ويوم الثلاثاء، 24 آب/أغسطس اعترف رئيس منظمة السجون الإيرانية التي تدير جميع سجون الجمهورية الإسلامية، بصحة مشاهد الفيديو التي سُربت وأظهرت انتهاكات حقوق الإنسان في سجن إيفين.
وفي تغريدة قصيرة على تويتر، قال محمد مهدي الحاج محمدي إنه يتحمل "مسؤولية هذا السلوك غير المقبول"، لكنه لم يصل إلى حد الاعتذار من السجناء وعائلاتهم.
ويقع سجن إيفين في شمالي طهران ويعتبر أحد أكثر السجون شهرة في البلاد من حيث السمعة السيئة، حيث تضم جدرانه معظم السجناء السياسيين البارزين.
وتبنت مجموعة من القراصنة تدعى "عدالة [الإمام] علي" مسؤولية اختراق نظام الدائرة التليفزيونية المغلقة في السجن.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعطل فيها المتسللون كاميرات الدوائر التليفزيونية المغلقة. فقد سبق لهم منذ عدة أشهر أن اخترقوا نظام السكك الحديدية في طهران واستبدلوا أوقات المغادرة والوصول برسائل مناهضة للحكومة.
المسؤول لم يعتذر للسجناء
وأرسلت مجموعة القراصنة المشاهد إلى وكالة أسوشيتد برس وعدد آخر من وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية في الخارج. وكانت إذاعة فاردا، الذراع الفارسية لإذاعة أوروبا الحرة/راديو الحرية، السباقة في نشر الشريط يوم الأحد.
وفي اعترافه على تويتر قال الحاج محمدي إن "المخطئين" سيعاقبون، وتعهد بالحرص على "عدم تكرار مثل هذه الأحداث المأساوية".
واعتذر لحراس السجن والشعب لكنه لم يعتذر للسجناء وعائلاتهم.
ولم يعترف الحاج محمدي بما يجري في سجن إيفين إلا بعد تداول لقطات من كاميرات المراقبة المخترقة على نطاق واسع على تويتر ووسائل أخرى من وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل لمدة يومين.
تُظهر اللقطات الصامتة صفوفا من آلات الخياطة التي يستخدمها السجناء، وزنزانة حبس انفرادي مع مرحاض قرفصاء ومناطق خارجية من السجن. وثمة مشاهد لساحة التمارين بالسجن في الهواء الطلق، وحمامات السجناء والمكاتب داخل المنشأة.
ووفقا لوكالة أسوشيتد برس، تحمل معظم اللقطات تواريخ تعود لعام 2020 ولهذا العام.
ويظهر في أحد المقاطع رجل هزيل وهو يُلقى من سيارة في مرآب السيارات ليتم بعدها سحله. وفي آخر، رجل دين وهو ينزل الدرج ويمر بجانب الرجل دون أن يتوقف.
وفي مقاطع فيديو أخرى، شوهد حراس وهم يضربون رجلا يرتدي زي سجين، وأحد الحراس وهو يلكم سجينا في زنزانة، والحراس وهم يتشاجرون فيما بينهم كما يفعل السجناء، كما تظهر إحداها حشر عدد كبير من السجناء في زنازين تتألف من غرفة واحدة.
ونشر القراصنة أيضا صورا من غرفة التحكم في سجن إيفين تُظهر شاشات المراقبة وهي تومض برسائل تعلن عن التعرض لـ "هجوم إلكتروني".
رد فعل شعبي على تويتر
وأثار اعتراف الحاج محمدي ردود فعل غاضبة على الإنترنت.
ويوم الإثنين، شهد هشتاغ "عدالة علي" وهشتاغ "سجن_إيفين" رواجا كبيرا على تويتر بالفارسية.
وكتب أحد مستخدمي تويتر "سجن إيفين وصمة عار على عمامة رئيسي السوداء ولحيته البيضاء"، في إشارة واضحة إلىدور الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي في إعدام أكثر من 100 سجين سياسي عام 1988 في إيران .
وكانت مجموعة عُرفت فيما بعد باسم "لجنة الموت" قد قررت تنفيذ عمليات الإعدام الجماعية، وكان لرئيسي دور أساس فيها.
ووصفت منظمة العفو الدولية والعديد من منظمات حقوق الإنسان عمليات الإعدام الجماعية التي حدثت عام 1988 بأنها جريمة ضد الإنسانية.
وسجن إيفين الذي يحتجز فيه سجناء سياسيون هو واحد من مؤسسات حكومية إيرانية عدة فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات عام 2018، وبررت وزارة الخزانة الأميركية خطوتها بتعرض السجناء فيه لاعتداءات جنسية وجسدية وصدمات كهربائية.
واستخدم المرفق لسجن نشطاء مثل إسماعيل جيرامي، وهو موظف حكومي متقاعد شارك في تنظيم الاحتجاجات الأخيرة، والمحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان نسرين ستوده.
واتُهم جرامي بتنظيم احتجاجات دعت المسؤولين في صناديق التقاعد والضمان الاجتماعي الإيرانية إلى الاستقالة،فيما حوكمت ستوده لاعتراضها على سياسة إيران في قمع الاحتجاجات السلمية.