شباب

المعاناة الاقتصادية تجبر طلبة جامعة تعز على توقيف الدراسة

نبيل عبد الله التميمي

صورة لقاعة دراسة في كلية الآداب بجامعة تعز وهي شبه فارغة، التقطت في كانون الأول/ديسمبر. [نسيم الشرعبي]

صورة لقاعة دراسة في كلية الآداب بجامعة تعز وهي شبه فارغة، التقطت في كانون الأول/ديسمبر. [نسيم الشرعبي]

عدن -- أصبحت الممرات المهجورة وقاعات الدراسة شبه الفارغة مشهدا مألوفا في جامعات اليمن الرسمية خلال هذا العام الدراسي.

فمع ارتفاع إجرة المواصلات، اضطر الكثير من الطلاب الجامعيين على توقيف دراستهم، بل أُجبر بعضهم على إيجاد عمل يومي بالقرب من المنزل للمساعدة في إطعام أسرهم.

وقال أحد طلبة كلية الآداب في جامعة تعز فرع مديرية التربة، علي محمد، إن "ارتفاع إجرة المواصلات أجبرتني وكثير من الطلبة لتوقيف الدراسة هذه السنة بانتظار تحسن الظروف العام المقبل".

ومعظم الطلبة المسجلين في فرع الجامعة بالتربة هم من الأرياف المحيطة بها، ويضطرون لقطع مسافات طويلة للوصول إلى الجامعة.

ساحة كلية الآداب بجامعة تعز وهي تبدو مهجورة في صورة التقطت في كانون الأول/ديسمبر. [نسيم الشرعبي]

ساحة كلية الآداب بجامعة تعز وهي تبدو مهجورة في صورة التقطت في كانون الأول/ديسمبر. [نسيم الشرعبي]

وأشار محمد إلى أن إجرة المواصلات إلى جامعته تكلف بين 2000 إلى 3000 ريال يوميا (8-12 دولار أميركي)، وهو مبلغ لا يستطيع تحمله إلا قليلون.

ونفذ طلبة جامعة تعز فرع التربة يوم 12 كانون الأول/ديسمبر وقفات احتجاجية ضد الظروف الاقتصادية الراهنة، مطالبين الحكومة بالتدخل لتحسين الأوضاع وتحسين قيمة الريال اليمني.

سوء الأوضاع المعيشية

وعزا طالب آخر في كلية الآداب يدعى عبد الله صالح قراره بالتوقف عن دراسته هذا العام، إلى سوء الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار، بما في ذلك أجور المواصلات وارتفاع ألأقساط.

وأضاف صالح أن "ظروف أسرتي المعيشية أجبرتني على البحث عن عمل بدلا عن الدراسة للمساعدة في توفير القوت لهم".

وأكد أن إضراب هيئة التدريس في الجامعة وتوقفها عن التدريس، يعد سببا إضافيا لتعليق الدراسة للكثير من زملائه.

وكانت نقابة هيئة التدريس في جامعة تعز قد دعت أعضاءها للإضراب عن العمل في بيان أصدرته في 3 كانون الأول/ديسمبر، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية.

وحذت حذوها الجامعات الرسمية في أبين وحضرموت وعدن.

هذا ويشهد اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة. فالحرب المشتعلة منذ سبع سنوات تسببت في تردي الأوضاع المعيشية والإنسانية، وانخفاض سعر قيمة العملة الوطنية وارتفاع أسعار الغذاء.

التهديد بإغلاق الجامعات

وفي حديثه للمشارق، قال أحد مسؤولي جامعة تعز المدعو جلال حسن، إن المعاناة الاقتصادية هي السبب الرئيس وراء توقف ثلث طلبة الجامعة عن الدراسة.

وكشف أن التغييب عن الحضور بات أيضا ظاهرة منتشرة بين الطلاب الذين لم يتوقفوا عن الدراسة.

وأكد حسن أن "هذه الأمور تعد مؤشرا خطيرا"، محذرا من احتمال توقيف الدراسة للجميع إذا استمر هذا التوجه.

بدوره، قال نائب عميد كلية الآداب بجامعة تعز، الدكتور محمد الدعيس، إن "الجامعة تمنح الطلبة الذين يرغبون بتوقيف القيد لأي سبب كان مدة عامين".

وأشار حاتم إلى أنه إذا انقضى عامان دون عودة الطلاب للدراسة بالجامعة، فلن يتمكنوا من القيد مرة أخرى بالنظام التعليمي العام المجاني لكن سيتم قبولهم بالنظام الموازي وهو بمقابل مادي.

وكان رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك قد التقى مسؤولي جامعة عدن يوم 13 كانون الأول/ديسمبر لمناقشة مطالب المعلمين في كل الجامعات الرسمية.

وقال إن الحكومة بصدد إعداد خطة شاملة للتطرق لتظلمات أعضاء هيئة التدريس والكادر الإداري بالجامعة، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500