سياسة

تجمع ʼللمعارضةʻ نظمه حزب الله يفاقم حالة التوتر بين لبنان والسعودية

نهاد طوباليان

في تحد جديد للسعودية، نظم حزب الله تجمعا في لبنان لشخصيات من المعارضة السعودية وبعض المسؤولين الحوثيين. [نبيل اسماعيل]

في تحد جديد للسعودية، نظم حزب الله تجمعا في لبنان لشخصيات من المعارضة السعودية وبعض المسؤولين الحوثيين. [نبيل اسماعيل]

بيروت -- في حين اتخذت بعض الجهات في لبنان والخليج خطوات إيجابية باتجاه حل مأزق دبلوماسي مع السعودية اندلع العام الماضي، يبدو أن حزب الله قد ضاعف عناده وجموحه.

وقال وزير الخارجية الكويتي يوم الأحد، 23 كانون الثاني/يناير، إنه أعطى السلطات اللبنانية قائمة بالتدابير المقترحة التي يمكن اتخاذها من أجل تخفيف الأزمة مع دول الخليج التي علقت علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان في تشرين الأول/أكتوبر.

وتم تسليم المقترح لرئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال زيارة أجراها وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتأتي الزيارة، وهي الأولى من مسؤول خليجي بارز منذ اندلاع الأزمة، في إطار جهود أوسع لاستعادة الثقة بين لبنان وجيرانه في الخليج، وذلك في ظل مواجهة البلاد أزمة مالية غير مسبوقة.

وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح يظهر هنا مع وزير الداخلية والبلديات اللبناني بسام المولوي. وكان الوزير الكويتي في لبنان في محاولة لمعالجة الوضع المتأزم مع دول الخليج. [الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام]

وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح يظهر هنا مع وزير الداخلية والبلديات اللبناني بسام المولوي. وكان الوزير الكويتي في لبنان في محاولة لمعالجة الوضع المتأزم مع دول الخليج. [الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام]

ولكن في حين يعمل البعض جاهدًا لكسر الجليد وتحسين الأوضاع، أدت أفعال حزب الله الأخيرة، ولا سيما استضافته لقاء في 12 كانون الثاني/يناير بلبنان لشخصيات من المعارضة السعودية، إلى مزيد من التوتر في علاقة لبنان بالخليج.

وإضافة إلى شخصيات المعارضة السعودية، شارك في اللقاء مسؤولون حوثيون.

وفي هذا الإطار، أكد وزير العدل السابق أشرف ريفي للمشارق أن قرار حزب الله باستضافة المؤتمر كان "مسيئا جدا للبنان وتحديا للسعودية ويمس بأمنها". وتساءل "ألا يخجل حزب الله؟".

استعراض للقوة الإيرانية

وتابع أنه بهذا المؤتمر والأفعال التي سبقته، "يسيء حزب الله لصورة لبنان ومصالحه وعلاقاته بالسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي".

وبدوره، قال المحلل السياسي علي الأمين إن المؤتمر كان في الواقع استعراضا للقوة واستفزازا لا يعكس جدية حزب الله بقدر ما يعكس استخدام إيران لـ"أوراق ضغطها".

وقال إن حزب الله وإيران يلعبان على الطائفية، "لاعتبار إيران نفسها الناطقة باسم الشيعة كحق مكتسب وشرعي، وتظهر ذلك باليمن والبحرين والكويت والسعودية".

وأضاف الأمين أن أفعال حزب الله لم تساعد لبنان، كما أنها لم تساعد المعارضة السعودية المزعومة.

وتساءل "هل أن عقد المعارضة السعودية مؤتمرها بمعقل حزب الله مفيد لقضيتها لو كانت فعلا معارضة سعودية؟".

وأضاف "الأكيد لا، لأن من شأن موقع اللقاء والمنظم له أن يضرا بمصالح السعوديين المعارضين".

وتابع أن أفعال الحزب لا تؤدي إلا إلى زيادة التوتر بين لبنان والسعودية.

هيمنة حزب الله

وبدوره، اعتبر منسق التجمع من أجل السيادة نوفل ضو أن اللقاء "ليس تحديا للسعودية بل تهديدا للمنظومة السياسية اللبنانية".

وأوضح أنه يشير إلى أن الحكومة غير قادرة على إدارة شؤون البلاد وأن حزب الله يتحكم بالحكومة وبكل مفاصل الدولة، في حين أنه عمليا لا يعرف كيفية إدارة شؤون الدولة.

وذكر أنه بينما أدى اللقاء إلى "إشعال التوتر بالعلاقات"، إلا أنه لم يستطع التسبب بأذى فعلي "لأن السعودية أعلنت ما نقوله نحن اللبنانيين: أن حزب الله هو أداة إيرانية وينفذ ما تطلبه [إيران] منه".

ولفت ضو إلى أنه ليست هناك فعليا معارضة عربية وسعودية، "وإنما هناك خلايا إرهابية تنسق فيما بينها وتشكل أذرع إيران بالمنطقة".

وقال إن إيران اليوم هي بين فكي كماشة، فهي تتعرض لضربات جوية في سوريا بتغاض روسي، وهي عاجزة عن التحكم بأذرعها في العراق ولبنان بشكل كامل.

وأشار إلى أنها بالتالي تضغط عبر أذرعها باتجاهات مختلفة.

وقال إن الشعب الإيراني وشعوب البلدان التي تريد إيران التحكم بها غارقة بالجوع والعزلة ويتم إنفاق أموالها على الحروب وتخصيب اليورانيوم، في حين أن شعوب دول مجلس التعاون الخليجي تنعم بالثروات.

وختم قائلا إن أموال مجلس التعاون الخليجي تصرف على "الرفاهية والتعليم والتنمية"، لافتا إلى أن إيران تسعى لتعطيل هذا الوضع "عبر خلايا إرهابية سعودية وعربية تدعي أنها معارضة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500