وقع زعماء دول الخليج على اتفاق تضامن يوم الثلاثاء، 5 كانون الثاني/يناير بعد أن تعانق علنا قادة السعودية وقطر، ما أعاد الدوحة إلى حظيرتها الإقليمية بعد خلاف دام ثلاث سنوات.
وأعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن دول الخليج وقعت اتفاقا بشأن "التضامن والاستقرار" الإقليمي في قمة في شمال غرب المملكة، يهدف إلى إنهاء الحظر المفروض على قطر منذ ثلاث سنوات.
وقال "أدت هذه الجهود للتوصل إلى اتفاق حول بيان العلا... في هذه القمة، والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي"، شاكرا الولايات المتحدة والكويت على وساطتهما.
ولعبت سلطنة عمان أيضا دور الوسيط.
وأضاف ولي العهد "نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، وخاصة التهديدات التي يشكلهاالبرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة".
’إنجاز تاريخي‘
ووقع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست وثيقتين، إعلان العلا، الذي سمي على اسم المدينة السعودية التي انعقدت فيها القمة، والبيان الختامي.
ولم يتم على الفور الإفصاح عن مضمون الوثيقتين، لكن الآمال في التوصل إلى اتفاق لإنهاء المأزق انتعشت عندما أعلنت السعودية في وقت سابق أنها ستفتح حدودها أمام الدوحة.
وهنأ أمير الكويت الجديد، الشيخ نواف الأحمد الصباح، قادة مجلس التعاون الخليجي على إعلان العلا، واصفا إياه بأنه "إنجاز تاريخي"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية.
وقال في كلمة ألقاها في القمة إن الإعلان "يذكرنا" بـ "المساعي الحثيثة" التي قام بها سلفه المغفور له الشيخ صباح الأحمد الصباح لتحقيق المصالحة.
وأضاف أن "تسمية إعلاننا اليوم باتفاق التضامن إنما يجسد حرصنا عليه وقناعتنا بأهميته، كما أنه يعكس في جانب آخر يقيننا أن حفاظنا عليه يعد استكمالا واستمرارا لحرصنا على تماسك أمتنا العربية ووحدتها".
وسرعان ما تبنى الإعلام السعودي المؤثر في المنطقة خطابا يناقض بشكل صارخ خطابه السابق حول قطر، مسلطا الضوء على "الوحدة" و "الأخوة".
وفي الإمارات، نشر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لمكان انعقاد القمة المذهل، المرايا، وقال "من قاعة المرايا في العلا، تبدأ صفحة جديدة مشرقة".
ترحيب حار
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد وصل إلى السعودية يوم الثلاثاء، حيث استقبله الأمير محمد استقبالا حارا وضمه إليه بود شديد. وتجاذب الأميران أطراف الحديث أثناء توجههما إلى سيارة ليموزين كانت بانتظارهما.
وشكل حضور الشيخ تميم القمة أول زيارة له للسعودية منذ بدء الأزمة في حزيران/يونيو 2017.
وقال الأستاذ المساعد في جامعة الكويت بدر السيف إن "هذه هي الخطوات الأولى أو المرحلة الأولى من المصالحة، وستليها خطوات أخرى".
وأضاف أن "أية خطوة باتجاه المصالحة هي أفضل من عدم القيام بأية خطوة على الإطلاق"، مشيرا إلى أن "دول مجلس التعاون الخليجي بحاجة إلى إعادة تفعيل كبيرة ويمكن لها أن تقدم أكثر بكثير مما تقدمه حاليا".
من جهته، لفت هاشم أهل برا من قناة الجزيرة في تقرير من الدوحة، إلى أن القمة ستحدد على الأرجح وتيرة المحادثات الأوسع التي ستجرى على المدى القصير والمتوسط لحل القضايا العالقة الأخرى.
ووصف أهل برا القمة "بإنها اجتماع مهم لأنها الوقت الذي سيتعين عليهم فيه بدء الحديث عن بعض العناصر العالقة".
وتابع "سيتعين عليهم اتخاذ قرار بشأن آليات الاتفاق".
وأردف أنه "في وقت لاحق، سيتعين عليهم الإقرار إن القضايا الأساسية هي تلك التي ستحتاج إلى بعض الوقت لحلها، لأننا نتحدث عن مجموعة واسعة من القضايا التي تتعلق بالمنطقة وأجزاء أخرى من العالم".
عزل إيران
وكثفت الولايات المتحدة ضغوطها من أجل حل الأزمة، مشددة على أن وحدة الخليج ضرورية لعزل إيران وسط التوترات الإقليمية المتزايدة.
وكانت السعودية قد قادت تحالفا من دول الخليج وخارجها قطع العلاقات والحدود مع قطر في حزيران/يونيو 2017، بعد أن اتهمتها بالتقرب من إيران ودعم الجماعات الإسلامية المتطرفة، وهي مزاعم لطالما نفتها الدوحة.
وأعلن وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر الصباح مساء الاثنين عبر التلفزيون الرسمي أنه "تم الاتفاق على فتح المجال الجوي والحدود البرية والبحرية" بين السعودية وقطر، على أن يسري مفعول هذا القرار فورا.
وفي أعقاب الإعلان، أطلق السائقون جنوب الدوحة على طريق سلوى السريع باتجاه الحدود السعودية في أبو سمرة العنان لأبواق سياراتهم، ملوحين بأذرعهم من نوافذها.
وقال المواطن القطري هشام الهاشمي "سنرى كل السعوديين هنا وسيزور كل القطريين السعودية وسنعود أصدقاء كما كنا من قبل وأفضل".
ايران مجرمه ونواياها خبيثه
الرد1 تعليق