إقتصاد

الجفاف والميليشيات المدعومة من إيران يعرقلان الإنتاج الزراعي في العراق

فارس العمران

مزارع يحصد محصول القمح في محافظة نينوى العراقية في 16 أيار/مايو. [مديرية زراعة نينوى]

مزارع يحصد محصول القمح في محافظة نينوى العراقية في 16 أيار/مايو. [مديرية زراعة نينوى]

أوشك المزارع العراقي خليل اللهيبي وأصله من محافظة نينوى على الانتهاء من جني محصوله من القمح للعام الجاري. ولكن عقب موجة جفاف حادة، يتوقع أن يكون إنتاجه أقل من نصف ما كان عليه العام الماضي.

وواجه المزارعون العراقيون في موسم الشتاء الماضي صعوبات في توفير مياه الري بسبب الجفاف.

وقال اللهيبي "اعتمدنا في هذا الموسم بشكل كبير على المياه الجوفية وأدوات الرش لإرواء مساحات محدودة جدا من الأراضي. وإن نقص الماء فاقم مشكلاتنا الكثيرة [...] وتجعل الخسائر العمل بلا جدوى".

ولا يشكل الجفاف التحدي الوحيد الذي يواجهه المزارعون العراقيون اليوم، في ظل تعرض القطاع الزراعي للضغوط أيضا من الميليشيات المدعومة من إيران.

شاحنات محملة بالقمح تستعد لتفريغ حمولاتها في أحد الصوامع الحكومية في العراق بتاريخ 11 أيار/مايو. [وزارة التجارة العراقية]

شاحنات محملة بالقمح تستعد لتفريغ حمولاتها في أحد الصوامع الحكومية في العراق بتاريخ 11 أيار/مايو. [وزارة التجارة العراقية]

وقال مزارعون إن الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني تغرق الأسواق المحلية بالمحاصيل المستوردة، مما يتسبب بتراجع في أسعار النتاج المحلي.

وفي هذا السياق، ذكر مزاحم الحويت المتحدث باسم العشائر العربية في محافظة نينوى أن "سلوك الميليشيات لا يقل ضررا عن أزمة الجفاف الحادة التي تهدد اليوم الإنتاج الزراعي".

وتابع أنه "رغم هذه الأزمة، لا زالت جماعات إيران ترهق قطاع الزراعة بالأعمال الفاسدة وتضاعف معاناة المزارعين".

ونوّه بأن الميليشيات تغرق السوق بالمحاصيل المستوردة أو المهربة من إيران، وتعمد أحيانا إلى تغيير علاماتها التجارية أو تسويقها على أنها منتجات محلية.

وأشار إلى أن "الاقتصاد الزراعي في محافظة نينوى، والتي توصف بأنها سلة طعام العراقيين، يعاني من تدخلات وهيمنة الفصائل المسلحة النافذة ككتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء وعصائب أهل الحق وكتائب الإمام علي".

وأكد الحويت أن عناصر الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري يقومون بإخافة المزارعين وأخذ الاتاوات منهم ويسيطرون ويؤثرون على القطاع الزراعي للبلاد لصالحهم.

وقف عمليات إحراق المحاصيل

وفي منتصف أيار/مايو، نقل عدد من وسائل الإعلام أن الميليشيات التابعة للحرس الثوري تخطط للسيطرة على مخازن القمح والشعير المملوكة للدولة في مدينة الموصل.

وجاء في تقرير لموقع العربي الجديد أن عناصر عصائب أهل الحق وكتائب سيد الشهداء يضغطون على المزارعين لبيع مخزون الشعير لهم بأسعار تعود عليهم بالمنفعة.

وعلى أثر ذلك، قفز سعر محصول الشعير في السوق إلى الضعف من 208 آلاف دينار (142 دولارا) إلى 400 ألف دينار (274 دولارات) للطن الواحد، بحسب ما ذكره الموقع.

وفي هذه الأثناء، تحدثت معلومات عن مخاوف أوردها بعض المزارعين بشأن تكرر حوادث احتراق الحقول الزراعية خلال مواسم الحصاد، وقد اتهم هؤلاء الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري بإضرام النيران لإبقاء العراق معتمدا على الواردات.

بدوره، قال مدير زراعة نينوى دريد حكمت طوبيا للمشارق إن مكتبه أعد خطة مشتركة مع فرق الدفاع المدني لاحتواء أية حرائق ممكن أن تنشب في الأراضي الزراعية.

وذكر أن "معدلات الحرائق في تناقص، فقبل عامين شهدت المحافظة 327 حريقا وفي العام الماضي 127 حريقا [...]. نأمل في موسم الحصاد الحالي ألا نواجه هكذا حوادث".

وتابع طوبيا أن "الجفاف أثر كثيرا على منتوج نينوى من الحبوب وخاصة من الحنطة التي انخفض إنتاجها من مليون طن في الموسم الماضي إلى نحو 395 ألف طن خلال هذا الموسم".

وأشار إلى أن كمية الشعير التي تم إنتاجها فبلغت 11 ألف طن فقط، وهي كمية ضئيلة جدا لا تكفي للتسويق.

ولفت إلى أن صوامع الحبوب الحكومية فتحت أبوابها لشراء الحنطة المجهزة من المزارعين.

وأوضح "سلمنا كتب تسويق لـ 10 آلاف فلاح مسجلين ضمن الخطة الزراعية الحالية في نينوى، والتي تمضي بانسيابية".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500