جدال بين زعماء وخبراء من المجال الطبي في إيران بشأن ʼلقاح روسيʻ خطير

تشهد إيران خلافا علنيا بين النظام الإيراني والمسؤولين في القطاع الطبي بشأن شراء وإعطاء لقاح كوفيد-19 الروسي في إيران.

ومن المنتظر أن تصل شحنات لقاح سبوتنيك إلى إيران يوم الخميس، 4 شباط/فبراير، في ظل موجة انتقادات عارمة لقرار النظام استيراده رغم أنه لم تصادق عليه هيئة طبية عالمية موثوق بها.

وخلال زيارة له إلى موسكو في 26 كانون الثاني/يناير، أعلن وزير الخارجية الإيرانية جواد ظريف بصورة مفاجئة قرار استخدام سبوتنيك في بإيران.

ولم تكن هذه الموافقة قد صدرت عن وزارة الصحة أو فريق مواجهة فيروس كورونا التابع لها في ذاك الحين.

وانتقد الخبراء في المجال الطبي الإيراني لقاح سبوتنيك في بشدة.

ويوم الأحد، وصف 98 عضوا من المنتدى العام للمجلس الطبي في إيران اللقاح الروسي بأنه "خطير" في رسالة مفتوحة وجهت إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، ويعتبر المنتدى أكبر النقابات في إيران وأكثر الهيئات الطبية مصداقية، .

ووصفوا استيراد اللقاح الروسي بالخطوة "غير المبررة والخطيرة" وطالبوا بشراء لقاح آمن وموثوق به، مسلطين الضوء في رسالتهم على ثلاث مشاكل تشوب سبوتنيك في.

وتكمن هذه المشاكل في غياب الشفافية خلال فترة تطوير اللقاح وكونه لم تصادق عليه أي هيئة طبية عالمية محترمة، وأخيرا واقع أنه لم تتم مناقشة أو مشاركة سبب ومنطق اعتماده في إيران مع الخبراء الطبيين.

المسؤولون في قطاع الصحة متخوفون من اللقاح

إلى هذا، أعلن العديد من المسؤولين رفيعي المستوى في قطاع الصحة أنهم لن يأخذوا اللقاح الروسي، وبينهم رئيس لجنة الصحة في المجلس الإيراني حسين علي شهرياري والدكتورة مينو مهراز وهي من كبار أعضاء فريق مواجهة فيروس كورونا في إيران والهيئة المختصة بالأمراض المعدية الموثوق بها في البلاد.

وقالت مهراز إنها ترفض اعتماد أي لقاح ما لم تصادق عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية أو الهيئات الطبية الأوروبية.

وقد عبّرت عن موقفها أولا في الصيف، عندما تحدث مسؤولون إيرانيون عن تعاون محتمل بين إيران والصين أو روسيا لإنتاج اللقاح.

ويوم الاثنين، قال كيانوش جهانبور المتحدث باسم إدارة الغذاء والدواء في إيران إن مهراز "ليست مؤهلة لتقييم للقاح [الروسي]".

وفي هذه الأثناء، اتهم وزير الصحة الإيرانية سعيد نمكي في 30 كانون الثاني/يناير، منتقدي اللقاح بالخيانة الوطنية وبالسعي وراء المكاسب المالية.

يُذكر أن روسيا سجلت اللقاح في آب/أغسطس من العام الماضي، قبل انطلاق تجارب سريرية واسعة النطاق، وهو ما أثار تخوف بعض الخبراء.

وفي هذا السياق، قال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي في 8 كانون الثاني/يناير، إن إيران لن تستخدم اللقاحات التي أنتجت في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، مع أن اللقاحات التي كانت تنوي إيران شراءها عبر نظام كوفاكس التابع للأمم المتحدة طورت أيضا في الولايات المتحدة.

وأثارت تصريحات خامنئي موجة انتقادات من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي ومن عدة سياسيين إصلاحيين بارزين وعدد من أفراد المجلس السابقين.

وأشار كثيرون إلى أن خامنئي قال إنه لم يكن يملك "الخبرة" للتعليق على أسعار الوقود عقب ارتفاعها الهائل الذي أدى إلى تظاهرات شعبية واسعة في تشرين الثاني/نوفمبر 2019.

وأوضحوا أنه اليوم "بات يعلق على مسائل طبية ويسيّس حياة الناس".

وبدورها، أعلنت منظمة العفو الدولية أن خامنئي يتجاهل الالتزامات بحقوق الإنسان عبر تسييس صحة الشعب الإيراني.

ثقة شبه معدومة بلقاح سبوتنيك في

وفي الإطار نفسه، أعرب مراقبون دوليون عن عدم ثقتهم باللقاح الروسي منذ الإعلان عنه في آب/أغسطس الماضي، متحدثين عن مخاوف من أن "سباق" الكرملين لتطوير أول لقاح قد يؤثر على فعالية هذا اللقاح وسلامته .

وتزعزت ثقة الشعب باللقاح الروسي جراء الجهود الروسية للترويج لسبوتنيك في على أن فعاليته تساوي أو تتجاوز فعالية البدائل الغربية، وذلك دون توفير أي بيانات دقيقة ومدروسة.

ووكان علماء ومراقبون حول العالم قد أعربوا عن قلقهم عندما ذكر الكرملين في 11 تشرين الثاني/نوفمبر أن فعالية سبوتنيك في تصل إلى نسبة 92 في المائة، وذلك بعد يومين من إعلان فايزر وبيونتيك أن فعالية لقاحهما تجاوزت نسبة الـ 90 في المائة.

وبعد أقل من أسبوع، قالت الشركة المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية موديرنا والتي طورت لقاح كوفيد-19 الخاص بها مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية، إن النتائج الأولى أظهرت أن فعالية لقاحها تبلغ نسبة 94.5 في المائة.

وفي ما بدا أنه خطوة للتفاخر وإظهار التفوق، رفع الروس في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الفعالية المزعومة للقاح سبوتنيك في إلى 95 في المائة.