تحليل

طرد سوريا 'المهين' لقائد الحرس الثوري الإيراني يؤشرإلى تفكك العلاقة بين الطرفين

وليد أبو الخير

قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا مصطفى جواد غفاري إلى جانب زعماء محليين في محافظة دير الزور السورية في صورة غير مؤرخة. [وكالة تنسيم للأنباء]

قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا مصطفى جواد غفاري إلى جانب زعماء محليين في محافظة دير الزور السورية في صورة غير مؤرخة. [وكالة تنسيم للأنباء]

قال محللون إن طرد النظام السوري لقائد قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا مصطفى جواد غفاري يعتبر ضربة قوية للنظام الإيراني وأجندته.

وكان نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد طرد غفاري في أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر.

وجواد-غفاري هو مهندس المخطط الإيراني في سوريا واكتسب لقب "جزار حلب" بسبب وحشيته أثناء المعركة في تلك المدينة، وكان مسوؤلا عن أذرع الحرس الثوري في سوريا.

هذه الميليشيات التي تعمل خارج سيطرة النظام السوري، اتهمت بممارسة القوة المفرطة أثناء العمليات التي نفذت تحت قيادة جواد غفاري.

قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني السابق في سوريا مصطفى جواد غفاري يشاهد في بلدتي نبل والزهراء في حلب قبل طرده من سوريا في تشرين الأول/أكتوبر 2021. [تويتر]

قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني السابق في سوريا مصطفى جواد غفاري يشاهد في بلدتي نبل والزهراء في حلب قبل طرده من سوريا في تشرين الأول/أكتوبر 2021. [تويتر]

في حديثه للمشارق، قال المحامي السوري بشير البسام إن نقمة النظام السوري على رجالات وسياسات الحرس الثوري الإيراني بدأت تزداد منذ فترة ووصلت إلى ذروتها العام الماضي مع قرار إبعاد جواد غفاري.

وأضاف أن "جواد غفاري استغل النفوذ الكبير الذي كان يتمتع به لإحكام سيطرة الحرس الثوري الإيراني على العديد من المناطق السورية"، مشيرا إلى أن ذلك تم "بحجة حماية المقامات والمطارات والمراكز العسكرية".

وأسس الحرس الثوري الإيراني وميليشياته تدريجيا وجودا لهم في حلب والصحراء الشرقية (البادية) وأجزاء من دير الزور، وصولا إلى العاصمة دمشق وريفها، مهمشين في طريقهم النظام السوري.

إلا أن جواد غفاري لم يكتف يهذا القدر من النفوذ، وفق البسام.

وأوضح أن جواد غفاري كان ضالعا بصورة كبيرة في الفساد، إذ تورط في تهريب البضائع من إيران إلى سوريا وبيعها في الأسواق، وهو مشروع مربح لكنه ضار بالاقتصاد السوري.

'طرد علني ومهين'

وأكد البسام أن موجة الغضب في سوريا تجاه جواد غفاري كانت عارمة.

بدوره، قال الصحافي السوري محمد العبد الله للمشارق إن دور جواد غفاري في سوريا "كان أساسيا لتنفيذ مخطط الحرس الثوري الإيراني فيها".

وأضاف أن "سوريا كانت وما تزال نقطة ارتكاز استراتيجية لإنشاء طريق برية تمتد من طهران إلى بيروت".

ولفت إلى أن "أي خلل بالعلاقة مع سوريا سيضرب هذا المخطط".

وقال مراقبون إن جواد غفاري كان القوة المحركة وراء سياسة التغيير الديموغرافي في مناطق سورية عدة، وهي سياسة سعى الحرس الثوري الإيراني إلى تنفيذها بمساعدة الأذرع التابعة له.

ومن هذه الأذرع حزب الله اللبناني وحركة النجباء في العراق، إضافة إلى لواء فاطميون ولواء زينبيون اللذين يتألفان من مقاتلين أفغان وباكستانيين.

وتابع أن فيلق القدس أنشأ أيضا العشرات من الميليشيات السورية التي استخدمها لدعم أجندته في سوريا وإحداث التغيير الديموغرافي.

وأوضح العبد الله أن التخلص من جواد غفاري بهذه الطريقة العلنية والمهينة "يعتبر بحد ذاته إدانة للدور الإيراني في سوريا من قبل النظام السوري نفسه".

وتابع أن النظام السوري "يبدو أنه سأم من الاستغلال الإيراني له، وقرر الإطاحة بجواد غفاري رغم القوة والسطوة اللتين يتمتع بهما".

خسارة الدعم الشعبي في إيران

من جهته، قال شيار تركو المتخصص في شؤون الحرس الثوري الإيراني، إن سلوك جواد غفاري في سوريا "يعتبر نموذجا للطريقة التي يتصرف بها الحرس الثوري الإيراني وقادته في إيران وفي الدول التي نشر فيها أذرعه".

وأضاف أن "استنزاف مقدرات الشعوب، بدءا من الشعب الإيراني وصولا إلى اليمني واللبناني والسوري والعراقي، ينفذ بشكل واضح لحساب مصلحة الحرس وقادته".

وتابع أنه رغم الحالة الصعبة التي يمر بها الاقتصاد الإيراني المتهاوي، ورغم الصعوبات التي ترتبت على الشعب الإيراني جراء ذلك، فقد تم زيادة ميزانية الحرس بصورة كبيرة.

وأكد أن هذا الأمر يعد انتزاعا للأموال من جيوب الشعب الإيراني بشكل مياشر، وتركه يواجه الصعوبات في حياته كما لو أن ليس من حقه التمتع بثرواته الطبيعية وأموال وطنه.

وأشار تركو إلى أن حرق تمثال قاسم سليماني مؤخرا في مدينة شهركرد يعتبر مؤشرا على غضب الشعب الإيراني من الحالة التي وصلت إليها الأمور.

وشكل أيضا دليلا "على رفض الشعب الإيراني لسياسة التجويع التي فرضت عليه لحساب المخططات الخارجية للحرس الثوري الإيراني التي ينفذها بذريعة تصدير الثورة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500