أمن

الحملة على مبيضي الأموال الباكستانيين تكشف علاقتهم بوكالات تجسس إيرانية

زاراك خان

صراف يعدّ أوراقا نقدية أفغانية بسوق في بيشاور يوم 7 أيلول/سبتمبر. [عبد المجيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

صراف يعدّ أوراقا نقدية أفغانية بسوق في بيشاور يوم 7 أيلول/سبتمبر. [عبد المجيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

إسلام أباد - كشفت السلطات الباكستانية في إطار حملتها على مبيضي الأموال وممولي الإرهاب علاقة لهؤلاء بالاستخبارات الإيرانية.

وكانت وكالة التحقيقات الفيدرالية قد ألقت القبض في 9 شباط/فبراير على مسؤول كبير في شركة تمويل بناء المساكن في كراتشي، وهي شركة باكستانية لتمويل الإسكان تابعة لبنك دولة باكستان.

وذكرت صحيفة داون أن المسؤول اعتقل لتورطه المزعوم في "إجراء تحويل مالي لصالح الاستخبارات الإيرانية".

هذا وأوقفت وكالة التحقيقات الفيدرالية أيضا موظفا في حكومة بلوشستان في كويتا على خلفية تورطه المزعوم في غسيل الأموال في سياق التحقيق نفسه.

حارس يقف خارج شركة صيرفة في كراتشي يوم 14 شباط/فبراير. [زاراك خان/باكستان فورورد]

حارس يقف خارج شركة صيرفة في كراتشي يوم 14 شباط/فبراير. [زاراك خان/باكستان فورورد]

ووفقا لمسؤول في وكالة التحقيقات الفيدرالية في كراتشي، جاءت هذه الاعتقالات بعد أن ضبطت السلطات مجموعة من شركات الحوالة في المدينة، فاعتقلت 13 مشتبها بهم وضبطت مبالغ مالية بالعملات الأجنبية والمحلية تعادل عشرات الملايين من الروبيات.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن "المعتقلين كانوا يعملون لحساب وكالة استخبارات إيرانية وهم متورطون بإرسال أموال وتحويلات عبر شركة صيرفة إلى شبكاتها العاملة في باكستان وأماكن أخرى".

وأشار المسؤول إلى أن "وكالات مخابرات باكستانية عدة كانت تتبادل المعلومات بشأن النفوذ المتنامي لطهران في شؤون الأمن الداخلي الباكستاني".

وأكد أن التحقيقات مع المعتقلين جارية، مضيفا أن التقارير الأولية تشير إلى محاولة وكالة الاستخبارات الإيرانية تمويل الجماعات المسلحة المرتبطة بطهران، مثل لواء زينبيون وجماعة جيش محمد الباكستانية.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أنشأ لواء زينبيون، وهي ميليشيا مؤلفة من عناصر باكستانيين أرسلوا للقتال في سوريا دعما لنظام بشار الأسد وفي أماكن أخرى.

وتحدثت معلومات أيضا عن تقديم النظام الإيراني الدعم والأموال لجماعة جيش محمد الباكستانية الخارجة عن القانون، وهي جماعة إرهابية شيعية.

تدخل إيراني

وتأتي الاعتقالات الأخيرة كأحدث مؤشر على تدخل طهران المتزايد في شؤون الأمن الداخلي لباكستان.

وبعد الهجمات التي شنتها الجماعات الانفصالية في بلوشستان في مطلع شباط/فبراير، اتهمت السلطات الباكستانية طهران بالسماح للجماعات المسلحة بالعمل من ملاذاتهم الآمنة في إيران.

وآنذاك، قال وزير الداخلية الإقليمي ضياء الله لانجوف، إن من الممكن أن المسلحين الذين استهدفوا قوات الأمن في بنجور ونوشكي، قد استخدموا الأراضي الإيرانية وجاءوا من إيران.

إلى هذا، أعلنت سلطات مكافحة الإرهاب ببلوشستان في 24 أيلول/سبتمبر الماضي، أنها اعتقلت 3 عناصر يشتبه بانتمائهم إلى خلية إرهابية على علاقة بإيران، وذلك خلال عملية نفذت بمنطقة تربت في بلوشستان بناء على معلومات استخباراتية.

وقال محللون إن مثل هذا التدخل لا يعتبر بشير خير لباكستان.

وفي هذا الإطار، لفت المحلل الأمني والمستشار السابق لحكومة بلوشستان جان أشاكزاي إلى أن "إيران وسعت نطاق استراتيجيتها المعتمدة على القوة الناعمة في باكستان ولا سيما في بلوشستان، وذلك عبر أدواتها السياسية والاقتصادية ووكلائها".

وكتب في مجلة غلوبال فيليدج سبيس في 7 شباط/فبراير، "بدأت طهران في ممارسة [نفوذها] على مستويات متعددة... وهذا النفوذ بات دون أدنى شك مصدر إزعاج لباكستان".

وفقا لأشاكزاي، تم مؤخرا تفعيل جماعات انفصالية بلوشية كلواء زينبيون ولواء فاطميون، وهي ميليشيا تتألف من أفغان أُرسلوا للقتال في سوريا لدعم الأسد، وميليشيات أخرى أسسها الجنرال [المقتول] قاسم سليماني، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى حالة من خرق القانون وزعزعة النظام العام في البلاد.

يُذكر أن سليماني وهو القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، كان العقل المدبر لعدد من الحروب التوسعية بالوكالة في مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك العراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان.

وقُتل سليماني في غارة جوية أميركية بطائرة مسيرة في بغداد يوم 3 كانون الثاني/يناير 2020.

وقد نظمت ومولت السفارة الإيرانية في إسلام أباد وقنصلياتها في مختلف أنحاء باكستان، فعاليات مختلفة الشهر الماضي في المدن لإحياء الذكرى الثانية لمقتل سليماني، وذلك في تحرك أثار انتقاد الباكستانيين وغضبهم.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500