مجتمع

قوافل الأزهر لمكافحة الإرهاب تتواصل مع الشباب في المناطق النائية

وليد أبو الخير

أحد واعظي مؤسسة الأزهر يحاور طلابا في محادثة بمدرسة رسمية في مصر. [مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف]

أحد واعظي مؤسسة الأزهر يحاور طلابا في محادثة بمدرسة رسمية في مصر. [مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف]

القاهرة -- أكد رجال دين مصريون على أهمية الدور الاستباقي الذي تلعبه مؤسسة الأزهر من خلال نشر الوعي حول أخطار الفكر المتطرف العنيف في المجتمعات النائية عبر إرسال قوافل من الواعظين.

حيث تذهب قوافل من الواعظين الذين تم توظيفهم خصيصا إلى المحافظات النائية وتتواصل مع الشباب في أماكن تجمعهم كالمقاهي والنوادي، لإقناعهم بالبقاء بعيدين عن الفكر المتطرف من خلال محادثات حول مواضيع متنوعة.

وقال الشيخ محمود سعد الدين، وهو رجل دين من المكلفين بالمشاركة في هذه القوافل، للمشارق إن مجمع البحوث الإسلامية في مؤسسة الأزهر يركز "على نشر التوعية المجتمعية لكل فئات المجتمع".

ولفت إلى أن هذه الجهود انطلقت منذ أشهر عدة.

أحد واعظي الأزهر خلال حديثه مع مجموعة من الأطفال في أحد أندية الشباب. [مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف]

أحد واعظي الأزهر خلال حديثه مع مجموعة من الأطفال في أحد أندية الشباب. [مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف]

تستخدم مؤسسة الأزهر طرقا جديدة لنشر الوعي ضد التطرف، كالبحث في المسائل المجتمعية مع الشباب في المقاهي. [مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف]

تستخدم مؤسسة الأزهر طرقا جديدة لنشر الوعي ضد التطرف، كالبحث في المسائل المجتمعية مع الشباب في المقاهي. [مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف]

وأوضح "توجد القوافل الكبيرة التي تتنقل بين المحافظات خصوصا البعيدة عن العاصمة والحدودية كمنطقة سيناء والتي تضم العشرات من الواعظين والواعظات".

يُذكر أن الجيش المصري يحارب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والجماعات المتطرفة الأخرى في شبه جزيرة سيناء منذ سنوات،، عقب هجمات التنظيم على المسلمين والمسيحيين بالبلاد.

وقال سعد الدين إنه يتم اعتماد مقاربة جديدة تدعو للتواصل المباشر مع الشبان في تلك المناطق، كونهم يعتبرون خط الدفاع الأول والأخير عن المجتمع ضد التطرف.

وأشار إلى أن عملية اختيار الواعظين تتم بواسطة عملية دقيقة جدا، قائلا إن غالبيتهم حاصلون على شهادات أو خضعوا لدورات مكثفة في التنمية البشرية والإرشاد الأسري.

ويتم اختيارهم أيضا على أساس قدرتهم على التواصل بطرق فعالة وواضحة.

وتابع أن مواضيع النقاشات "إما أن تكون تلقائية من قبل الشبان، وإما من خلال عملية رصد دقيقة لمواقع التواصل الاجتماعي والتشديد على المواضيع التي تشهد نقاشات واسعة بين الشبان".

ʼالحفاظ على القيم الأساسيةʻ

وبدوره، ذكر القس ابراهيم فهيم من كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك في القاهرة أن "اللافت بحملات التوعية التي تقوم بها مؤسسة الأزهر حاليا هو الابتعاد عن الطرق المألوفة والتوجه بشكل مباشر إلى الناس".

وأشار إلى أن الحملة تشهد أيضا تفاعلا من الشباب الأقباط مع أصدقائهم المسلمين في نقاشات تشدد على ضرورة الحفاظ على القيم المجتمعية وعدم الانجرار وراء الأفكار المتطرفة والابتعاد عن المخدرات.

وقال إنه شارك شخصيا في إحدى الجلسات للاطلاع على ماهيتها، وأعجب بالطريقة التي أجري فيه النقاش. وأضاف أنه قدّر التركيز على الاستماع عوضا عن الوعظ فقط.

وفي هذا السياق، قال عبد النبي بكار الأستاذ المحاضر في جامعة الأزهر كلية الشريعة والقانون، إنه يمكن تحصين المجتمعات ضد الفكر المتطرف العنيف عبر توعية الناس بشأن مخاطره ومساعدتهم في تطوير الذهنية لمقاومته.

وأوضح للمشارق أنه يمكن تحقيق ذلك عبر "الحفاظ على القيم الأساسية التي تضمن بدورها الرخاء والتقدم للشعوب".

وأكد بكار أن "نتائج الحلقات مع الشباب يجب أن تلقى دعما، كونها ستكون سدا حقيقيا لعدم عودة انتشار الأفكار الإرهابية والتكفيرية وحماية هؤلاء الشباب".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500