سياسة

زيارة وفد حزب الله إلى موسكو مؤشر آخر على الانتهازية الروسية

فريق عمل المشارق

زار وفد من حزب الله موسكو هذا الأسبوع وبحث قضايا الشرق الأوسط مع السفير الإيراني في روسيا كاظم جلالي (من الأمام، الثاني إلى اليمين) في 15 آذار/مارس. [تسنيم]

زار وفد من حزب الله موسكو هذا الأسبوع وبحث قضايا الشرق الأوسط مع السفير الإيراني في روسيا كاظم جلالي (من الأمام، الثاني إلى اليمين) في 15 آذار/مارس. [تسنيم]

موسكو -- قام وفد من حزب الله اللبناني بزيارة نادرة لموسكو هذا الأسبوع، فيما اعتبره المراقبون مؤشرا آخر على انتهازية روسيا واستعراضها السياسي في الشرق الأوسط.

وترأس النائب اللبناني محمد رعد وفد حزب الله المؤلف من أربعة أعضاء، وجاءت الزيارة في وقت يغرق فيه لبنان في أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها منذ عقود ويواجه مأزقًا سياسيًا نتيجة الخلاف حول تشكيل الحكومة الجديدة.

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد فرضت عقوبات على رعد في تموز/يوليو 2019 على خلفية "استغلال النظام السياسي والمالي في لبنان" لصالح حزب الله، وفق ما أوضحت حينها وزارة الخزانة الأميركية.

وذكرت قناة المنار التلفزيونية اللبنانية أن الزيارة، التي استمرت ثلاثة أيام وبدأت يوم الاثنين 15 آذار/مارس، شهدت اجتماعات في وزارة الخارجية ومجلس الاتحاد أي مجلس الشيوخ بالبرلمان، ودوما الدولة أي مجلس النواب.

جندي روسي يبحث عن مخلفات بكاشف معادن خلال دورية عسكرية روسية تركية مشتركة في الريف القريب من الدرباسية المحازية للحدود مع تركيا في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، وذلك يوم 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2020. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

جندي روسي يبحث عن مخلفات بكاشف معادن خلال دورية عسكرية روسية تركية مشتركة في الريف القريب من الدرباسية المحازية للحدود مع تركيا في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، وذلك يوم 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2020. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

كما تضمنت محادثات في السفارة الإيرانية في موسكو.

وقال رعد لوكالة سبوتنيك إن الوفد يعتزم تبادل وجهات النظر حول التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة.

والتقى الوفد يوم الاثنين بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وتلا ذلك اجتماع مطول آخر مع نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف. وشدد كلاهما على أهمية الإسراع بتشكيل حكومة في لبنان.

لكن مراقبين أكدوا أن تدخل حزب الله السافر في إدارة الدولة وإصراره على تمثيله في أية حكومة جديدة يشكلان العقبة الرئيسة أمام حل الأزمة الحكومية.

وفي هذا السياق، قال مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسن قطب إن "ما يحتاجه لبنان وبإلحاح هو وضع حد لهيمنة حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله".

وأضاف أن هذا "المطلب اللبناني" هو نتيجة الأذى الكبير الذي سببه الحزب المدعوم من إيران للبلاد على مدى سنوات.

وأوضح أن هيمنة حزب الله على عملية صنع القرار في لبنان تسببت في توتير علاقاته الدبلوماسية مع دول المنطقة والعالم، كما أن عرقلته لجهود تشكيل الحكومة كلفت لبنان ثمنا باهظا.

وفي الأسبوع الماضي، وخلال زيارة قام بها إلى الإمارات، ناقش لافروف الشؤون اللبنانية مع رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، في مؤشر آخر على محاولة روسيا بسط نفوذها في لبنان والمنطقة.

المشهد من موسكو

وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف أجرى مباحثات مع حزب الله، حسبما ذكرت وكالة ريا نوفوستي الحكومية للأنباء.

وقد تحدثت الوزارة عن المحادثات التي جمعت بوغدانوف يوم الثلاثاء والسفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي، وتضمنت القضايا التي نوقشت "تطورات الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع التركيز على... سوريا واليمن وليبيا والخليج الفارسي"، بحسب بيان لها.

أهداف روسيا في سوريا

والتقى وفد حزب الله أيضا بالسفير الإيراني جلالي يوم الاثنين، وتناول الجانبان الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك آخر التطورات في لبنان وسوريا.

وقد أكد جلالي مجددًا على دعم إيران لحزب الله.

هذا وتقاتل روسيا وإيران وحزب الله نيابة عن الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الدائرة بذلك البلد، والتي دخلتعامها الحادي عشر يوم الاثنين.

حيث كان حزب الله قد أرسل قواته للقتال في سوريا في انتهاك لسياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومات اللبنانية المتعاقبة.

من جهة أخرى، انتشرت شركات الأمن الخاصة،وأغلبها تابع لروسيا وإيران، بصورة كبيرة في سوريا خلال السنوات الأخيرة إلى حد قوضت فيه دور الجيش السوري.

وفي هذا الإطار، قال الخبير الأمني والمحلل العسكري والضابط العسكري المصري المتقاعد عبد الكريم أحمد إن إنشاء هذه الشركات شكل "بوابة للدول والجهات الفاعلة من داخل سوريا وخارجها تمكنت عبرها من القيام بأنشطة وعمليات عسكرية خدمة لتحقيق خططها".

ولم تعد القوات التابعة لقوى أجنبية تعمل كجيش متماسك، بل باتت تشكل خليطا من القوات النظامية والميليشيات المتحالفة معها، وسط تنافس هذه القوى الأجنبية للسيطرة على كل منها واستخدامها لتحقيق أجنداتها الخاصة.

ويتهم الكثير من السوريين روسيا باستغلال الحرب الدائرة في بلادهم من أجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.

فمنذ سنوات، كان أحد أهداف روسيا غير المعلنة هو السيطرة على الموارد الطبيعية الهائلة في سوريا والتي ما تزال غير مستغلة على الرغم من تأكيد الدراسات وجودها، خصوصا في شرقها وفي منطقة دير الزور تحديدا.

ومن الأهداف الروسية الأخرى الحصول على عقود مربحة في مجال إعادة الإعمار وتوقيع اتفاقيات لضمان وجود عسكري لها في البلاد على المدى الطويل.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500