إرهاب

الحرس الثوري يوزع صواريخ شبيهة بصاروخ كاتيوشا على ميليشياته الوكيلة

أردشير كردستاني

صورة التقطت في 5 شباط/فبراير 2020 تظهر مدفعية سورية ذاتية الدفع ومنصة إطلاق صواريخ كاتيوشا في بلدة تل سلطان بمحافظة إدلب شمالي غربي سوريا. [وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 5 شباط/فبراير 2020 تظهر مدفعية سورية ذاتية الدفع ومنصة إطلاق صواريخ كاتيوشا في بلدة تل سلطان بمحافظة إدلب شمالي غربي سوريا. [وكالة الصحافة الفرنسية]

بدأ الحرس الثوري الإيراني مؤخرا بصنع صواريخ بدائية تشبه صواريخ كاتيوشا، وتوزيعها على وكلائه بالمنطقة في إطار حملته لتسليح الميليشيات.

وقال محلل متقاعد من البحرية الإيرانية للمشارق شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الحرس الثوري "قادر حتما على صنع صواريخ شبيهة بصواريخ كاتيوشا. وتستند معظم هذه الصواريخ إلى تكنولوجيا صورايخ الصين وكوريا الشمالية".

وأضاف أنها تشمل صاروخ "حاسب" الذي يبلغ قطره 107 ميليمترات، وهو الأقرب في المدى لصاروخ كاتيوشا، فضلا عن صواريخ أكبر لها مدى أطول وتستند إلى تكنولوجيا مماثلة.

وتابع أن "مشكلة الحرس الثوري ليست في تقليد تكنولوجيا الصواريخ الأساسية"، فهذا أمر يستطيع فعله. "لكن المشكلة تكمن في تحسين التكنولوجيا".

صاروخ أشبه بصاروخ كاتيوشا صنع في إيران، يظهر في هذه الصورة التي التقطت في آب/أغسطس 2020. [الصورة من موقع خبر أونلاين]

صاروخ أشبه بصاروخ كاتيوشا صنع في إيران، يظهر في هذه الصورة التي التقطت في آب/أغسطس 2020. [الصورة من موقع خبر أونلاين]

وذكر أن هذه الصواريخ ليست دقيقة جدا، لذا كان من الضروري التركيز على "الكمية عوضا عن الجودة"، وذلك على أساس فرضية أنه عند إطلاقها بأعداد كبيرة، من المرجح أن يطال بعضها الهدف.

ʼهجمات سافرةʻ

وأشار المحلل في البحرية الإيرانية إلى أن الوابل الذي أطلق في 20 كانون الأول/ديسمبر والذي شمل 8 صواريخ استهدفت المنطقة الخضراء ببغداد، يشبه الهجمات التي تنفذها كتائب حزب الله وغيرها من الميليشيات المدعومة من إيران في العراق.

وبحسب بيان صدر عن البعثة الدبلوماسية الأميركية في العراق، تضررت مبان سكنية وتعرض مبنى السفارة الأميركية لأضرار طفيفة.

وعقب ذلك الهجوم، قالت مصادر عسكرية أميركية إنه قد يكون لأي سوء تقدير إيراني إضافي عواقب وخيمة.

وغرّد وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو على موقع تويتر، قائلا إن "الميليشيات المدعومة من إيران نفذت من جديد هجوما سافرا ومتهورا في بغداد، مما أسفر عن إصابة مدنيين عراقيين".

وأضاف أن "الشعب العراقي يستحق أن تتم ملاحقة هؤلاء المهاجمين. يجب أن يضع هؤلاء المجرمين العنيفين والفاسدين حدا لأفعالهم المزعزعة للاستقرار".

وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن المهاجمين استخدموا "صواريخ صغيرة"، لكن من غير الواضح ما إذا كانت تلك من نوع صواريخ كاتيوشا.

ومع حلول 23 كانون الأول/ديسمبر، لم تكن أية جماعة قد تبنت المسؤولية رسميا بعد، ولكن ذكر الصحافي الإيراني المقيم في الولايات المتحدة شاهين محمدي أن بيانا للجيش العراقي ألقى باللائمة على "جماعة غير قانونية" في تنفيذ الهجوم.

وكانت الهجمات السابقة التي استهدفت المصالح الأميركية في العراق قد تبنتها جماعات وصفها مسؤولون أميركيون وعراقيون على حد سواء بأنها مجرد غطاء لفصائل مسلحة معروفة تابعة لإيران في العراق، ومنها كتائب حزب الله.

وأضاف أنه ما من شك في أن الصواريخ جاءت من إيران، مشيرا إلى أن "الجماعات الإرهابية في العراق لا تتحرك بدون توجيه من إيران".

وفي العام الماضي وحده، هاجمت الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري في عدة مناسبات المنطقة الخضراء ببغداد ومناطق أخرى من العراق للولايات المتحدة تواجد فيها.

أسلحة مصنوعة في إيران

وبدوره، قال البحث بالشأن الإيراني المقيم في الولايات المتحدة أمير توماج إن فيلق القدس التابع للحرس الثوري يمد أذرعه بالصواريخ وغيرها من الأسلحة المصنوعة في إيران، بما في ذلك الصواريخ قصيرة المدى التي يشار إليها عادة باسم صواريخ كاتيوشا.

وكانت وكالة تسنيم الإخبارية التابعة للحرس الثوري قد وصفت في تقرير لها يوم 2 آب/أغسطس "القدرة الجديدة بتوجيه صاروخ حتى نقطة الارتطام" بأنها "أحد أهم التطورات في الكشف الأخير عن أسلحة الحرس الثوري الإيراني".

وأفادت وكالة تسنيم بأن القوات البرية التابعة للحرس الثوري حسّنت "ما يسمى عادة بصاروخ كاتيوشا في إيران"، لكنه في واقع الأمر "صاروخ بقطر 122 ميليمترا صنع في إيران".

وأشار التقرير إلى أنه بحسب النوع، فإن ما يسمى بـ "صواريخ كاتيوشا مصنوعة في إيران" لها مدى يتراوح بين 1.6 كيلومترا و21 كيلومترا.

ونشر موقع خبر أونلاين أيضا تقارير عن هذه الصواريخ، واصفا إياها بأنها "الإنتاج المبتكر [للحرس الثوري] الذي سيساعد الفلسطينيين وحزب الله اللبناني في مقاومتهم".

وذكر الموقع أنه "بالمقارنة مع النماذج السابقة، فإن هذه الصواريخ الجديدة أقل عرضة للأخطاء".

هذا وتم إنفاق موارد كبيرة لتحسين موثوقية ترسانة الصواريخ والقذائف الصاروخية التابعة للحرس الثوري الإيراني. ففي العام 2017 وحده، خصص مجلس الشورى الإيراني نحو 300 مليون دولار لـ"تطوير الصواريخ".

كما خصص 300 مليون دولار لفيلق القدس "لمحاربة الإرهاب"، في إشارة إلى دعم فيلق القدس للميليشيات في مختلف أنحاء المنطقة.

ولا يشمل هذا الرقم مصادر التمويل الأخرى للحرس الثوري الإيراني أو ميزانية فيلق القدس التي تغيب عنها في الغالب الشفافية، أو ما تم كشفه مؤخرا عن مساعدة البنك المركزي الإيراني الحرس الثوري الإيراني في تحويل الأموال للالتفاف على العقوبات.

يذكر أن آخر اقتراح للميزانية في إيران يخصص 6.9 مليار دولار للحرس الثوري، وهو ما يساوي 3 أضعاف ما يخصص للجيش النظامي في البلاد.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500