سياسة

الاعتداء الروسي على أوكرانيا يتسبب بفرار الإيرانيين والعرب

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

لاجئون من أوكرانيا عند المعبر الحدودي في ميديكا شرقي بولندا في 28 شباط/فبراير. وقد فر أكثر من نصف مليون شخص من أوكرانيا منذ غزو موسكو واسع النطاق للبلاد في 24 شباط/فبراير. [روجتك رادونسكي/وكالة الصحافة الفرنسية]

لاجئون من أوكرانيا عند المعبر الحدودي في ميديكا شرقي بولندا في 28 شباط/فبراير. وقد فر أكثر من نصف مليون شخص من أوكرانيا منذ غزو موسكو واسع النطاق للبلاد في 24 شباط/فبراير. [روجتك رادونسكي/وكالة الصحافة الفرنسية]

وسط الغزو الروسي المتواصل لأوكرانيا وإغلاق المجال الجوي الأوكراني أمام حركة الملاحة المدنية، يجبر اللاجئون على الفرار بطرق مروعة من ساحات القتال على متن رحلات للإعادة إلى الوطن في البلدان المجاورة.

وينحدر العديد ممن يسعون للهروب من الهجوم الروسي من الشرق الأوسط، وبينهم عدد غير محدد من الإيرانيين.

وأعلنت وسائل الإعلام الإيرانية يوم الثلاثاء، 1 آذار/مارس، عن هبوط أول طائرة قادمة من بولندا في طهران، وعلى متنها إيرانيون هاربون من أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إن "غالبية الإيرانيين الذين اختاروا مغادرة أوكرانيا تم إجلاؤهم من قبل إيران وهناك عدد قليل ينوي المغادرة أيضا ولم تتمكن إيران بعد من إجلائهم".

ولكنه لم يقدم أرقاما أو تفاصيل إضافية.

ولفت مراقبون إلى أن إيران قللت من أهمية عملية إجلاء مواطنيها من أوكرانيا، ذلك أن روسيا هي أحد حلفائها وداعميها القلائل والأساسيين.

وتدخلت كل من روسيا وإيران في سوريا دعما لنظام بشار الأسد، مع أنه بدأت تظهر خلافات بينهما نتيجة أجنداتهما المختلفة وسعيهما وراء السلطة والموارد.

إجلاء الطلاب العرب

هذا ويرتاد أكثر من 12 ألف طالب عربي الجامعات في أوكرانيا.

ومن بين الدول العربية، للمغرب أكبر عدد من الطلاب في أوكرانيا ويبلغ عددهم نحو 8000 طالب، تليها مصر مع أكثر من 3000 طالب يرتادون الجامعات الأوكرانية.

وقد وصل أكثر من 1200 طالب مصري إلى بولندا، كما وصل 250 غيرهم إلى رومانيا قادمين من أوكرانيا، حسبما ذكر موقع الأهرام أونلاين المصري يوم الاثنين.

وكان نحو 6000 مواطن مصري يقيمون في أوكرانيا قبل عملية الغزو بما في ذلك الطلاب، حسبما ذكر الموقع.

وفي هذا السياق، قالت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج نبيلة مكرم إن الطلاب المصريين المقيمين في مدن غربي أوكرانيا يسهل عليهم أكثر التوجه إلى رومانيا وبولندا والمجر، مقارنة بالطلاب المتواجدين في المدن الشرقية.

فتتعرض مدينة خاركيف المعروفة بجامعاتها لهجوم عنيف. وقد استُهدفت ساحتها ومقرها الإداري المحلي بقصف روسي يوم الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 مدنيين وإصابة الكثير غيرهم.

وأشارت مكرم إلى أن الوزارة لم تسجل أية حالات وفاة في صفوف الطلاب المصريين، ولكنها أضافت أن مواطنا مصريا متزوجا من سيدة أوكرانية قد أصيب بإطلاق نار.

وبحسب علي شريم رئيس الجالية اللبنانية في أوكرانيا، كان 1300 طالب لبناني يدرسون في البلاد قبل حصول الغزو الروسي، وفق ما نقله موقع نهار نت اللبناني.

وقال إن نصف هذا العدد تمكن من الفرار بطرقه الخاصة، في حين لا يزال الآخرون عالقين.

فرار المواطنين العرب من أوكرانيا

وبدورها، ذكرت وزارة الخارجية الأردنية يوم الاثنين أن فريق عمل السفارة قام بتسهيل عمليات العبور والدخول لـ 310 أردنيا عند المعابر الحدودية بين أوكرانيا والدول المجاورة، حسبما ذكرت صحيفة جوردان تايمز.

وعبر الأردنيون إلى رومانيا وبولندا وسلوفاكيا والمجر ومولدوفا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية بترا.

وذكرت الوزارة أن إجمالي 19 أردنيا وصلوا إلى ديارهم حتى اليوم، بعد أن عبروا من أوكرانيا إلى بودابست وبوخارست.

وأوضحت الوزارة أنها تواصل تتبع أحوال الأردنيين في أوكرانيا وتأمين كل أشكال المساعدة والدعم لهم لضمان سلامتهم وتسهيل عودتهم إلى المملكة.

وفي مؤتمر صحافي عقد يوم الأحد، قالت السفارة الأوكرانية في القاهرة إنها تنسق مع السفارة المصرية في كييف بشأن عودة المواطنين المصريين.

ويوم السبت، ذكرت مكرم أن مجموعة مؤلفة من ألف مغترب مصري كانت في طريقها إلى بوخارست، في حين وصلت مجموعة أخرى مؤلفة من 80 شخصا إلى الحدود الأوكرانية-البولندية.

وأشارت السفارة المصرية في كييف يوم الجمعة إلى أن المواطنين المصريين في مدينة أوديسا جنوبي أوكرانيا يستطيعون العودة إلى مصر عبر رومانيا، في حين يتوجب على من هم في المدن الغربية التوجه إلى الحدود البولندية.

ولكن السفارة طلبت من المواطنين المتواجدين في كييف ومدن شرقية أخرى البقاء في المنازل أو في الملاجئ في الوقت الراهن.

ويوم الاثنين، ذكر لبنان أنه سيغطي تكاليف إجلاء المواطنين اللبنانيين العالقين في أوكرانيا، حسبما ذكر موقع نهار نت.

وقال الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة محمد خير إنه سيتم إرسال طائرات إلى دولة بولندا المجاورة بدءا من 4 آذار/مارس.

وعبّر خير عن فخره بالجالية اللبنانية في أوكرانيا.

وقال "اتصلت بهم ووجدت أنهم نظموا أنفسهم، وتمكن حتى البعض من الوصول إلى بولندا".

وبدوره، أوكل وزير الداخلية بسام المولوي إلى فريق متخصص مهمة إجلاء المواطنين اللبنانيين، وذلك بالتنسيق مع الصليب الأحمر في لبنان وأوكرانيا.

وذكر السفير اللبناني في أوكرانيا علي ضاهر أن 300 لبناني قد غادروا أوكرانيا بالفعل متوجهين إلى دول مجاورة.

وأشارت وكالة الأمم المتحدة للاجئين يوم الثلاثاء إلى أن أكثر من 660 ألف شخص فروا من أوكرانيا إلى دول مجاورة منذ بدء الغزو الروسي الأسبوع الماضي.

ويشمل ذلك مئات آلاف الأوكرانيين وغالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى رعايا من دول أخرى.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500