مع احتفال إيران بالذكرى السنوية الـ 43 للثورة الإسلامية التي جاءت بالنظام الحالي إلى السلطة، تزداد جرأة المواطنين الإيرانيين في التعبير عن استيائهم وقد وصلت إلى حد تخريب نصب وتماثيل مؤسس النظام روح الله الخميني.
وفي إحدى الحوادث الأخيرة التي وقعت في محافظة أصفهان يوم 22 كانون الثاني/يناير، تم تدمير جميع اللوحات التذكارية التي تعرض اسم الخميني والتي رفعت في الساحة التي تحمل اسمه، كما تعرض تمثالا نصفيا له للتخريب.
واعتقل أحد سكان مدينة أردستان بتهمة تخريب التماثيل واللوحات التذكارية، ونقل إلى سجن نايين.
وحاول محافظ أردستان حميد رضا تامولي تشويه سمعة الرجل، واتهمه بأنه مجرم قديم ومدمن مخدرات.
وقال "لا يمكن التكهن بالدوافع التي حدت بهذا الشخص إلى التصرف كما فعل".
احتجاجات وهتافات متكررة مناهضة للنظام
وليس الحادث حادثا منعزلا. فشهدت إيران خلال العام الماضي سلسلة من الاحتجاجات ظهرت في بعضها صور للخميني والمرشد الإيراني علي خامنئي وهي تُحرق.
وهتف المواطنون بصورة متكررة "أرقد بسلام رضا شاه" في تظاهراتهم، وذلك في تكريم لأول ملك بهلوي.
وردا على تصريحات المحافظ، قال الناشط والخبير الإيراني حميد فرزاد إن "الدافع وراء مثل هذه الأعمال لا يحتاج إلى تكهنات لمعرفته".
وأضاف أن "تصريحات المحافظ بشأن إدمان هذا الشخص وسجله الإجرامي، ما هي إلا محاولة فاشلة للتغطية على استياء الشعب الإيراني الواسع من النظام".
وتعرض تمثال للقائد المقتول لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، للحرق بالكامل، وذلك بعد ساعات قليلة من إزاحة الستارة عنه في 6 كانون الثاني/يناير في شهر كورد بمحافظة شهرمحل وبختياري.
وفي 15 أيلول/سبتمبر، اعتقل رجال أمن من الحرس الثوري الإيراني في مشهد الشاعر الملكي قاسم بهرامي المعروف أيضا باسم شيدا حمداني، وقد نُقل إلى مكان مجهول.
وكان بهرامي قد نشر قبل ذلك بأسابيع قليلة مقطع فيديو على تويتر بشأن العدد المتزايد لضحايا جائحة كوفيد-19 في إيران، وانتقد فيه سياسات خامنئي أثناء قيامه بحرق صورته.
وقبل ذلك، هتف المتظاهرون بشعارات مناهضة للجمهورية الإسلامية في تظاهرات حاشدة بدأت في خوزستان وامتدت إلى محافظات عدة أخرى بسبب نقص المياه.
وقال مراقبون إن الاحتجاجات وإحراق التماثيل دليل على تنامي الشكاوى ضد أولويات النظام التي لا تصب في مصلحة الشعب وسوء إدارته للأزمات التي عصفت بإيران.
قمع المعارضة الداخلية
وقبيل ذكرى اندلاع ثورة 1979 في 10 شباط/فبراير، تم تداول مقاطع فيديو لخطابات الخميني على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي بعضها، أشار مؤسس الجمهورية الإسلامية بوضوح إلى "الحاجة إلى إراقة دماء المعارضة"، وهو الخطاب العنيف نفسه الذي يروج له النظام بعد مرور أكثر من 4 عقود.
وبدلا من التركيز على المشاكل التي يعاني منها الشعب والتي أوصلت البلاد أيضا إلى شفير الانهيار الاقتصادي، يواصل النظام التركيز على قمع المعارضة الداخلية وتدريب وتسليح الميليشيات لتوسيع نفوذه الإقليمي وتعزيز برنامجه النووي.
وعلى الرغم من أن المسؤولين في الجمهورية الإسلامية أظهروا أنهم لن يترددوا للحظة في استخدام العنف لقمع المتظاهرين، بات واضحا لديهم أن الدعاية الرسمية لم تفقد تأثيرها فحسب بل أصبحت خطرة على النظام، على حد قول فرزاد.
وأكد مراقبون أن الشعب الإيراني أظهر عبر الاحتجاجات وأعمال التخريب أنه كسر حاجز الخوف من عواقب تخطي "الخطوط الحمر" التي وضعها النظام.