قالت الولايات المتحدة يوم الأربعاء، 4 آب/أغسطس، إنها تشك في تورط إيران في الاختطاف المزعوم لسفينة في خليج عمان فيما تعهدت بالعمل مع بريطانيا للرد على هجوم مميت سابق ألقت باللائمة فيه على طهران.
وقالت عمان إن السفينة أسفلت برنسيس وهي ناقلة للأسفلت والبيتومين، تعرضت لـ"حادث اختطاف في المياه الدولية" يوم الثلاثاء، وإن السلطنة قامت بنشر طائرات وسفن بحرية.
وكانت منظمة عمليات التجارة البحرية بالمملكة المتحدة قد أفادت في البداية عن وقوع حادث "غير قرصنة" على متن السفينة قبل أن تقوم بتحديث وصفها إلى "محاولة اختطاف محتملة".
وأفاد موقع استخبارات صناعة الشحن لويدز ليست بأن مسلحين صعدوا على متن السفينة أسفلت برنسيس وأمروها بالإبحار إلى إيران.
وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا إن الحادث الغامض انتهى بعد يوم واحد، بعدما غادر الخاطفين المزعومين السفينة التي تحمل علم بنما.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس يوم الأربعاء "نعتقد أن هؤلاء الأفراد إيرانيون".
وأضاف "لقد تبنت إيران نمطا من العداء من حيث الهجمات التي تقوم بها أذرعها في المنطقة، وبالطبع هذه الهجمات البحرية أيضا"، مبينا أن الظروف في الحادث الأخير "لا تزال تتكشف".
من جانبها، قالت وزارة الدفاع العمانية إن سلاحها الجوي نفذ طلعات بالقرب من السفينة أسفلت برنسيس، وإن بحريتها نشرت عددا من السفن لتأمين المياه.
وأضافت أن "الاختطاف المحتمل" للسفينة وقع على بعد مائة كيلومتر شرقي ميناء الفجيرة الإماراتي فيما كانت السفينة متجهة نحو مضيق هرمز وهو أحد أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم.
رد منسق
وفي هذه الأثناء، قالت شركة أمبري للأمن البحري يوم الخميس إن حارس الأمن البريطاني الذي لقي مصرعه في هجوم إيراني مشتبه به نفذ بطائرة مسيرة على الناقلة ميرسر ستريت قبالة ساحل عمان الأسبوع الماضي كان جنديا سابقا في الجيش البريطاني.
كذلك لقي ربانا رومانيا مصرعه في الهجوم الذي شن يوم 29 تموز/يوليو على الناقلة ميرسر ستريت التي يديرها الملياردير الإسرائيلي المعروف إيال عوفر في لندن، وذلك لدى مرورها بالقرب من جزيرة مصيرة في بحر العرب.
وقد اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل إيران بالوقوف وراء الهجوم.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الهجوم بأنه "غير مقبول وشائن" وحذرت إيران من تداعياته.
كما تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء مع وزير الخارجية البريطانية دومينك راب حول الجهود المتواصلة لتشكيل رد منسق لهجوم إيران على الناقلة ميرسر ستريت، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية.
وقال محللون أمنيون إن الهجوم العنيف قد زاد من المخاطر في "حرب الظل" التي تُشن ضد السفن المرتبطة بإيران وإسرائيل.
من جانبه، حث وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس السفراء في القدس على "مساءلة إيران على أفعالها".
وقد ذكر بالاسم ضابطا بارزا في الحرس الثوري الإيراني قال إنه مسؤول عن مهاجمة الناقلة وتنفيذ ضربات أخرى.
وأوضح غانتس أن "سعيد أرا جاني هو رئيس قيادة الطائرات المسيرة في الحرس الثوري الإيراني. وهذا هو الرجل المسؤول شخصيا عن الهجمات الإرهابية في خليج عمان".
هذا وتأتي هذه التوترات فيما يؤدي رئيس إيران الجديد إبراهيم رئيسي اليمين الدستورية أمام البرلمان يوم الخميس، وفي ظل مواجهة إيران اقتصادا يعاني من العقوبات وأزمة صحية طاحنة ومفاوضات شائكة حول برنامجها النووي.