طالب ممثلو الادعاء الألمان يوم الخميس، 2 كانون الثاني/يناير، بإصدار حكم بالسجن مدى الحياة بحق ضابط سابق بالمخابرات السورية متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وذلك في المحاكمة الأولى من نوعها على مستوى العالم بشأن التعذيب الذي ترعاه الدولة في سوريا.
واتُهم أنور رسلان، 58 عاما، بالإشراف على قتل 58 شخصا وتعذيب 4 آلاف آخرين في مركز الخطيب للاحتجاز في دمشق في الفترة الممتدة بين 29 نيسان/أبريل 2011 و7 أيلول/سبتمبر 2012.
ويقول ممثلو الادعاء إنه أشرف على الاغتصاب والاعتداءات الجنسية و"الصعق بالصدمات الكهربائية" والضرب باستخدام "القبضات والأسلاك والسياط" و"الحرمان من النوم" في السجن.
وكان رسلان قد لجأ إلى ألمانيا بعد الانشقاق من النظام السوري في العام 2012.
ومثل للمحاكمة في نيسان/أبريل 2020 إلى جانب متهم آخر يحمل رتبة أدنى وهو إياد الغريب المتهم بالمساعدة في القبض على المتظاهرين وتسليمهم إلى مركز الخطيب.
وأدين الغريب بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية في شباط/فبراير وذلك في أول حكم على مستوى العالم بشأن التعذيب الذي مارسه نظام بشار الأسد في سوريا.
ʼقبضات وأسلاك وسياطʻ
وكان رسلان قد عمل لمدة 18 عاما في أجهزة المخابرات السورية حيث ترقى وأصبح رئيسا لقسم "التحقيقات" في المخابرات الداخلية، وفقا لمحقق ألماني قدمت شهادته في جلسة افتتاح المحاكمة.
ومنذ افتتاح المحاكمة، شهد أكثر من 12 رجلا وامرأة من سوريا ممن يعيشون الآن في أوروبا على الانتهاكات التي تعرضوا لها في مركز الخطيب.
وتحدثوا عن تعرضهم للضرب بالسياط والصدمات الكهربائية وحروق السجائر والضرب في الأعضاء التناسلية. ويقول البعض إنه تم تعليقهم من معاصمهم في حين كانت أطراف أقدامهم فقط تلمس الأرض.
واستخدمت أيضا صورا تدل على وحشية النظام السوري وقد تم تهريبها لخارج البلاد من قبل مصور عسكري سوري سابق يعرف باسمه المستعار "قيصر"، كأدلة في المحاكمة.
وتظهر بعض الصور التي التقطها قيصر داخل سجون الأسد جثث سجناء مشوهة مع أرقام كتبت على جباههم.
ولمحاسبة النظام السوري على هذه الجرائم وغيرها، أقرت الحكومة الأميركية قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين لسنة 2019 والذي بدأ سريان مفعوله اعتبارا من حزيران/يونيو 2020.
هذا وقد أنكر رسلان مرارا وتكرارا أية مسؤولية عن هذه الجرائم.
ولكن قال وولفغانغ كاليك الأمين العام للمركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان الذي يدعم الضحايا في الإجراءات القضائية، إن رسلان كان يصدر الأوامر في دائرته.
وأضاف "لا نعتقد أنه كان يلعب دورا صغيرا".
وقال المدعي العام جاسبر كلينج في افتتاح المحاكمة إن رسلان "كان يعرف درجة التعذيب" الذي كان يجري من أجل "انتزاع اعترافات ومعلومات حول المعارضة (السورية)".
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل ما لا يقل عن 60 ألف شخص جراء التعذيب أو نتيجة الأحوال المروعة في مراكز الاحتجاز التابعة للأسد.