عدالة

الحرس الثوري الإيراني يبني جسرا على نهر الفرات لتسهيل نقل الأسلحة

وليد أبو الخير

سوريون يعبرون نهر الفرات من الرقة إلى القرى الريفية جنوبي المدينة على متن عبّارات، يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر 2018. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

سوريون يعبرون نهر الفرات من الرقة إلى القرى الريفية جنوبي المدينة على متن عبّارات، يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر 2018. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

أكد ناشطون سوريون أن الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة تقوم ببناء جسر جديد فوق نهر الفرات في شرقي سوريا، لتسهيل حركة نقل العناصر والأسلحة.

وقال الصحافي السوري محمد العبد الله إن الجسر الجديد الذي سيربط القرى الواقعة شرقي الفرات بضفة النهر الغربية بالقرب من بلدة الحويقة في دير الزور، سيشكل مكسبا استراتيجيا للحرس الثوري والميليشيات التابعة له.

وأوضح للمشارق أن الجسر سيربط منطقتين تعتبران "ذات أهمية قصوى" للحرس الثوري، وسيمكّن المقاتلين من التنقل بحرية ونقل الذخائر بينهما من دون أن يتم اكتشافهم.

وأشار إلى أنه في السابق، كان الربط بين الضفتين يتم "من خلال عبّارة كانت تستعمل أيضا من قبل المدنيين، أو من خلال أحد الجسور التي تتواجد عليه روسيا أمنيا".

يقوم الحرس الثوري الإيراني ببناء جسر لربط ضفتي نهر الفرات في محافظة دير الزور شرقي سوريا. [دير الزور 24]

يقوم الحرس الثوري الإيراني ببناء جسر لربط ضفتي نهر الفرات في محافظة دير الزور شرقي سوريا. [دير الزور 24]

ولم يستبعد العبد الله أن تفتح إيران الجسر أمام المدنيين جزئيا "للتمويه والإيحاء بأنه جسر مدني للوقاية من أي ضربة قد تصيبه عسكريا".

وأضاف أن الحرس الثوري يعمد إلى تمويه معظم مواقعه في دير الزور بالطريقة نفسها.

من جهته، قال الناشط السوري أيهم العلي إن "الحرس الثوري الإيراني ولاستمالة أهالي القرى الواقعة على ضفتي الفرات الشرقية والغربية، سبق أن قام بتسيير عبّارة لنقل المواطنين والبضائع والمواد الغذائية".

وأكد العلي أن "أعمال بناء الجسر قاربت على الانتهاء، وشوهد بعض العناصر يتنقلون بين الضفتين مشيا أو بسيارات مدنية خفيفة الوزن".

وذكر العلي أن الجسر مكون من 3 أجزاء، الجزء الاول والثاني عبارة عن ردم للضفتين بالتراب والحجارة تم تدعيمه بالإسمنت بطول 50 مترا من كل جهة. وسيبلغ طول الجسر 220 مترا.

مشروع سوري-إيراني مشترك

ولفت العلي إلى ان "فريقين من الحرس الثوري نفذا عمليات ردم الجهتين"، فيما "قامت الحكومة السورية من خلال الشركة العامة للطرق والجسور بتنفيذ الجزء الفولاذي [في الوسط]".

وقال إنه بحسب النظام السوري، يشكل الجسر "مشروعا إيرانيا-سوريا مشتركا لخدمة المدنيين".

أما الخبير العسكري وائل عبد المطلب، فقال إن معلومات أشارت إلى أن الجسر الجديد الذي يربط ضفتي الفرات يستطيع تحمل وزن يصل إلى 80 طنا على الأقل.

وأضاف أن ذلك يعني أن الحرس الثوري سيتمكن من نقل أي نوع من الصواريخ المتوسطة وطويلة المدى عبر النهر إن أراد ذلك.

وأضاف عبد المطلب "من دون أدنى شك، فإن الحرس الثوري الايراني وبعد تعرضه لضربات جوية عديدة خلال الفترة الماضية، بات يعتمد بشكل أساسي على عمليات التمويه وتغيير النقاط بشكل دائم لتقليل خسائره.

وأوضح أن "هذا الجسر سيؤمن له قدرات إضافية لإخفاء مخازن أسلحته في الضفتين".

وحذر من أنه نظرا لقرب المنطقة من الحدود، فإن استفادة الحرس الثوري من الجسر لا تنحصر فقط بميليشياته الموجودة في سوريا بل ستخدم أيضا ميليشياته في العراق.

وختم لافتا إلى أن بناء هذا الجسر "يعتبر إشارة واضحة إلى إصرار إيران على إبقاء هذه المنطقة تحت سيطرتها التامة"، وحتى تعزيزها بقدرات إضافية.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500