المنامة -- قالت البحرية الأميركية يوم الأحد، 23 كانون الثاني/يناير، إنها أوقفت سفينة كانت تحمل 40 طنا من أسمدة يمكن استخدامها لصنع المتفجرات، أثناء سفرها من إيران عبر مسار كان يستخدم سابقا لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن.
وذكرت البحرية أنها صعدت على متن السفينة وفتشتها وسلمتها إلى حرس السواحل في اليمن بعد اعتراضها في المياه الدولية في خليج عُمان يوم الثلاثاء الماضي، علما أن السفينة نفسها كانت قد ضبطت العام الماضي وعلى متنها آلاف الأسلحة.
وقال الأسطول الأميركي الخامس ومقره البحرين في بيان إن مدمرة الصواريخ الموجهة يو.أس.أس كول وسفينة الدوريات يو.أس.أس تشينوك "اعترضتا السفينة التي لا تحمل جنسية والتي كانت بعد انطلاقها من إيران... تعبر مسارا يعرف تاريخيا بأنه مستخدم لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن".
وأضاف البيان أن "القوات الأميركية اكتشفت 40 طنا من سماد اليوريا، وهو مكون كيميائي ذو تطبيقات زراعية يعرف أيضا باستخدامه في صنع المواد المتفجرة".
وجاءت عملية اعتراض السفينة بالتزامن مع حالة توتر شديدة تسود المنطقة بعد أن دفع هجوم حوثي عنيف بالصواريخ والطائرات المسيرة التحالف بقيادة السعودية إلى شن غارات جوية على اليمن الأسبوع الماضي.
وأشارت البحرية الأميركية إلى أنه تبين أن "سفينة الصيد [نفسها] والتي لا تحمل أي جنسية" كانت تحمل آلاف البنادق من طراز أيه كيه-47 وقاذفات قنابل وأسلحة أخرى لدى إيقافها في شهر شباط/فبراير الماضي.
وتنفذ البحرية الأميركية عمليات دورية لضمان الأمن البحري في المنطقة، ويشمل ذلك دوريات لضمان التدفق الحر لحركة التجارة ومنع نقل شحنات غير قانونية غالبا ما تستخدم لتمويل الإرهاب أو لأنشطة غير قانونية.
وقال نائب الأدميرال في الأسطول الخامس براد كوبر في بيان نشر الأسبوع الماضي "لقد كثفنا وجودنا وعززنا تأهبنا في المياه الإقليمية".
وأضاف أن "ذلك يعكس التزامنا الدائم بمواجهة الأنشطة المزعزعة للاستقرار والتي تعطل النظام الدولي الذي يقوم عليه الأمن البحري في الشرق الأوسط".
أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار
يُذكر أن التحالف بقيادة السعودية وحلفاءه، بما في ذلك الولايات المتحدة، والأمم المتحدة غالبا ما تتهم إيران بتقديم الدعم العسكري للحوثيين، وهو ادعاء تنفيه طهران.
وخلص تقرير سري للأمم المتحدة إلى نتيجة أن آلاف قاذفات الصواريخ والرشاشات وبنادق القنص والأسلحة الأخرى التي تمت مصادرتها في بحر العرب من قبل البحرية الأميركية خلال الأشهر الماضية كانت على الأرجح قادمة من ميناء واحد في إيران، حسبما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال في 8 كانون الثاني/يناير.
وتستخدم إيران قوارب خشبية صغيرة تنطلق من ميناء جاسك المطل على بحر عُمان لتهريب مثل هذه الأسلحة، وفق ما ذكره تقرير أممي صدر عن فريق خبراء حول اليمن تابع لمجلس الأمن واستند إلى مقابلات مع طواقم يمنية وبيانات من أدوات الملاحة.
ويشكل هذا التزويد بالسلاح انتهاكا للقرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن بالأمم المتحدة والذي يطالب كل الجهات في اليمن بوقف أعمال العنف بصورة فورية وغير مشروطة.
وفي هذا السياق، ذكرت المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود في تقريرها الصادر في تموز/يوليو-آب/أغسطس 2020 أنه "تم توثيق تزويد إيران المتمردين الحوثيين بالأسلحة والذخيرة توثيقا جيدا في سلسلة عمليات بحرية لضبط مراكب شراعية جرت منذ العام 2015".
وجاء في تقرير صدر عن مجلة ريسك بوليتين أن "أدلة ظهرت تشير إلى احتمال تهريب تلك الأسلحة الإيرانية في وقت لاحق من قبل شبكات إجرامية من اليمن إلى القرن الأفريقي (أو تحويلها حتى وهي في طريقها إلى اليمن).