أمن

لبنانيون يطالبون بمحاسبة نصرالله بعد ʼتدميرهʻ البلاد

نهاد طوباليان

لبنانيون يتابعون خطابا لحسن نصرالله على شاشة في مدينة النبطية جنوبي لبنان في 12 كانون الثاني/يناير 2020. [محمود الزيات/وكالة الصحافة الفرنسية]

لبنانيون يتابعون خطابا لحسن نصرالله على شاشة في مدينة النبطية جنوبي لبنان في 12 كانون الثاني/يناير 2020. [محمود الزيات/وكالة الصحافة الفرنسية]

بيروت – طالب ناشطون وخبراء اقتصاديون ومراقبون سياسيون في لبنان بمحاسبة أمين عام حزب الله حسن نصرالله على الفوضى التي تسبب بها طوال سنوات، وبالحد من هيمنته المفرطة والمدمرة.

واعتبر مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسان قطب، أن "أكثر ما يحتاجه لبنان هو كف يد حزب الله وزعيمه حسن نصرالله" عنه.

وتابع أن هذا "المطلب اللبناني" هو نتيجة سنوات من الأذى الذي ألحقه الحزب المدعوم من إيران بالبلاد.

وأشار إلى أن هيمنة حزب الله على القرار اللبناني أدت إلى تعطيل العلاقات الدبلوماسية مع دول المنطقة والعالم، علما أن عرقلته لمساعي تشكيل حكومة قد كبّدت لبنان تكاليف باهظة.

متظاهرون لبنانيون يضعون حبل مشنقة حول مجسم لحسن نصرالله في وسط بيروت بتاريخ 8 آب/أغسطس 2020، خلال تظاهرة أقيمت ضد قيادة سياسية يتهمونها بانفجار المرفأ الذي أدى إلى مقتل أكثر من 150 شخصا وشوّه ملامح العاصمة بيروت. [وكالة الصحافة الفرنسية]

متظاهرون لبنانيون يضعون حبل مشنقة حول مجسم لحسن نصرالله في وسط بيروت بتاريخ 8 آب/أغسطس 2020، خلال تظاهرة أقيمت ضد قيادة سياسية يتهمونها بانفجار المرفأ الذي أدى إلى مقتل أكثر من 150 شخصا وشوّه ملامح العاصمة بيروت. [وكالة الصحافة الفرنسية]

تجمع لمتظاهرين لبنانيين حول ʼشعلة 17 تشرين الأولʻ التي أضيئت في الذكرى الأولى لانطلاق حراك احتجاجي مناهض للحكومة في مختلف أنحاء البلاد، مقابل مرفأ بيروت المدمر وذلك يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر. وكان أحد مطالب المتظاهرين نزع سلاح حزب الله. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

تجمع لمتظاهرين لبنانيين حول ʼشعلة 17 تشرين الأولʻ التي أضيئت في الذكرى الأولى لانطلاق حراك احتجاجي مناهض للحكومة في مختلف أنحاء البلاد، مقابل مرفأ بيروت المدمر وذلك يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر. وكان أحد مطالب المتظاهرين نزع سلاح حزب الله. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

وذكر أن الحزب تحدى سياسة النأي بالنفس التي كان يعتمدها لبنان من خلال تورطه في الحرب السورية، كما أنه تجاهل مطالب الشعب اللبناني بعودة لبنان إلى سياسة الحياد.

وأوضح أن "لبنان بحاجة لمشروع إقليمي-دولي لإنقاذه من هيمنة الميليشيات المسلحة المرتبطة بإيران ومن منظومة الفساد" التي سمحت لميليشيا غير حكومية مثل حزب الله بالاستمرار بحمل السلاح.

وتابع أن الشعب اللبناني يعاني من "مأساة إنسانية نتيجة تردي وضعه المادي وفقدانه للأمن والاستقرار والطموح بمستقبل أفضل"، ملقيا اللوم بذلك بشكل خاص على حزب الله وحلفائه.

وقال إن حزب الله قام بالتعاون مع التيار الوطني الحر "بالهيمنة على مؤسسات الدولة القضائية والأمنية والصحية والكثير من البلديات، ووجه خدماتها وفق سياساته ومخططاته ومشاريعه".

وحتى يعض القياديين وعناصر سابقين في حزب الله أعربوا عن استيائهم من الحزب.

