تواصل الصين عرقلة تحقيق دولي في مصدر جائحة فيروس كورونا، فيما يطالب مسؤولو الصحة العالمية بمزيد من الشفافية.
فمنذ اكتشاف الحالات الأولى لكوفيد-19 في ووهان في كانون الأول/ديسمبر 2019، كانت المعلومات الواردة من الصين غامضة في أحسن الأحوال.
وقد اتهم المنتقدون بكين بالتقليل من حجم التفشي ونطاقه حين ظهر للمرة الأولى، في حين يتكهن بعض أصحاب النظريات بأن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر في معهد ووهان لعلم الفيروسات.
وحث مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس آدهانوم غيبريسوس يوم الخميس، 15 تموز/يوليو، الصين على إظهار المزيد من التعاون في المرحلة القادمة من التحقيقات في مصدر الجائحة، مطالبا بوصول أكبر إلى البيانات الأولية.
وأقر تيدروس متحدثا إلى الصحافيين في جنيف، بأن تحركا سابقا لاستبعاد إمكانية أن يكون كوفيد-19 قد تسرب من معهد ووهان لعلم الفيروسات كان "سابقا لأوانه".
وقال إن منظمة الصحة العالمية تمهد الطريق للمضي قدما في تحقيقات جديدة في مصدر كوفيد-19، مضيفا "نأمل أن يكون هناك تعاون أفضل لمعرفة ما حدث بالضبط".
هذا وتواجه المنظمة الصحية التابعة للأمم المتحدة ضغوطا مكثفة لإجراء تحقيق جديد وأكثر تعمقا في مصدر كوفيد-19.
وكانت المنظمة قد تمكنت من إرسال فريق من الخبراء الدوليين المستقلين إلى ووهان في شهر كانون الثاني/يناير، أي بعد أكثر من عام من ظهور الحالة الأولى لكوفيد-19 في أواخر عام 2019.
وأوضح تيدروس أن أحد التحديات الرئيسية أثناء المرحلة الأولى من التحقيق كان "الوصول إلى البيانات الأولية... فلم تتم مشاركة البيانات الأولية".
وتابع "والآن صممنا المرحلة الثانية من الدراسة، ونطلب من الصين أن تكون شفافة ومنفتحة ومتعاونة، ولا سيما في ما يتعلق بـ... البيانات الأولية التي كنا قد طالبنا بها في الأيام الأولى من الجائحة".
يذكر أن التقرير الذي طال انتظاره بعد المرحلة الأولى من التحقيق قد نُشر في أواخر شهر آذار/مارس، وقوبل بانتقادات لعدم تقييم نظرية التسرب من المختبر بصورة أكثر تعمقا، حيث أن الأشخاص الذين أعدوه لم يخصصوا إلا 440 كلمة فقط في التقرير لمناقشتها ورفضها.
وإن تيدروس الذي أكد مباشرة بعد نشر التقرير أن كافة النظريات لا تزال مطروحة، قد كرر الخميس أن هناك حاجة لإجراء المزيد من التحقيقات في فرضية التسرب من المختبر.
وذكر أنه كان هناك "تحرك سابق لأوانه" لاستبعاد تلك النظرية.
وقال "نحتاج لمعلومات مباشرة حول الوضع الذي كانت فيه تلك المختبرات في السابق، أي في بداية الجائحة".
ʼثقافة الخداعʻ
وتأتي تصريحات النفي الأخيرة في ظل اتهام وزارة الخارجية الأميركية معهد ووهان لعلم الفيروسات في شهر كانون الثاني/يناير بالانخراط في "أنشطة عسكرية سرية".
وقالت الوزارة في ورقة وقائع نشرت يوم 15 كانون الثاني/يناير إنه "طوال أكثر من عام، منع الحزب الشيوعي الصيني على نحو ممنهج إجراء تحقيق شفاف وشامل في مصدر جائحة كوفيد-19، واختار بدلا من ذلك أن يخصص موارد هائلة للخداع والمعلومات المضللة".
وأضافت أن "هوس الحزب الشيوعي الصيني القاتل بالسرية والسيطرة يأتي على حساب الصحة العامة في الصين وحول العالم".
وتابعت الوزارة أن "معهد ووهان لعلم الفيروسات تعاون في المطبوعات والمشاريع السرية مع الجيش الصيني. وقد انخرط المعهد في أبحاث سرية، بما في ذلك تجارب على حيوانات في المختبرات، لصالح الجيش الصيني منذ عام 2017 على الأقل".