طهران -- أحرق مجهولون تمثالا نصب إحياء لذكرى القائد الإيراني المقتول قاسم سليماني، بعد ساعات من تشييده، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية يوم الخميس، 6 كانون الثاني/يناير.
وقد قتل سليماني الذي كان يرأس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وهو ذراع العمليات الخارجي للحرس الثوري، في 3 كانون الثاني/يناير 2020 في ضربة أميركية بطائرة مسيرة بمطار بغداد، إلى جانب مساعده العراقي أبو مهدي المهندس.
وصباح الأربعاء، كشف مسؤولون عن تمثال شيد لإحياء ذكراه في مدينة شهركرد عاصمة محافظة تشهار محال وبختیاري.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن النيران التهمت التمثال في المساء، واصفة ذلك بأنه "فعل مخز نفذه مجهولون".
وشيدت السلطات الإيرانية عدة تماثيل خصصت لسليماني منذ مقتله قبل عامين، كما أن صوره تنتشر في مختلف مناطق إيران.
ودانت إذاعة الجمهورية الإسلامية الرسمية في إيران الهجوم الأخير واصفة إياه بأنه فعل "مهين" يأتي بالتزامن مع إحياء إيران الذكرى الثانية لمقتل سليماني مع فعاليات عدة أقيمت في الأيام الماضية.
وتحدثت إذاعة فردا والموقع الإلكتروني الفارسي لراديو أوروبا الحرة/راديو الحرية عن تلقي مكالمة هاتفية أدعى فيها المتصلون أن حركة مجاهدي خلق المعارِضة تبنت عملية إحراق التمثال.
ولكن وسائل الإعلام المحلية التي تسارع عادة إلى اتهام الحركة بالأعمال التخريبية التي تحصل في البلاد ألقت باللائمة في مسألة الحريق على "مجموعة من المجهولين".
موجة استياء متزايدة من النظام
وتشير عملية إحراق تمثال سليماني إلى الاستياء المتزايد من أولويات النظام التي هي في غير محلها وسوء إدارته للأزمات التي هزت إيران.
ومنذ تولي الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي منصبه في الصيف الماضي، كان تركيز سياسة حكومته الخارجية المعلنة هو تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية مع دول الجوار.
ولكن مراقبين يقولون إن الحكومة هي في الواقع رهينة السياسات الإقليمية المزعزعة للاستقرار التي ينتهجها الحرس الثوري.
وأوضحوا أن هذه السياسات، التي اعتمدت على استخدام الوكلاء لتقويض مصالح الدول التي تعتبر "أعداء" بنظر قادة الحرس الثوري، قد طغت على العلاقات الخارجية لإيران طوال عقود.
وقد أدت أيضا إلى تظاهرات شعبية في الداخل الإيراني، عززها نقص في المياه والانقطاع الدائم للكهرباء وانتهاكات حقوق الإنسان وسوء إدارة الجائحة.
ويغرق الشعب الإيراني أكثر فأكثر في أزمة اقتصادية حادة بسبب إصرار النظام على الحفاظ على إرث سليماني.
هذا وقاد سليماني الأجندة التوسعية للحرس الثوري عبر عدد من الحروب بالوكالة في مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك العراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان.
وكانت هذه المبادرات مكلفة، وتظهر مرارا وتكرارا أولويات طهران التي ليست في محلها، في ظل ازدياد غضب الإيرانيين من الحكومة ومن الوضع الاقتصادي المتفاقم.
ويحذر محللون الآن من أن الظروف تهيئ لانتفاضة على نطاق واسع ضد النظام.