تزداد الأهمية الاستراتيجية للفجيرة التي تشكل إحدى الإمارات الـ 7 في الإمارات العربية المتحدة، وتبرز بصورة سريعة كأحد أهم الموانئ في الشرق الأوسط.
وكونها الإمارة الوحيدة التي لها خط ساحلي على خليج عُمان، برزت أهمية الفجيرة في ظل استمرارها بتطوير قدرات تخزين النفط ومعالجته.
حيث أصبحت مصفاتها الثالثة عاملة في حزيران/يونيو 2020، ومن المتوقع أن تصبح الرابعة عاملة في وقت لاحق من العام الجاري.
وتسمح هذه المرافق، إلى جانب محطة خط أنابيب النفط الخام في أبوظبي، للإمارات بتخفيض الاعتماد على مضيق هرمز لنقل النفط وتصديره من دون الخوف من التهديدات الإيرانية.
وفي هذا الإطار، قال خالد الزعبي الأستاذ المحاضر بكلية القانون بجامعة عجمان إن "الفجيرة تعتبر من الإمارات القوية جدا سياسيا واستراتيجيا في دولة الإمارات، وهذا الأمر يعود أولا لموقعها الجغرافي المميز بالقرب من مضيق هرمز".
وذكر أنها مركز أساسي لاستقبال النفط وتخزينه، علما أن أكثر من نصف الإنتاج اليومي من النفط الخام للإمارات يمر عبرها.
وأضاف أنه كل يوم يعبر 1.5 مليون برميل من النفط عبر خط أنابيب النفط الخام في أبوظبي الذي أنشأ لتجاوز مضيق هرمز، ويربط حقل حبشان في إمارة أبو ظبي بالفجيرة.
وتابع أن "دولة الإمارات، وبالتعاون مع الحكومة المحلية لإمارة الفجيرة، تقوم بتوسعة القدرات التخزينية للنفط في ميناء الإمارة لتصل إلى 22 مليون برميل على الأقل"، وذلك بواسطة شركات وطنية كشركة أدنوك وشركة بروج.
وذكر الزعبي أن الفجيرة، التي استطاعت الحصول على الاعتراف بها كدولة مستقلة في العام 1952 وانضمت رسميا إلى الإمارات في العام 1971، قد لعبت دورا مهما في مجالي الشجن والتجارة لأكثر من 3000 عام.
وقال إنها اليوم ثاني أكبر ميناء في العالم لتزويد السفن بالوقود، ويتم تعزيزها بمصادر أخرى عديدة كالسياحة والقطاع الزراعي الفعال.
مواجهة التهديدات الإيرانية
وبدوره، قال الضابط المتقاعد في الجيش الإماراتي عبدالله العامري إن الفجيرة تعتبر "رأس حربة قوي لمواجهة التهديدات الإيرانية لقطع مسار السفن العالمية وناقلات الحاويات وناقلات البترول في مضيق هرمز".
ولفت إلى موقع الإمارة على خليج عُمان وعلى الممر المائي الذي يؤدي إلى الخليج العربي، وعند محطة خط أنابيب النفط الخام في أبوظبي.
وتابع أن خط أنابيب النفط الخام في أبوظبي "يعتبر من أهم الخطوط التي تنقل المواد البترولية كونه يمتد من نقطة انطلاقه وحتى نقطة الوصول بأراضي دولة الإمارات".
وأوضح أن ذلك يساعد الدولة في حماية خط الأنابيب من التهديدات التي قد تؤثر على التدفق اليومي للنفط، مشيرا إلى أن الجبال العالية المحيطة بالميناء تقدم له أيضا حماية طبيعية.
وتابع أن توسيع قدرات التخزين النفطي للفجيرة يوفر بعض الحماية في وجه التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره خمس الاستهلاك العالمي للمحروقات والمواد البترولية.
ومن جهته، اعتبر الخبير العسكري السعودي منصور الشهري أن تطوير الفجيرة يعد مثالا يحتذى به لمواجهة التهديدات الأمنية، ولا سيما الإيرانية منها، بمنع الحركة البحرية في مضيق هرمز وتأخير تصدير النفط.
وأشار إلى وقوع "العديد من الأحداث الأمنية التي نتجت عن هجومات إيرانية أو تهديدات من قبل زوارق البحرية الإيرانية في المضيق منذ أكثر من 3 عقود".
وذكر الشهري أن هناك العديد من خطوط أنابيب النفط الأخرى، بما في ذلك تلك التي لا تستخدم بكامل طاقتها حاليا، والتي قد تحسن الأمن النفطي.
وقال إنه في حال تم استخدامها مع عمليات توسيع جديدة، فسيكون لدى خط بترولاين السعودي وخط أبقيق وخط الأنابيب العراقي مخزون كاف غير مستخدم يطمئن الإمدادات النفطية العالمية ويجنب عمليات التعطيل أو ارتفاع الأسعار بسبب التهديدات الأمنية.