وفي مقابلة جريئة مع المشارق، قال أحد المنشقين إنه ترك الحزب لأنه كان معارضا للاغتيالات والمعارك التي دمرت لبنان، إلى جانب الضغط الدائم لمعاداة دول الخليج وخلق انقسامات في لبنان.

وقال "لم أكن أحبذ فكرة أن نشاط حزب الله عطل اقتصاد لبنان وحمى الفاسدين. كنت أيضا ضد المشاركة في حرب ضد الشعب السوري".

وفي خطاب متلفز ألقاه عقب انفجار 4 آب/أغسطس في مرفأ بيروت، قال القائد السابق لحزب الله صبحي الطفيلي إن نصرالله يجب أن يكون أول من يمثلون أمام المحكمة في قضية الحادثة المميتة، "كونه فوق بقية الحكومة".

انهيار اقتصادي ومالي

وفي هذا السياق، قال خبير اقتصادي طلب عدم ذكر اسمه أن حزب الله "هو المرض الذي يجب استئصاله".

وأوضح أن "الدستور اللبناني كان منذ العام 1926 واضحا بإعلانه أن لبنان بلد الحريات والمبادرات الفردية".

وتابع "على هذا الأساس انتعش الاقتصاد اللبناني بمرحلة ما بعد الاستقلال أكثر بكثير من الدول المجاورة نظرا لهذا التميز بالاقتصاد الحر في منطقة كانت تطغى عليها الأنظمة الديكتاتورية".

ولفت الخبير إلى أن الأزمة الحالية والانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي والاجتماعي في لبنان "يعود لفقدان الأسس الليبرالية التي تم بناء الكيان اللبناني على أساسها".

وأشار إلى أن الحريات السياسية المقموعة بالاغتيالات والحريات الاقتصادية المصادرة بالاحتكار والفساد، ساهمت في إيصال لبنان إلى ما هو عليه اليوم.

وذكر "لعب الفساد والاحتكار والتهريب دورا كبيرا بضرب ركائز الاقتصاد اللبناني. ويكفي النظر للمستفيد من هذا الوضع لمعرفة من يقوم بهذا الدور".

وأوضح أنه على المستوى النقدي، "ضرب حزب الله الليرة اللبنانية".

وأضاف أنه من خلال ذلك، أخذ اللبنانيين رهينة "بحكم أنه المصدر الوحيد للدولارات والسيطرة على الاقتصاد من خلال قدرته المالية وبالتحديد السيطرة على الاستيراد".

وأشار إلى أنه ولتحقيق هدفه، استخدم حزب الله "الصرافين من الفئة الأولى" والمحميين منه لتهريب الدولارات إلى سوريا.

وتشمل المؤسسات المالية من الفئة الأولى مؤسسات مخولة تقل المال إلى الخارج وتحويل المال عبر نظام الحوالة أو نقل الأموال عبر وسائل إلكترونية.

الحاجة إلى دولة قوية

بدوره، قال الكاتب السياسي وأحد أبرز وجوه اللقاء الوطني لقوى الثورة حارث سليمان، إن الوقت قد حان "لوضع حد لهيمنة حزب الله على لبنان" بشخص نصرالله.

وأكد أنه "دمر [البلاد] بالكامل".

وذكر أن "لبنان بحاجة لدولة تستحق اسمها على المستويات الدستورية والقانونية والسياسية والأمنية والإعلامية كافة، وتضمن حسن سير مؤسساتها".

وتابع أنه يحتاج إلى "حكومات تأخذ قرارات من منطلق داخلي ووطني، لا قرارات تفرض عليها من الخارج ووفق ما تمليه عليها [مرجعيات] مرتبطة بالخارج".

واعتبر أن السبب الأساسي لمشاكل لبنان هو "نصرالله وسائر الأطراف المتحالفة معه". ومع ذلك أضاف أنه "إذا انتقل نصرالله إلأى إيران، فالمشكلة لن تنتهي لعدم وجود كيان دولة".

وأضاف "[علينا] كشعب إعادة بناء الدولة على حساب نصرالله وحزبه وكل الأطراف التي ساهمت بالقضاء على لبنان".

وختم قائلا "نريد إعادة تنظيم الدولة وفق مفهومها القانوني والدستوري، كما نحتاج إلى صون الحريات الفكرية والشخصية ووضع حد للهيمنة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500