تحليل

إرث العائلة: زينب سليماني تواصل مسار والدها وتتقرب من حزب الله

المشارق

زينب سليماني، ابنة قائد قوة القدس القتيل قاسم سليماني، تبدو هنا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر. وقد ظهرت زينت على نحو متزايد على المسرح الإقليمي عقب وفاة أبيها في أوائل شهر كانون الثاني/يناير. [الصورة عبر موقع اقتصاد أونلاين]

زينب سليماني، ابنة قائد قوة القدس القتيل قاسم سليماني، تبدو هنا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر. وقد ظهرت زينت على نحو متزايد على المسرح الإقليمي عقب وفاة أبيها في أوائل شهر كانون الثاني/يناير. [الصورة عبر موقع اقتصاد أونلاين]

ظهرت زينب سليماني، ابنة قائد قوة القدس القتيل قاسم سليماني، على نحو متزايد على المسرح الإقليمي عقب وفاة والدها في أوائل شهر كانون الثاني/يناير.

وكانت زينب تشاهد من آن لآخر إلى جوار والدها، الذي يمكن أن يقال عنه إنه الشخصية الأبرز في الحرس الثوري الإسلامي، حيث رافقته في العديد من رحلاته إلى العالم العربي، بما في ذلك العراق ولبنان وسوريا.

ومنذ مقتل أبيها في غارة أميركية على مطار بغداد، أصبحت تُعرف بأنها صوت والدها، كما أنها تمثل صوت المنظمة التي تترأسها، وهي مؤسسة الحفاظ على أعمال قاسم سليماني ونشرها، والتي يشار إليها بصورة عامة باسم "مؤسسة قاسم سليماني"، والتي أنشئت بعد وفاته.

وقد أصبحت مساعي زينب في اكتساب الشهرة ومواصلة مسيرة أبيها أكثر وضوحًا بزواجها من ابن الرجل الثاني في حزب الله اللبناني في شهر تموز/يوليو.

وقد رأى الكثير من المراقبين هذا الزواج على أنه زواج مصلحة، حيث أنه يبين علاقة حتى أكثر عمقًا بصدد التشكل بين حزب الله وإيران.

ابنة غير تقليدية

ولا يتضح حتى الآن ما إذا كانت زينب تتمتع بأي نفوذ على الحرس الثوري، لكنها أوضحت أنها ستركز كل جهودها على مواصلة "أهداف أبيها ومدرسته الفكرية".

وتنشر زينب، التي تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي، منشورات بكل من اللغة الفارسية والعربية. وتكشف مراجعة لأنشطتها على وسائل التواصل الاجتماعي أنها قد نشرت حتى الآن تصريحات تعزوها لأبيها، فضلًا عن شعارات مناهضة لأميركا، وتعزو معظمها لأبيها أيضًا.

ويتعلق بعض من رسائلها بالدفاع عن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي الذي تقول عنه أنه لا يتم تصويره على نحو مناسب في الكتب الدراسية الإيرانية. كما أنها تتخذ موقفًا متشددًا واضحًا في العمل السياسي، وهو الأمر الذي لا يمثل أية مفاجأة.

إلا أن زينب، وهي متشددة ابنة متشدد وشخصية تقليدية على ما يبدو، قد كسرت التقاليد. وقد وصفتها مصادر مقربة من أسرة سليماني بأنها الابنة الأكثر شبهًا بأبيها.

ومع أنه كان من المتوقع في العادة أن يحذو أبناء سليماني حذوه، فإنه من الواضح أن قرب سليماني من ابنته، وهي الأصغر بين أربعة أبناء، قد أعدها لتكون البديلة له.

وقد قال نصرالله جهان شاني، وهو عضو في الحرس الثوري كان يعمل سائقًا شخصيًا لسليماني منذ ثمانينات القرن العشرين، في مقابلة مع مطبوعة "الصبح الصادق" التي ينشرها الحرس الثوري إن "زينب تشبه الحاج قاسم أكثر من أي أحد في العالم. ففي موقفها وسلوكها، هي تشبه قاسم سليماني كثيرًا".

وكانت زينب هي المتحدثة الرئيسية في جنازة أبيها. وهي تتحدث عدة لهجات عربية بطلاقة، كما أنه يزعم أنها تعرف الإنكليزية.

