وهو عرّض بذلك اقتصاد روسيا لعقوبات "موجعة".
وأضاف أن "حرب بوتين كانت متعمدة، ولا مبرر لها إطلاقا".
وتابع أنه "رفض الجهود المتكررة على الصعيد الدبلوماسي. اعتقد أن الغرب وحلف الناتو لن يردا. اعتقد أنه يستطيع زرع الفتنة في داخل أراضينا واعتقد أيضا أنه يستطيع ذلك في أوروبا".
وقال "لكن بوتين كان على خطأ. إننا جاهزون ومتحدون".
جدار أوكراني
وفي هذا السياق، أشاد بايدن بشكل خاص بالأوكرانيين الذين يواجهون الروس رغم تعرضهم لهجوم عسكري واسع.
وأشار إلى أن بوتين "اعتقد أنه يستطيع اجتياح أوكرانيا مع تقبل العالم ذلك. عوضا عن ذلك، واجه جدار قوة لم يتوقعه أو يتصوره يوما. واجه الشعب الأوكراني".
ووقف المشرعون الأميركيون مصفقين تقديرًا لأوكرانيا، والتفتوا إلى سفيرة البلاد لدى واشنطن أوكسانا ماركاروفا.
وقال بايدن "فلنرسل جميعنا هذه الليلة من هذا المجلس إشارة واضحة تماما لأوكرانيا والعالم. قفوا إذا استطعتم ذلك، وأظهروا أن الولايات المتحدة الأميركية تقف فعلا إلى جانب الشعب الأوكراني".
ومن جانبها، امتلأت عينا ماركاروفا بالدموع، وحاولت تمالك نفسها فيما كان أعضاء المجلس يصفقون ويهتفون بصوت واحد.
نعم، مرة أخرى رفعت المقاومة المثيرة للإعجاب للشعب الأوكراني القيم الإنسانية فوق قيم المال والربح ورأس المال. فقيمة المرء لا تقاس بمقدار المال أو التواطؤ أو الفساد، بل تقاس بمقاومته للقوة والقمع، وبقيم أخرى مثل التضحية والنضال والمقاومة من أجل الحرية. يلزم أن تختفي الأنظمة الديكتاتورية. يلزم إلحاق الهزيمة بالنظام الديني الإيراني وإخراجه من المشهد العام. يلزم أن تلتزم روسيا بالديمقراطية.
الرد1 تعليق