كشفت الأمطار الغزيرة عن مقبرة جماعية بمحافظة صلاح الدين العراقية في وقت سابق من الشهر الجاري، تضم رفات مدنيين قيل إنهم اختفوا قبل 5 سنوات أثناء المعارك التي جرت لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
واتهم السكان والوجهاء المحليون الميليشيات المدعومة من إيران والتي كانت تحارب داعش آنذاك تحت مظلة قوات الحشد الشعبي، باعتقال هؤلاء المدنيين وإعدامهم في الموقع.
وقالوا إنهم يعتقدون أنه توجد مقابر أخرى كثيرة لم يتم اكتشافها بعد وتضم رفات مدنيين قتلوا على يد الجماعات شبه العسكرية المسلحة.
وقد عُثر على المقبرة في 13 كانون الثاني/يناير بالقرب من بلدة الإسحاقي في منطقة ريفية تعرف باسم جالي.
وفي هذا السياق، قال الشيخ ثائر البياتي أمين عام مجلس عشائر صلاح الدين، إن المقبرة اكتشفت عن طريق الصدفة حيث عثر قرويون على عظام بشرية ظاهرة على سطح التربة بعد هطول أمطار غزيرة.
وأضاف أنه "بحسب الكشف الأولي على المقبرة، تبين أن الضحايا كانوا مدنيين وقد قتلوا بإطلاق النيران عليهم من مسافة قريبة بعد تكبيل أيديهم وعصب أعينهم"، وقد تم دفن [جثثهم] في مكان الإعدام ذاته".
وقال إن طريقة إعدامهم تشبه الطريقة التي كان تنظيم داعش يعتمدها.
ولكن أكد البياتي أنه في هذه الحال، الجناة هم عناصر الميليشيات "الولائية" التي أعلنت ولاءها لإيران ولمرشدها الأعلى علي خامنئي (الولي الفقيه).
وذكر أن "بعض الناس الذين وصلوا مبكرا إلى المقبرة تعرفوا على الضحايا من خلال الهويات الرسمية التي كانت مدفونة معهم، وأكدوا أنهم كانوا مختطفين من الميليشيات التي استقرت بالمنطقة بعد تحريرها من داعش".
وتابع أن هذه الميليشيات تضم عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وسرايا الخراساني ومنظمة بدر الموالية لإيران.
قتل بدم بارد
وأوضح البياتي أنه بعد اكتشاف المقبرة، قام عناصر الميليشيات "بتطويق المكان ومنعوا الأهالي من الوصول إليه خشية افتضاح أمرهم".
وأشار إلى أن المقبرة قد تضم رفات المئات من الضحايا.
وتابع أن من بينهم ما لا يقل عن طفلين بعمر العاشرة والـ 12 سنة، بالإضافة إلى رجال مسنين اختطفوا من منازلهم أو أوقفوا في الشوارع من قبل عناصر الميليشيات المدججين بالسلاح، وأصبح مصيرهم مجهولا منذ ذلك الحين.
واختفى آلاف المواطنين على يد الميليشيات المرتبطة بإيران أثناء الحرب على داعش، بحسب ما ذكره أقرباؤهم الذين يزعمون أن ذلك حصل بحجة أو تحت شبهة تعاونهم مع تنظيم داعش.
ويسلط اكتشاف المقبرة الضوء على هذه القضية.
وأوضح البياتي أن أعداد المغيبين قسريا من سكان المحافظات الخمس المحررة من داعش (صلاح الدين والأنبار ونينوى وكركوك وديالى) والمنطقة المحيطة ببغداد والتي تعرف بحزام بغداد، تقدر بنحو 25 ألف شخص.
وتابع أن المواطنين يعتقدون أن هناك مقابر أخرى كثيرة لم يتم اكتشافها بعد وتضم رفات مغيبين قتلوا بدم بارد من قبل عناصر الميليشيات.
وأشار إلى وجود تقارير ومعلومات تفيد بأن الميليشيات التي تدعمها إيران كانت قد اختطفت وقتلت مواطنين من البلدات الزراعية في صلاح الدين، منها آمرلي وطوز خورماتو وسيد غرايب وبلد ويثرب ومكيشيفة والشرقاط.
وذكر أن هناك تقارير مشابهة من محافظات أخرى.
أهالي المغيبين يبحثون عن أجوبة
وبدوره، قال علي الجبوري وهو من سكان صلاح الدين، إن "الميليشيات شنت في الفترة التي أعقبت التحرير أعمال خطف واقتياد لجهات مجهولة ضد أعداد كبيرة من مواطني المحافظة بذريعة ارتباطهم بداعش".
وأضاف أن "الاعتقالات كانت عشوائية بلا أي مذكرات قبض من القضاء".
وذكر أن أحد أقربائه أوقف مع آخرين عند حاجز تفتيش للميليشيات على طريق تكريت-بغداد عام 2015، ولا يزال مصيره مجهولا لغاية اليوم.
وتابع أن "أهالي المغيبين هم في معاناة شاقة" فيما يبحثون عن أبنائهم المفقودين ويحاولون معرفة ماذا حل بهم.
وتساءل "إذا كانوا على قيد الحياة، لماذا لا يتم الكشف عن مكان احتجازهم ويجري محاكمتهم بصورة قانونية وعادلة، وبذلك يلقى المدان جزاءه والبريء يطلق سراحه؟"
ومن جهته، قال النائب السابق في البرلمان العراقي عن محافظة صلاح الدين شعلان الكريم، إن مطالبات الأهالي رفعت إلى الحكومة والوكالات الإنسانية والسلطات للتحقيق فيها.
وأضاف "لا نزال نناشد السلطات ونوجه بضرورة التحرك السريع والجاد للكشف عن مصير هؤلاء المختفين"، لافتا إلى أن عدد المغيبين في صلاح الدين وحدها يبلغ نحو 3500 شخص.
ولفت إلى أن التحقيقات جارية حاليا لكشف الحقائق بخصوص ضحايا المقبرة التي اكتشفت مؤخرا في الإسحاقي، وللتأكد من هوياتهم بواسطة الفحوصات الطبية.
واستدرك قائلا "إن نتائج التحقيقات ستبرهن لنا أخيرا ما إذا كان الضحايا قد قضوا على يد الجماعات المسلحة حسبما يؤكد الأهالي، أو على أيدي عناصر داعش".
وأكد أنه لا يمكن تبرئة عناصر داعش، إذ أنهم "ارتكبوا جرائم مماثلة في السابق".
بأمانة، هل تستطيعون أن تفهموا من هذا المقال كم هو متغطرس نظام الجمهورية الإسلامية، أو بالحري الجمهورية الشيعية؟ لقد فعل هذا النظام الشيء نفسه مع الشعب الإيراني لأكثر من 40 عاما. هل رأيتم ما فعله النظام في احتجاجات تشرين الثاني/نوفمبر؟ فهو حتى لا يذكرها على الإطلاق. كما أن النظام يضع مجموعة من الإصلاحيين في الواجهة لكي يظهر واجهة لطيفة أمام أعين العالم. وحتى الآن، تدفن الجمهورية الشيعية الشعب الإيراني أحياء لكي تحقق مصالحها في المنطقة. الموت للجمهورية الإسلامية أو بالحري [للجمهورية] الشيعية!
الرد1 تعليق