وفي يوم 3 كانون الأول/ديسمبر، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية أن إدارة الرئيس حسن روحاني قد خصصت نحو 340 ألف دولار أميركي لمؤسستها من ميزانية البلاد لعام 1400. (عام 1400 هو العام الإيراني المقبل، الذي يبدأ يوم 21 آذار/مارس 2021).

لكن زينب أصدرت بيانًا يوم 5 كانون الأول/ديسمبر قالت فيه إنها لن تقبل المال، وإنه سيتم الاستفادة منه على نحو أفضل إذا تم تحويله نحو تلبية احتياجات الشعب. وأضافت "نحن [المؤسسة وأسرة سليماني] لم نطلب أي مال من الحكومة".

إلا أن المزيد من التقارير كشفت أن مؤسستها تلقت نحو 400 ألف دولار أميركي من الحكومة في عام 1399 (وهو العام الإيراني الحالي)، وأن المال قد تم تخصيصه لمؤسسة قاسم سليماني كبند فرعي في ميزانية الحرس الثوري لهذا العام.

هذا وتواجه إيران أزمة اقتصادية خانقة يلقي كثيرون فيها باللوم على إهدار ثروة الشعب الإيراني في الخارج لتمكين الحرس الثوري من متابعة طموحاته الإقليمية.

زواج مصلحة

وقد ظلت زينب، وهي في أواخر العشرينات من العمر، وعلى الرغم من أنها في سن الزواج التقليدية، بدون زواج حتى أواخر شهر حزيران/ يونيو حين تزوجت رضا صفي الدين، وهو ابن هاشم صفي الدين ابن عم حسن نصرالله.

ويعتبر هاشم الذي يرأس المجلس التنفيذي لحزب الله اللبناني هو الرجل الثاني في الحزب. وينظر إليه معظم المراقبين على أنه بديل نصرالله في المستقبل.

وقد قال صلاح منصور، وهو مصدر مقرب من أحد المنشقين عن حزب الله، في حديث للمشارق إن المعلومات عن رضا هاشم صفي الدين قليلة جدًا.

إلا أنه من المعروف عن رضا، الذي يبلغ من العمر 36 عامًا، أنه نشأ في جنوب لبنان وحضر المدرسة في جنوب لبنان وبيروت. ويقال أيضًا إنه مقرب من جواد ابن حسن نصرالله.

وأضاف منصور أنه يُعتقد أن رضا عضو أساسي في الشبكة التي تدير أنشطة حزب الله المالية في لبنان. كما أنه يشرف بصورة مباشرة على أعمال مخازن قاروط وأعمال مؤسسة القرض الحسن التي تقرض المال لمنتسبي الحزب والمقربين منه بفوائد منخفضة جدًا.

وأوضح منصور أن "هذا السبب الرئيسي في شعبية رضا ووالده في البيئة الاجتماعية الخاصة بحزب الله".

من جهته، قال الدكتور فتحي السيد الباحث المتخصص بالشأن الإيراني للمشارق إن الزواج يحمل رسالة مزدوجة: التأكيد مجددًا على عمق العلاقة بين إيران وحزب الله ونية الحرس الثوري في مواصلة تقديم الدعم للحزب.

وأضاف أن هذه الرسالة تأتي في وقت يعاني فيه حزب الله من العزلة والضغوط، لا سيما بسبب حقيقة أن الحرس الثوري لم يعد قادرًا على تقديم الدعم المالي للحزب بشكل مناسب بسبب العقوبات الأمريكية المشددة على إيران.

ساهم وليد أبو الخير في هذا التقرير من القاهرة

هل أعجبك هذا المقال؟

2 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

يا سيدة زينب، آمل أن يحرم عليك مال الشعب اللبناني الفقير! لعنة الله عليك بسبب البؤس الذي تسببت به لهذه الأمة! لا يتوقع غير ذلك من ابنة القاتل الإرهابي للشعب السوري.

الرد

يا للعجب! إن زعيم الجمهورية الإسلامية إما ميت وعلى وشك الموت. ليست هذه الأفعال التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني إلا دعاية. أو ربما يريد الحرس من خلال تلك الأفعال أن يبيع ما تبقى من إيران والفرار. هناك احتمال كبير أن يكون خامنئي له شبيه [وخامنئي الحقيقي] هو في حالة غيبوبة. فحتى ناصر الدين شاه قاجار كان له شبيه. وبالطبع خلافا لخامنئي الذي أصبح الآن على فراش الموت، فإن [ناصر الدين شاه قاجار] كان بصحة جيدة.

الرد