بكين - في الوقت الذي تعثرت فيه معظم اقتصادات العالم مع شلّ جائحة كوفيد-19 الشركات التجارية وإجبار عدد لا يحصى من الناس على ترك عملهم، سجلت الصين حيث ظهر فيروس كورونا للمرة الأولى نموا قياسيا.
وأظهرت البيانات الرسمية أن نشاط المصانع في الصين شهد نموا كان الأسرع في أكثر من 3 سنوات في شهر تشرين الثاني/نوفمبر.
كذلك، سجّل مؤشر مدراء المشتريات الذي يعتبر مقياسا رئيسيا للنشاط الصناعي في الصين، انتعاشا بارزا بعد الإجراءات الصارمة التي فرضت لكبح الفيروس في مطلع العام الجاري، وقد وصل الشهر الماضي إلى 52.1.
وكان هذا المؤشر قد انخفض في شباط/فبراير الماضي إلى 35.7 نقطة مع مواجهة العالم للجائحة العالمية.
ولم يلبث أن ارتفع في آذار/مارس إلى 52.0 نقطة مع زيادة المصانع الصينية حجم إنتاج وبيع معدات الوقاية الشخصية، علما أنه تبين أن معظمها رديء وغير فعال.
وفي الأشهر التالية، تأرجح مؤشر مديري المشتريات بين 50 و51 نقطة متخطيا عتبة الـ 50 نقطة التي تفصل بين النمو والانكماش، ووصل في تشرين الأول/أكتوبر إلى 51.4 نقطة.
ومن المتوقع أن يكون اقتصاد الصين الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي سيسجل نموا إيجابيا هذا العام.
الاستفادة من الجائحة
وفي محاولة للاستفادة من الجائحة، بذلت الصين جهودا حثيثة لإنتاج معدات الوقاية الشخصية كالكمامات لمواجهة النقص في ظل الجائحة. ومع ارتفاع أسعار السلع ومعدل الطلب، تم تسجيل أكثر من 73 ألف شركة لتصنيع الكمامات في النصف الأول من العام، بينها أكثر من 36 ألف شركة جديدة سجلت في شهر نيسان/أبريل وحده.
وبحسب محللين، صدّرت الصين بين آذار/مارس وأيار/مايو أكثر من 50 مليار كمامة للوجه، وهذا ما يعكس زيادة بـ 10 أضعاف عن إجمالي إنتاج هذه السلعة العام الماضي.
ووفقا لتقرير مصور نشرته صحيفة نيويورك تايمز وفي إطار هذه الجهود، أجبرت السلطات الصينية الأقليات المسلمة في منطقة سنجان على العمل في مصانع معدات الوقاية الشخصية، وقد استند التقرير إلى أدلة حسية ظهرت في مئات مقاطع الفيديو والصور والوثائق الحكومية.
ويدخل هذا البرنامج في إطار جهود بذلتها بيكن التي أرسلت خلال السنوات الأخيرة أكثر من مليون مسلم إلى معسكرات التلقين .
وتبيع بكين الكمامات على صعيد عالمي أو تستخدمها كتبرعات في مخطط وصفه المحللون بـ "دبلوماسية الكمامة" من أجل التنصل من مسؤوليتها في تفشي الفيروس، وقد ارتدّت عليها هذه المساعي في بعض الحالات بسبب رداءة منتجاتها.
وفي إحدى الحالات، باعت شركة صينية نصف مليون كمامة كوفيد-19 "مزيفة" مصممة لحماية الأطباء. وادعت الشركة أمرين خاطئين، الأول أن الكمامات تفي بمعيار أن.95 لأفراد الطواقم الطبية الذين يعملون مع مرضى فيروس كورونا، والثاني أنها معتمدة رسميا.
وفي الأسابيع الأخيرة، أضاف النظام الصيني "دبلوماسية اللقاح" في المناطق التي يعتبرها حيوية لمصالحه، وذلك عبر إطلاق وعد بتأمين لقاح فعال لكوفيد-19 كورقة مقايضة دبلوماسية.
الصين تصور نفسها كـ ’البطل‘
وفي هذا الإطار، يعمل النظام الصيني جاهدا للترويج لـ"أفعاله البطولية" في مكافحة جائحة كوفيد-19، على الرغم من دوره في تفشي الوباء والتستر على دوره في هذه الأزمة.
كذلك، افتتح المتحف الوطني الصيني في آب/أغسطس الماضي معرضا باسم "وحدة القوة"، عرضت فيه لوحات ومنحوتات ومخطوطات تعكس ما يصفه النظام بنجاحاته في الاستجابة للأزمة.
من جهتها، أسرفت وسائل الإعلام الرسمية الصينية في إظهار أن البلاد تخطت جائحة فيروس كورونا للعالم، في حين لا تزال الدول تعاني من إجراءات الإقفال الصارمة لكبح كوفيد-19 الذي نشأ في الصين وانتشر منها.
ففي وقت سابق من العام 2020، قامت السلطات الصينية بالتكتم على خبر ظهور وباء مميت طوال أسبوع تقريبا رغم معرفتها بذلك، وسمحت بهذه الطريقة للفيروس بالانتشار في ووهان ومنها إلى جميع أنحاء العالم مع تعمدها التعتيم على أدلة تفشي المرض أو تدميرها.
ومنذ بدء الأزمة، حاولت بكين جاهدة التصدي للانتقادات التي وجهت إليها لدورها في أزمة جائحة كورونا، وذلك عبر الترويج لنظريات المؤامرة، وقد ثبت تورطها في نشر سلسلة من المعلومات المضللة حول الفيروس عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء.
في الشوارع والأسواق، يقول الناس الآن أمورا جديدة. فيقولون إن الصين ومنظمة الصحة العالمية تعمدتا نشر الفيروس بين الناس لكي يقللوا من عدد سكان العالم مع مرور الوقت. هنا في مكان إقامتي، توفي كل المتقاعدين تقريبا. كما توفي المتقاعدون في الشمال حيث كنت أقيم. وإن الإصابات مرتفعة جدا. لكن لا تقدم إيران والصين إحصائيات دقيقة على الإطلاق. وبالطبع، فإن عدد الإصابات بين الشباب مرتفع أيضا. يعرف الناس أن الفيروس الذي يتحول باستمرار وله تأثير مختلف داخل جسم كل شخص، لا يتعرف على اللقاح أيضا.
الرد1 تعليق