عدالة

غضب عارم إثر جريمة القتل الوحشية لفتى من ذوي الاحتياجات الخاصة على يد القوات الروسية

وليد أبو الخير

جنود روس في سوريا في كانون الثاني/يناير. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

جنود روس في سوريا في كانون الثاني/يناير. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

استنكر الأهالي في سوريا جريمة القتل التي أودت الأسبوع الماضي بحياة فتى سوري من ذوي الاحتياجات الخاصة، ونفذتها قوات روسية أثناء قيامها بدورية في مدينة دير الزور.

وقُتل الفتى عبد العزيز خليل الهجر، 16 عاما، والذي ينحدر من مدينة صبيخان في محافظة دير الزور، يوم 9 كانون الأول/ديسمبر بالقرب من مسجد قباء في حي الجورة بمدينة دير الزور.

وفي تفاصيل الحادث أن قوات روسية أطلقت النار على الفتى وقتلته قبل أن تدهس جثته بعربة الدورية. ووفق عدة مصادر بينها مراسل أورينت نيوز في دير الزور ونشطاء على تويتر، زعم الروس أنهم شكوا بأن يكون الفتى إرهابيا.

وقال الأهالي الذين تحدثوا للمشارق إن الفتى يعاني من إعاقة ذهنية وإنه كان دوما يتواجد في المكان نفسه.

صورة غير مؤرخة لعبد العزيز خليل الهجر الذي لقي مصرعه على يد دورية روسية يوم 9 كانون الأول/ديسمبر. [الفرات بوست]

صورة غير مؤرخة لعبد العزيز خليل الهجر الذي لقي مصرعه على يد دورية روسية يوم 9 كانون الأول/ديسمبر. [الفرات بوست]

صورة غير مؤرخة للمنطقة التي تعرض فيها الشاب عبد العزيز خليل الهجر للقتل من قبل دورية روسية يوم 9 كانون الأول/ديسمبر. [دير الزور 24]

صورة غير مؤرخة للمنطقة التي تعرض فيها الشاب عبد العزيز خليل الهجر للقتل من قبل دورية روسية يوم 9 كانون الأول/ديسمبر. [دير الزور 24]

وأكدوا أنه كان معروفا لدى الروس.

وفي هذا الإطار، قال التاجر من مدينة دير الزور مصطفى العكيدي، إن "المكان الذي وقعت فيه عملية القتل ... هو المكان المعتاد الذي دأب الفتى المقتول على التواجد فيه".

وأكد أن "الدوريات الروسية سبق ورأته عشرات المرات في المكان نفسه".

وتابع أن الدورية طلبت من الفتى أن يتوقف، ثم أطلقت النيران عليه قبل أن يستجيب لطلبها.

وأوضح أن الدورية كانت على مسافة بعيدة منه، الأمر الذي كان يمكنها من التصرف بطريقة أخرى غير إطلاق النيران عليه إذا كانت تعتبره خطرا عليها.

بدوره، قال عبد الحميد حجازي، وهو أيضا من مدينة صبيخان، إن "الطفل يعاني من إعاقة ذهنية تجعل استجابته لأي طلب بطيئة".

وأضاف حجازي الذي يعمل بتجارة المواشي في حديث للمشارق أنه على معرفة بعم الضحية.

وأوضح أن "عملية التواصل مع الفتى صعبة جدا، ولم يكن يستطيع التواصل البسيط معه إلا أهله المقربين جدا منه".

انعدام المصداقية

إلى هذا، قال شاب من مدينة دير الزور ويعمل في أعمال البناء يدعى نصر الدين الفرحان، إن الرواية الروسية للحادثة التي تزعم أن الشكوك ساورتهم في أن يكون عبد العزيز إرهابيا جراء تحركاته الغريبة والملابس التي يرتديها، غير منطقية.

وأشار إلى أن العربة العسكرية الروسية دهست جثة الفتى "ما شوه جثته أكثر... وزاد من غضب الأهالي".

وتابع الفرحان أن أسرة عبد العزيز لم تعتبر هذا الفعل مسيئا وحسب بل أيضا غريبا خصوصا لجهة مزاعم الروس أنهم اشتبهوا بأنه إرهابي.

وتساءل "كيف شكوا بوجود حزام ناسف معه وكيف دهسته المركبة؟ ألم يخافوا من انفجار الحزام عند دهسه؟".

بالإضافة إلى ذلك حسبما ذكر فرحان، لا تشير إصابات عبد العزيز إلى أن القلق ساور الروس بشأن كونه انتحاريا، لافتا إلى أن الرصاص أطلق على رأس الفتى وصدره والمنطقة العلوية من جسمه، فيما لم يتعرض لأي إصابات في المنطقة السفلى.

#بوتين_قاتل_الأطفال

وضجت شوارع دير الزور ومواقع التواصل الاجتماعي بخبر الجريمة، وأعرب السوريون عن خوفهم عقب وفاة الفتى المفاجئة.

وأعاد بعض الناشطين إحياء هاشتاج #بوتين_قاتل_الأطفال.

وقد استخدم الهاشتاج للتذكير بالجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري وأطفال سوريا على يد الآلة العسكرية الروسية، ، وخصوصا الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الروسية.

وتضمنت الكثير من المنشورات التي تستخدم الهاشتاج صورا للرئيس الروسي فلادمير بوتين وعليها عبارة "قاتل الأطفال".

وقال الفرحان إن "حالة من الغليان تسود المدنيين في مدينة دير الزور وبعض القرى القريبة منها بسبب الجريمة البشعة التي ارتكبتها القوات الروسية بحق أحد الأطفال المعاقين ذهنيا".

وأضاف أن النظام السوري نشر دوريات في بعض أحياء مدينة دير الزور لمنع خروج احتجاجات شعبية ضد الوجود الروسي واستنكارا للجريمة.

واستدرك أن دورية توجهت إلى منزل والد عبد العزيز وهددته من مغبة القيام بأي تصرف ضد "الرفاق الروس" كما قالوا حرفيا.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500