أبو ظبي -- تستثمر دولة الإمارات في الدرونات والروبوتات وغيرها من الأسلحة غير المأهولة في وقت أصبحت فيه الحرب التي تستخدم فيها الأنظمة ذاتية التشغيل أكثر انتشارا، بما في ذلك الهجمات التي استهدفت الدولة الخليجية وشنها الحوثيون في اليمن الذين تدعمهم إيران.
وعرضت طائرات مسيرة سوداء ضخمة تحمل شعار إيدج، وهي اتحاد الأسلحة الإماراتي، في معرض الأنظمة غير المأهولة (يوميكس) الذي أقيم هذا الأسبوع، إلى جانب رشاشات يتم التحكم فيها عن بعد وغيرها من الأسلحة 'الذكية'.
ويأتي المعرض في وقت تتزايد فيها الهجمات التي تستخدم فيها الأسلحة غير المأهولة حول المنطقة من قبل الحوثيين، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة عمال نفط في أبو ظبي، وهو أول هجوم في سلسلة من الحوادث المماثلة.
وأعادت الولايات المتحدة عقب هذه الهجماتتأكيد التزامها بأمن الإمارات والمنطقة واستقرارهما .
وقال مايلز تشامبرز مدير تطوير الأعمال الدولية في مجموعة إيدج لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "الأنظمة ذاتية التشغيل باتت أكثر انتشارا حول العالم".
وأضاف "نحن نستثمر بصورة كبيرة في تطوير قدراتنا من الأسلحة ذاتية التشغيل ... وأيضا في الحرب الإلكترونية وفي ذخائرنا الذكية. وتلك هي أركاننا الثلاثة".
وكانت مجموعة إيدج، وهي اتحاد دفاع يقع مقره في أبو ظبي ويضم 25 شركة إماراتية، قد تكونت منذ ثلاث سنوات لكنها باعت عام 2020 أسلحة تُقدر قيمتها بـ 4.8 مليار دولار أميركي، وذهبت كلها وتقريبا للحكومة الإماراتية.
ووفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، احتلت المجموعة عام 2020 المرتبة 23 بين أكبر 100 شركة من شركات إنتاج الأسلحة والخدمات العسكرية حول العالم.
يذكر أن الإمارات تشارك في التحالف الذي تقوده السعودية منذ العام 2015 لمحاربة الحوثيين. ومع أنها سحبت قواتها البرية من اليمن عام 2019، إلا أنها ما تزال لاعبا رئيسا في الصراع الطاحن.
ومن أكبر الصفقات التي أبرمتها مجموعة إيدج صفقة صيانة الطائرات العسكرية التي تقدر قيمتها بـ 4 مليار دولار أميركي، وصفقة توريد الذخائر الموجهة بقيمة 880 مليون دولار أميركي.
ويوم الثلاثاء، 22 شباط/فبراير، كشفت المجموعة عن بندقية هجومية يتم التحكم فيها من بعد وتثبت على متن العربات ويمكنها الاستدارة 360 درجة وتمتلك قدرات تصوير حراري وكاشف للمدى بالليزر تبلغ نسبة دقته حتى 50 سم بالنسبة للأهداف التي تقع على بعد كيلومترين.
وأضاف تشامبرز أن مجموعة إيدج تسعى إلى "توسيع نطاق تواجدها الدولي" في عام 2022.
الاستعداد ’للتقدم‘
هذا وأصبح استخدام الطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة غير المأهولة شائعا على نحو متزايد.
ففي العام الماضي، قالت الولايات المتحدة وإسرائيل إن طائرة مسيرة هاجمت سفينة يديرها ملياردير إسرائيلي أثناء إبحارها قبالة الساحل العماني. وقتل في هذا الهجوم حارس أمن بريطاني وفرد من الطاقم من رومانيا.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، نجا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من هجوم شن بواسطة طائرة مسيرة مفخخة.
وقبل ساعات من الهجوم، كان زعماء الفصائل العراقية المتحالفة مع إيران قد هددوا الكاظمي تهديدا مباشرا.
ووفقا للتقارير، فإن عملية اغتيال إسرائيل للعالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زادة في عام 2020 نفذت بواسطة مدفع رشاش يتم التحكم فيه عن بعد ومثبت على متن شاحنة.
وتمثل الطائرات المسيرة السلاح المفضل لدى الحوثيين في اليمن.
فيوم الاثنين، دمرت الدفاعات السعودية طائرة مسيرة أطلقت في اتجاه مطار الملك عبد الله في جازان. وأصيب 16 مدنيا جراء الحطام المتساقط.
وأصيب أيضا 12 مدنيا جراء الحطام المتساقط بعدما فجر الجيش السعودي طائرة مسيرة حوثية كانت تسعى لاستهداف مطار أبها الدولي يوم 10 شباط/فبراير.
وفي كانون الأول/ديسمبر، قال التحالف إن الحوثيين أطلقوا في السنوات السبعة الماضية أكثر من 850 طائرة مسيرة و400 صاروخ بالستي باتجاه الأراضي السعودية، ما أسفر عن مقتل 59 مدنيا.
من جهة أخرى، قال أحمد المزروعي صاحب الشركة الإماراتية التي تطور بصورة رئيسة عربات رباعية الدفع وناقلات الجنود، إن صناعة الدفاع الإماراتية أصبحت مستعدة "للتقدم" عقب الهجمات على أبو ظبي.
وأضاف أن "التحديات مهمة لأنها تدفعنا إلى تطوير أنفسنا لكي نكون على قدر هذه التحديات".
وتابع أن هدفنا في السنوات العشرة المقبلة "هو الحصول على المزيد من الأنظمة والمزيد من التكنولوجيا". "هذا إنتاج إماراتي ... ونحن نريد أن ننافس عالميا".
وفي معرض دبي الجوي العام الماضي، قال رئيس أحد أقسام مجموعة إيدج الخمسة خالد البريكي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المجموعة وقعت العديد من الصفقات مع الشركاء الأجانب، بينهم شركتا لوكهيد مارتين وريثيون الأميركيتان وشركة إمبراير البرازيلية.
إلى هذا، فإن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل عام 2020، فتح الأفاق أمام فرص جديدة.
يذكر أن النسخة الخامسة من معرض يوميكس هي أول نسخة تضم إسرائيل، وهي واحدة من سبع دول وافدة جديدة بين 26 دولة تشارك في المعرض.
ويوم الاثنين، وقعت وزارة الدفاع الإماراتية ثلاث صفقات مع شركات محلية ودولية بقيمة إجمالية تزيد عن 654.6 مليون درهم (178.2 مليون دولار أميركي)، بينها صفقة لبيع نظم طائرات مسيرة بقيمة 10 مليون درهم لمجموعة إنترناشيونال غولدن جروب التي يقع مقرها في الإمارات.