قال محللون إن اتفاقًا عراقيًا جديدًا مع شركة توتال إنرجيز الفرنسية للاستثمار في 4 مشاريع عملاقة في مجال الطاقة في جنوبي العراق سيساعد العراق في معالجة نقص الكهرباء والحد من اعتماده على إيران.
كذلك، سيساعد العقد، الذي تبلغ قيمته 27 مليار دولار والذي وقع في بغداد بتاريخ 5 أيلول/سبتمبر بحضور رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، العراق على تطوير قدراته المحلية في مجالات إنتاج النفط والغاز.
وقال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار في بيان إن قيمة استثمارات الشركة الفرنسية في البنى التحتية ستبلغ 10 مليارات دولار، تليها دفعة ثانية بقيمة 17 مليار دولار.
ومن المتوقع أن يصل العائد الإجمالي من الأرباح للاتفاق الذي يمتد على 24 سنة، إلى 95 مليار دولار، باحتساب سعر برميل النفط بـ 50 دولارا.
وذكر حمزة الجواهري، وهو خبير نفطي، أن الاتفاق يأتي في إطار "مشروع الجنوب الكبير" ويشمل عقودا لتنفيذ 4 مشاريع كبرى في قطاعات الكهرباء والنفط والغاز.
وفي مقدمة هذه المشاريع، مشروع تطوير حقل أرطاوي النفطي بالبصرة لزيادة كميات إنتاجه اليومي من نحو 50 ألف برميل إلى 200 ألف برميل.
وأوضح الجواهري أن "سبب اختيار ذلك الحقل يعود لارتفاع تراكيز الغاز المصاحب لعملية استخراج النفط (الغاز المحترق)".
ونوّه بأنه ستتم معالجة الغاز المحترق عبر مشروع كبير آخر يتضمن بناء مجمع بمساحة 600 مليون قدم مربع.
وتابع أنه لضمان عدم تناقص مخزون الحقل من النفط، سيتم إنشاء مشروع لمعالجة مياه البحر وضخها للحقل عبر شبكة أنابيب بطاقة 5 ملايين برميل ماء باليوم.
وشرح أن ذلك سيزيد من ضغط النفط المتدفق.
وذكر أن "المشروع الرابع، وهو الأكثر أهمية، يشمل تشييد محطة لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية بطاقة ألف ميغاواط مع إمكانية زيادة كميات الإنتاج لنحو 3 أو 4 آلاف ميغاواط".
ومن المقرر أن تبدأ الأعمال الهندسية للمشاريع بنهاية العام الجاري.
اعتماد أقل على إيران
وشدد الجواهري على أهمية تلك المشاريع في تغطية حاجة العراق من الكهرباء والغاز المستخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية.
وسيساعد المشروع أيضا العراق في الحد من اعتماده في مجال الطاقة على إيران.
وبموجب الاتفاق، ستبلغ تكلفة الغاز الذي سينتجه مشروع شركة توتال في العراق 20 في المائة من تكلفة الغاز الذي تستورده البلاد من إيران.
ويكلف استيراد مليون وحدة حرارية حوالي 8 دولارات، بينما سيكلف إنتاج الكمية دولارا ونصف.
وقال الجواهري إن مشروع غاز أرطاوي هو جزء من مشاريع عدة قيد العمل ستغطي عند إنجازها نحو 90 في المائة من الاحتياج الكلي لإنتاج الكهرباء.
ولتشغيل محطاته الكهربائية، يستورد العراق من إيران معظم احتياجاته من الغاز وبأسعار تفوق الأسعار العالمية بأضعاف.
وتؤدي التوقفات المستمرة بإمدادات الغاز الإيراني إلى خفض ساعات التزويد بالكهرباء، ولا سيما خلال الصيف.
وفي هذا السياق، ذكر الخبير الاقتصادي أنس مالك دوهان الحسن أن بناء شراكة طويلة المدى مع فرنسا يشكل الجانب الأكثر إيجابية و"سيساعدنا على سد جزء كبير من النقص الحاصل بالكهرباء".
وقال إن الاتفاق مع توتال إنرجيز يعكس تحسن العلاقة بين العراق وفرنسا وجهود البلدين لبناء شراكة طويلة الأمد، لا سيما في المجال الاقتصادي.
ودعا "للاستفادة من الطاقات البشرية والموارد العراقية خلال إنجاز المشروعات المتفق عليها مع توتال".
وقال إنه من جانبها، ركزت بغداد على التأكيد على أن المشاريع ستوفر فرص عمل وتدريب للآلاف من العراقيين وستعزز مساعي التنمية الوطنية.