بيروت -- يتابع المجتمع الدولي عن كثب الوضع في لبنان، مع احتمال انهياره اقتصاديا وأزمة اللاجئين التي يواجهها وتدخل إيران المستمر في شؤونه.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد زار لبنان مرتين متتاليتين العام الماضي، وعقد منذ ذلك الحين مؤتمرات لمساعدة لبنان، آخرها في 4 آب/أغسطس.
وتزامنت التعهدات الجديدة مع الذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ في آب/أغسطس 2020 الذي أسفر عن وفاة المئات في بيروت، وبلغت نحو 370 مليون دولار أميركي، بحسب ما ذكر مكتب ماكرون.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أنه بالإضافة إلى ذلك، أعطيت وعود بتقديم "مساعدات عينية كبيرة".
ولكن مع سعي قادة العالم إلى تقديم المساعدة للبنان، أكدوا على ضرورة أن يتعامل قادته بشكل أفضل مع تداعيات الانفجار الهائل الذي وقع العام الماضي.
وقال ماكرون في المؤتمر "أعتقد أن القادة اللبنانيين... يدينون لشعبهم بالحقيقة والشفافية".
وأصبحت بعض المواد مثل الوقود والأدوية والغذاء شحيحة في لبنان حيث تتناحر الأحزاب السياسية على تشكيل الحكومة الجديدة، ما أدى إلى تعطيل خطة إنقاذ دولية يحتاجها لبنان بصورة ماسة.
اهتمام بلبنان
وتعكس المساعدات الأخيرة اهتمام المجتمع الدولي.
وقال أستاذ العلاقات الدولية عماد سلامة، إن لبنان مهم استراتيجيا بالنسبة للمجتمع الدولي لأسباب عدة، منها موقعه الجغرافي على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف أن وجود العدد الكبير من اللاجئين السوريين في لبنان يمثل أيضا مصدر قلق إنساني.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن المجتمع الدولي قلق أيضا من نفوذ الحرس الثوري الإيراني في البلاد عبر ذراعه حزب الله، واستخدامه للبنان كقاعدة لتنفيذ أجندة النظام الإيراني التوسعية، بحسب سلامة.
من جانبه، قال الصحافي جورج شاهين إن وتيرة الاهتمام الدولي بلبنان ارتفعت منذ العام الماضي لأن الأوضاع في البلاد "بلغت مرحلة الانفجار الوشيك".
وأضاف أن عجز الدولة عن توفير أدنى الخدمات الأساسية هو أمر مقلق أيضا، لا سيما وأنه سيؤثر حتما على استقرار أكبر تجمع للاجئين في العالم.
بدوره، اعتبر الصحافي شارل جبور أن الاهتمام الدولي بلبنان قد "تكثف بعد انفجار مرفأ بيروت... فيما يعاني اللبنانيون من فراغ سياسي معطوف على انهيار اقتصادي".
وأضاف أن المجتمع الدولي يخشى من "سقوط لبنان في الفوضى" ويسعى عبر مساعداته المباشرة للشعب أن يحول دون وقوع الأسوأ.
وأكد جبور أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على المسؤولين اللبنانيين، وأن المجتمع الدولي يفعل كل ما في وسعه، "إذ أنه يدفع لإجراء الإصلاحات وينظر في فرض عقوبات على المعطلين".
التهديد الإيراني
وقال شاهين إن الأمر الذي يقلق المجتمع الدولي على نحو خاص هو "حجم التوغل الإيراني في لبنان".
هذا ويزعم الكثير من اللبنانيين أن حزب الله الذي تدعمه إيران هو السبب الرئيس لمشاكل البلاد، ويلقون باللائمة عليه في عدم قدرة لبنان على إخراج نفسه من الأزمة.
يذكر أن الحزب الذي يستمر بالسيطرة على مفاصل صنع القرار السياسي في لبنان، مصنف كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
ويعتبر تحصن الحزب في لبنان السبب الرئيس وراء تعثر المحادثات مع صندوق النقد الدولي، الأمر الذي يعرقل سبل إنعاش اقتصاد البلاد.
في هذه الأثناء، أعلن مكتب الأمن الدولي ومنع انتشار الأسلحة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية يوم 9 آب/أغسطس، أنه سيضع حزب الله على لائحته السوداء لخرقه حظر الأسلحة المفروض على إيران وسوريا وكوريا الشمالية.